مصادر ..ترقب مرسوم رئاسي يحد من هيمنة اللواء الأحمر ونجل صالح على الجيش

يمنات – متابعات
توقعت مصادر يمنية مطلعة، أن يصدر الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، الذي عاد مساء أمس الأربعاء إلى صنعاء بعد مشاركته في أعمال القمة العربية في قطر، اليوم الخميس مرسوماً رئاسيا بـ «إقالة» نجل سلفه واللواء الأحمر، الذي سبق وأن اعترض بشدة على قرارات إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية الأخيرة.
استبعد مصدراً رفيعاً داخل القصر الرئاسي ، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن تتم إقالة اللواء الأحمر والعميد صالح، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك قرارات عسكرية «جاهزة منذ أكثر من شهر ونصف»، لكن هادي لم يُصادق عليها بعد. وقال: «ليس بالضرورة صدور القرارات الآن. لكن إن صدرت فعلاً فلا علاقة لها بلقاء الرئيس هادي بولي العهد السعودي» في الدوحة.
وكشفت صحيفة يمنية أهلية، أمس الأربعاء، عن توجه لوزارة الدفاع لنقل «ألوية الصواريخ» – وهي قوة عسكرية مستحدثة ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للجيش بعد أن كانت تتبع قوات الحرس الجمهوري المنحلة – من العاصمة صنعاء إلى قاعدتين عسكريتين في جنوب البلاد، حيث تتصاعد منذ 2007 حركة احتجاج شعبي مطالبة بالانفصال عن الشمال.
وذكرت صحيفة «الوسط»، أن وزارة الدفاع تعد لنقل «ألوية الصورايخ» من العاصمة إلى قاعدتين عسكريتين في محافظتي لحج وحضرموت، إضافة إلى نقل مقر قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي من قاعدة «الديلمي» شمالي صنعاء إلى قاعدة «العند» الجوية الرئيسية في الجنوب. وأغلب ترسانة اليمن من الصواريخ، خصوصاً طويلة المدى، من الاتحاد السوفيتي الذي كان، قبيل انهياره، حليفاً رئيسياً لدولة اليمن الجنوبي التي توحدت مع الشمال في مايو 1990.
وتسببت وضع منظومة الصواريخ أواخر العام الماضي بخلاف كبير بين نجل صالح (شمالي) والرئيس هادي الذي ينتمي الى الجنوب، الذي شهدت أكبر مدنه، وهي عدن، عصياناً مدنياً أمس الأربعاء استمر ساعات، استجابة لدعوة فصائل متشددة داخل المعارضة الانفصالية هناك. وقال سكان في عدن لـ «الاتحاد» إن قوات الأمن اليمنية أطلقت الرصاص الحي على محتجين انفصاليين حاولوا إغلاق الطرق الرئيسية في حيي «المعلا والمنصورة»، مؤكدين سقوط عدد من الجرحى برصاص الأمن.
وأثار لجوء السلطات في عدن للقوة المسلحة في قمع الاحتجاجات الشبابية غضب ممثلي المعارضة الانفصالية المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيبحث على مدى 6 شهور، مشكلات رئيسية عالقة على رأسها المطالب الانفصالية في الجنوب.
وهتف العشرات من ممثلي «الحراك الجنوبي» داخل قاعة مؤتمر الحوار «ثورة ثورة يا جنوب»، ما تسبب بإعاقة الجلسة الصباحية التي كان يرأسها نائب رئيس هيئة رئاسة مؤتمر الحوار، أحمد بن فريد الصريمة، ممثل التيار الانفصالي في الحوار.
وطالب عدد من ممثلي الحراك بإقالة محافظ عدن، وحيد رشيد، الذي يتهمونه بـ «التبعية» لحزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وتغيب الصريمة عن الجلسة المسائية التي ترأسها ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي، الذي كان يحكم الجنوب حتى 1990.
وتمكن نعمان من احتواء غضب «الجنوبيين» الذين كانوا يطالبون بتعليق جلسات الحوار الوطني، وذلك بتكليف هيئة رئاسة المؤتمر بمهمة التفاوض مع الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن المطالب بإقالة محافظ عدن، وإطلاع أعضاء المؤتمر على نتائج المفاوضات السبت المقبل. وكانت جلستا الأربعاء، الصباحية والمسائية، خصصت لمناقشة تقريرين عن الموارد البشرية والمياه في اليمن، والاستماع إلى المداخلات من الأعضاء حولهما.