كلفة الخيانة!

سيكتب التاريخ أن الشعب اليمني ثار في وجه سلطة بيت الأحمر ومراكز نفوذهم العسكرية والقبلية وأنه وبتضحياته الجسيمة أسقطها فعلاً من وعلي الناس ومن واقعهم بعد أن حكمت اليمن بالاستبداد والفساد لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن.
لكن التجمع اليمني للإصلاح وبغطاء أحزاب اللقاء المشترك وبدافع الاستفراد والتملك أصر وبشدة على استدعاء نصف النظام "الساقط".
ليس هذا وحسب, بل وأصر أيضاً على أعادة تقديم هذا "النصف" باعتباره جزءاً من الثورة لا جزء من النظام, مستخدماً في سبيل هذا الهدف "الغبي" كل إمكاناته المالية والإعلامية والتنظيمية والأمنية والعسكرية, وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً, على الأقل حتى الآن, لم يدرك التجمع اليمني للإصلاح ومن معه من أحزاب المشترك أن بقاء نصف النظام السابق كان يعني فشل الثورة في وعي الناس وضرب قيمها في الصميم, وأن هذا النصف"الثوري" سيستدعي بالضرورة نصفه الآخر"السلطوي" إلى مائدة الحوار ليس من أجل خروج أمن كما كان نصفاً النظام يحلمان به, ولكن من أجل أعادة اقتسامهما لكعكة الحكم من جديد وعلى حساب الشعب والثورة وكل التضحيات الجسيمة, ولاحقاً على حساب الأحزاب نفسها.
هكذا تم إعادة إنتاج النظام والسلطة السابقة, وهكذا تم التآمر على الثورة, ربما بغباء وبدن وعي، لدى البعض.
قريباً ستدرك الاحزاب اليمنية ومن بينها الإصلاح نفسه أنها خسرت الثورة مثلما خسرها الشعب وكل فئاته وطبقاته وتياراته, وحينها ستتمنى اللحظة التي كانت " السلطة كلها بيد الشعب كله"
وكانت مراكز النفوذ القبلي والعسكري للسلطة الساقطة تتمنى أن يغفر الشعب لها وأن يتفضل عليها بالحياة مقابل أن تدفع له كل شئ…كل شئ.
ولكن هل ستشعر هذه الأحزاب الغبية حينها بكلفة الخيانة الباهظة التي عليها وعلينا أن ندفعها!
المصدر صحيفة"الأولى"