فضاء حر

عن سالي وأسرتها الكريمة

يمنات

أعرف الصديق العزيز أديب قحطان منذ نحو 20 عاماً. جمعنا حياً واحداً في مدينة تعز، حيث بدأ هو، مبكراً، نشاطه السياسي في الحزب الاشتراكي.

تزوج أديب مبكراً، وأنجب طفلة اسمها سالي توفت أمها مصابة بمرض السرطان. كان على سالي أن تبدأ مشوارها في الحياة بدون أم، غير أنها وجدت في أسرة أبيها الصغيرة ما عوضها عن هذا اليتم: جد وجدة حنونين، وعم محب، إضافة إلى والد رائع. أعرف هذه الأسرة جيداً، وقد كانت بمثابة أسرتي طوال مرحلتي الإعدادية والثانوية، حيث كان نجيب، الشقيق الأصغر والوحيد لأديب، الصديق الأقرب إلي.

كانت سالي طفلة عندما كنا، نجيب وأنا، نأخذها إلى السوق يوم كان الذهاب إلى وسط مدينة تعز مايزال بمثابة نزهة. كانت طفلة جميلة ومؤثرة تغلب عليها مسحة صامتة وهادئة أقرب إلى الرصانة منها إلى الحزن. مرت سنوات طويلة، ومساء أمس عرفت أن سالي أصبحت ناشطة اشتراكية، وطالبة في كلية الحقوق بجامعة تعز. كان الخبر مفاجئاً بالنسبة لي، وكأني أسمعه لأول مرة، رغم أني تذكرت أن نجيب سبق أن أخبرني قبل نحو عام أن سالي أصبحت تدرس الحقوق.

تعرضت سالي للتكفير من أحد أساتذة الكلية، وهو ضابط في الأمن السياسي. لم أجد ما أتضامن به مع سالي غير أن أتذكر طفولتها الإنسانية، وأسرتها الكريمة التي تشرفت بمعرفتها، والانتماء لها في جزء من مسيرتي في الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى