فضاء حر

الرئيس جنوبي!!

يمنات – خاص


يتغنى أنصار النظام وحلفاء المشترك عن الحرية وبداية بناء الدولة المدنية التي تتوافق من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية كما يرونها,, معتقدين أنها المنفذ الوحيد للخروج من الأزمة السياسية وبناء الدولة المدنية الحديثة , متلهفين وراء كرسي الحكم غير آبهين بدماء شهداء الثورة والنضال السلمي للحراك الجنوبي الذين قدموا مئات الشهداء وآلاف الجرحى لاجتثاث هذا النظام وليس لأجل تعيين حكومة برئاسة عبدربه منصور رئيسا للجمهورية.

لقد اخطأ حلفاء المشترك وأنصار النظام المستفيدين من هذا العبث بحق المناضلين وزوبعة المعارضين (حكومة الوفاق ) الذين بكل تأكيد سيصلون إلى انسداد الأفق السياسي ولو بعد حين نتيجة حكم الغباء السياسي الذي أنهكهم بل وأصابهم بالجنون عن كيفية الوصول إلى سدة الحكم , وهذا من خلال ما اقتبسنا منهم مؤخرا من تغيير مواقفهم وتصريحاتهم الصحفية اثناء الثورة وعند تنفيذ المبادرة بعد أن عدلها علي صالح بكل أريحية .

من منا لا يتذكر محمد قحطان الناطق الرسمي للقاء المشترك حين صرح  لقناة الجزيرة إذ لم يرحل علي صالح ويسلم السلطة سيقبض عليه الثوار وسيقومون بتسليمه إلى اقرب مركز شرطة , فيما نراهم اليوم يبيعون الثورة وأهدافها  ومن أمثاله الكثير الذين فاجأونا بمواقفهم المتراجعة وتحيزهم لحماية النظام ومنحه الحصانة.

لكن ربما يتحججون في  صنع ذلك  بقبولهم حماية القتلة بوجود المناضل عبدربه منصور هادي على رأس الهرم باعتباره رجلاً يمثل الجنوبيين وبمعنى آخر (الرئيس جنوبي )  وكأنهم لا يدركون بان عبدربه نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام وجزء كبير من النظام الذي أنهك شعبه طيلة 33عاما وعبث بمقدرات وهوية دولة الجنوب في ظل صمت الرئيس الحالي الجنوبي ,, وقصفت محافظته أبين بالطيران الخارجي وهو صامتا وهناك أشياء كثيرة تدمي لها القلوب في حالة ذهبنا نتجول على صفحات الماضي , إلا أننا  سنفرض على أنفسنا  كواجب لمناقشة الحاضر من باب مصلحة الوطن , حين يفرض علينا السؤال أن نتساءل بعضنا في إطار الحرية والديمقراطية والتبادل السلمي كم مرات ذهب الرئيس هادي إلى قصر الرئاسة وزاول عمله من مكتبه الرسمي ويثبت للآخرين بإيمان علي صالح للتبادل السلمي بحكم علاقته ووقوفه معه في الأزمات في الوقت الذي تهاوى من جواره أقاربه وعلى رأسهم علي محسن الأحمر ووصل الأمر إلى تنكرهم من انتماء علي صالح لقبيلة الأحمر والذي عرفناه منذ نعومة اضفارنا إلا أن بلغ إلى مسامعنا مصطلح (عفاش) كلقب لعلي عبدا لله صالح..

إن التداول السلمي لم يبرز حتى اللحظة في ظل من يرأس اليمن من الجنوب بعد أن تحول حرم منزله إلى ساحة للاعتصامات ورفع المظالم بينما الكل يعرف في أرجاء اليمن بإقامة مثل هذا الاحتجاجات تتم أمام مكاتب المسئولين , إضافة إلى أن تحركاته محدودة  , وصلاحياته لاتسر العدو قبل الصديق , ونزيف الدم ما يزال مستمراً في اليمن وفي الأخص محافظة أبين 

لم يستفد الجنوب والجنوبين منه خلال الوحدة شيئا وعند ترشيحه رئيسا للبلاد تتزايد حالة الانفلات الأمني وقصف الطيران ونزوح ابناء أبين ولم يستفيدوا منة أيضا سوى مصطلح (الرئيس جنوبي ) , وكأن الآخرين المتشدقين لأسيادهم يقولون ( لا يستطيع رئيس جنوبي يخدم محافظته بقدر ما خدم علي صالح سنحان )

فعلى مثل هؤلاء أن يتيقنوا حق اليقين بان من يحكم مازال هو الحاكم الأول علي عبدا لله صالح وما عبدربه إلاَّ مجرد رئيس شكلي لا يستطيع الاستقلال وليس قادرا على تنفيذ أوامره على جندي من الحرس الجمهوري دون الرجوع إلى قائد الحرس نجل الرئيس صالح ,,

فلا تظلموا محافظة أبين وأبناءها والجنوبيين يا هؤلاء فهم عائشون في الكفة المهزومة منذ قيام الوحدة اليمنية بعام 1990م والتي لم تصل إليهم بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى