“أصدقاء اليمن” يبحثون في لندن دفع مسار التسوية السياسية
يمنات – الخليج
عقد الاجتماع الوزاري الدولي الخامس لمجموعة أصدقاء اليمن أمس الخميس في لندن لبحث التقدم الذي أحرزه اليمن على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والعقبات التي تعترض مسار التسوية السياسية والإجراءات الكفيلة بمعالجتها .
وترأس الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وفد الإمارات العربية المتحدة في الاجتماع الوزاري الدولي الخامس الذي عقد برئاسة مشتركة لكل من اليمن والسعودية وبريطانيا، بينما شارك فيه وزراء الخارجية ورؤساء وفود يمثلون 30 دولة إضافة إلى كبار المسؤولين التنفيذيين من ثماني منظمات إقليمية ودولية .
وقال قرقاش في تصريح لوكالة أنباء الامارات عقب الاجتماع “إن مشاركتنا في اجتماع أصدقاء اليمن تجسيد وتعزيز لمواقفنا وجهودنا التاريخية في دعم الاستقرار والتنمية في اليمن ولكل ما فيه خير شعبه الشقيق” .
وأضاف “إننا نرى أن مؤتمر لندن بحضوره عالي المستوى يعد تعبيراً صادقاً عن التزام المجتمع الدولي بخريطة الاستقرار التي رسمها اليمنيون لأنفسهم والتي تستند إلى المبادرة الخليجية بشأن اليمن وآلياتها” .
وأكد أن دولة الامارات ملتزمة من خلال علاقاتها الثنائية مع اليمن، أو عبر التجمعات الاقليمية والدولية والتي تسهم فيها بالمساعدة على إنجاح كل الجهود التي تبذل في هذا الشأن . وقال “إننا ندرك أن التحديات القادمة في اليمن شائكة وصعبة لكننا على ثقة بأن تضافر الجهود الاقليمية والدولية وكذلك حرص الشعب اليمني الشقيق على وطنه ومستقبل بلاده كفيل بتخطى هذه العقبات” . وأضاف “إننا في دولة الإمارات سنواصل العمل جاهدين لمساندة اخوتنا في اليمن الشقيق” .
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد حذّر من أن اليمن يواجه أوضاعاً انسانية صعبة جعلت 13 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان اليمن، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة لتوفير الطعام لهم .
وقال هيغ في كلمة افتتح بها اجتماع المجموعة امس الخميس في لندن، إن “أمام اليمن 3 أولويات ملحّة يتعيّن أن يركّز عليها الاجتماع، أولها أن يتيح مؤتمر المصالحة الوطنية لأفراد الشعب اليمني ومن خلال ممثليهم أن يقرروا بأنفسهم مستقبل بلدهم، وأن يشمل الجميع ويشارك فيه ممثلون من شمال وجنوب اليمن إلى جانب ممثلين عن النساء والمجتمع المدني، لأنه يمثل السبيل الوحيد لتحقيق تسوية سلمية وبشكل يتيح لليمنيين مناقشة مشاكلهم ومظالمهم واقتراح حلول لها” . وفيما أشار إلى “وجود أقلية صغيرة، بما في ذلك من خارج اليمن، من العازمين على محاولة عرقلة مؤتمر الحوار الوطني لكيلا يحقق النجاح المنشود”، حذّر من أن المجتمع الدولي “لن يتحمّل أي عمل من شأنه أن يقوّض العملية الانتقالية، وكما أوضح مجلس الأمن الدولي في عدة مناسبات بأنه سيتخذ إجراءات ضد من يحاولون عرقلة أو إخراج العملية الانتقالية عن مسارها” .
وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن الأولوية الثانية هي “ضمان إحراز تقدّم متواصل تجاه إجراء انتخابات ناجحة في عام ،2014 والثالثة ترجمة التعهّدات بتقديم المساعدات بإحراز تقدّم على الأرض، لكي يشهد أفراد الشعب اليمني تحسّناً في حياتهم اليومية” .
وحذّر هيغ أيضاً من “خطر تلاشي الدعم الشعبي للحوار والوطني وعملية الانتقال السياسي في اليمن في حال عدم حدوث تقدّم”، مشدداً على أن الشعب اليمني “يريد نتائج إيجابية وليس مجرد وعود جوفاء” .
ويُعد اجتماع لندن الخامس من نوعه لمجموعة (أصدقاء اليمن)، منذ تشكيلها في عام 2010 لمساعدة هذا البلد على تنمية اقتصاده ومواجهة التطرّف .
ودعت بريطانيا إلى عقد الاجتماع لإحراز تقدم حقيقي لتأمين الأمن في هذا البلد والمنطقة . وكانت مجموعة أصدقاء اليمن تعهدت بتقديم 5 مليارات جنيه استرليني لدعم جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي لقمع التمرد واستعادة الاستقرار في البلاد .
وكان مسؤولون يمنيون وبريطانيون قد أعلنوا قبل انعقاد مؤتمر لندن أنه “سيركز على مناقشة السياسة الداخلية ومؤتمر الحوار الوطني في اليمن الذي سينطلق يوم 18 مارس/ آذار الحالي، والذي سيعيد صياغة دستور البلاد قبل الانتخابات المقررة في فبراير/ شباط 2014” .
وقال جيمس وايتهيد، مدير البرنامج الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الإغاثة الخيرية البريطانية “أوكسفام”، “نشعر بقلق حقيقي إزاء الأسر العادية في اليمن وقدرتها على تأمين احتياجاتها من الطعام، وشاهدنا في المناطق التي نعمل فيها أن ديون هذه الأسر لشراء الغذاء تضاعفت منذ العام الماضي” .