العطاس يتحدث عن موقفه من مشاركة الجنوبين في جبهات القتال بتعز ومدى تعارض منصبه الجديد من موقفه من القضية الجنوبية
30 نوفمبر، 2015
1٬564 45 دقائق
يمنات – صنعاء
اعتبر المهندس حيدر أبوبكر العطاس أن ذهاب كتائب جنوبية الى تعز ومشاركة جنوبيين في معارك تحريرها يعني مزيد من التعقيد وسيستغل لإلحاق مزيد من الأذى لوشائج الإخاء .. قائلا أن الجنوب سيكون خلفية آمنة لدعم مقاومة تعز وغيرها من المحافظات الشمالية لوجستيًا بالعتاد والتموين والنصر من عند الله.
و قال العطاس في حوار نشرته صحيفة (عدن تايم) في عددها الاول الصادر اليوم الاحد واجراه معه الزميل عبدالرحمن أنيس : ((الجنوب لم يكن طرفًا في صراعات قوى النفوذ والهيمنة في الشمال القديمة والجديدة بل كان ضحية يتبادلون عليه الأدوار. قمعوا حراكه السلمي عندما انطلق أول مرة بعد حربهم عليه بأقل من سنة، سنة 1995م ثم 2007م, ودافع عن أرضه وحررها رغم تكالبهم عليه.. أما هم، أقصد قوى النفوذ والهيمنة، فقد انشقوا على بعضهم عندما انطلقت ثورة الشباب في تعز ثم صنعاء ليفسدوها حين رأوا سفينتهم تغرق.. هذه في تقديري إحدى أهم العقبات كما أرى وعقبة أخرى رئيسة هي الموروث القبلي وارتباطه بالثارات وسعيه للفيد السريع )) .
ونفى العطاس أن يكون تعيينه مستشارا للرئيس هادي يتعارض مع موقفه من القضية الجنوبية قائلا : ((القضية الجنوبية باعتراف الجميع وإقرارهم بأنها القضية المحورية والمركزية. وهذا يكفي للمشاركة, فلي رؤيتي لحل القضية الجنوبية كما للآخرين رؤاهم والرأي الذي ينطلق من الواقع والمنطق مسنودًا بالحق والعدل ينتصر دائمًا، أما التعسف وفرض الرأي بعيدًا عن الواقع والمنطق والحق والعدل فلن يفضي إلا للهيمنة والإقصاء والاستحواذ، وهو طريق يؤدي لكوارث كما نعيش اليوم ومنذ زمن بعيد، وسيفضي إلى إبقاء البلاد خارج العصر, غارقة في الثارات لحساب وتحت هيمنة مستثمريها)) .
ودعا العطاس الرئيس ونائبه الى أخذ الحذر والحيطة من مزدوجي الولاء ومدعي الولاء للشرعية بالقول لا بالفعل .
وفيما يلي نص الحوار :
كيف تقرأ مستقبل الأوضاع في اليمن في ظل التطورات السياسية الراهنة؟
شهدت اليمن منذ الإعلان عن وحدة 22 مايو1990م بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أزمات سياسية متلاحقة عكست ثغرات إعلان 22 مايو الذي حُرر على عجل بعد فشل الاجتماع الرسمي بين قيادتي الدولتين صباح يوم الـ 30 من نوفمبر 1989م في الاتفاق على أحد المشروعين المطروحين (الكنفدرالية أو الفيدرالية) وفجأة بعد المرور بنفق “جولد مور” استدعي مشروع الدستور المنسي والذي أسدل عنه الستار لأكثر من عشر سنوات.
وهنا لا بد من الإشارة بأن مشروع الدستور جاء كنتيجة ساخنة وفورية لحرب 1979م بين الدولتين التي أُوقفت بوساطة عربية مثلها مثل حرب 1972م التي نشبت بين الدولتين، وجرت مباحثات الكويت في أبريل 1979م. ولكن بعد أن هدأت الرؤوس الساخنة, جرى البحث عن صيغة أخرى للتقارب فكان “المجلس اليمني الأعلى” و”اللجنة الوزارية” وكان هدف ذلك كله أن يضع صيغة تقترب من “الكنفيدرالية” لتنظيم العلاقات في كافة المجالات وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية وحركة المواطنيين وتوحيد المناهج التعليمية والأنظمة والقوانين بما يحقق تربية موحدة وانسياب سلس للمصالح بين الشعب شمالًا وجنوبًا. ثم شهدت الفترة من 1980 وحتى قيام الوحدة 1990م أمنًا واستقرارًا وتنمية سمحت بقيام أفضل العلاقات.
كان عجز القيادة الموحدة لدولة الوحدة وعجز القوى السياسية المتخندقة عن حل الأزمة التي بدأت تعصف بالوحدة قبل أن يجف حبر “ورقة إعلانها” حجر عثرة في “بناء دولة الوحدة دولةً لا مركزية” التي استهدف معالجتها من خلال “برنامج البناء الوطني والإصلاح السياسي والاقتصادي” المُقر في مجلس النواب يوم 15 ديسمبر1991م، ثم “وثيقة العهد والاتفاق” الموقعة في الأردن بحضور عربي كبير يوم 20 فبراير1994م. وكما أوقف تنفيذ برنامج الإصلاح عبر سلسلة الاغتيالات التي استهدفت قيادات وكوادر جنوبية, أوقف تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق بإعلان الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في مهرجان صمم لذلك يوم 27 أبريل 1994م! هذا التاريخ في نقض العهود والفساد والعدوان يجعلني دائما أقف متأملًا من وصفهم الله في هذه الآية الكريمة: (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأْرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)
منذ ذلك التاريخ المشؤوم 7/7/1994م الذي أسقط مشروعًا حضاريًا مدنيًا بنشوة النصر بإعلان 7 يوليو يومًا وطنيًا تلته، رغم مراجعته، ممارسات عبثت بكل جميل وواعد وألحقت أذىً كبيرًا بوشائج الإخاء والمحبة بين الشعبين. وبدلًا من إيقاف العبث تسابق الجميع للحصول على حصة من “غنيمة الحرب” دفعت برأس الدولة بخبث لإغراق الجميع في “أوحال الغنيمة” فأسكت الجميع إلا صوت شعب الجنوب “صوت الغنيمة”. هب شعب الجنوب هبتة الأولى عام 1995م فقمع بوحشية ثم هب هبته الثانية 2007م فلم يستطع النظام قمعها رغم الوحشية في التعامل معها. ومنذ ذلك التاريخ سميت هذه الهبة الشعبية “الحراك الجنوبي السلمي”. ولعجز القوى السياسية مرة أخرى عن معالجة آثار الحرب المدمرة والسلوك القمعي في حق شعب الجنوب والنهب المنظم لثرواته وحرمان أبنائه من المساواة في حقوق المواطنة تحول الحراك إلى ثورة بمضمون سياسي لم تستطع آلة القمع الوحشية إيقافها، بل أدى تعاظمها إلى انطلاق “ثورة الشباب” في تعز في فبراير 2011م ثم عمت المحافظات الشمالية وتزامنت مع ثورة الربيع العربي فعجز النظام عن قمعها فانشق على نفسه فلحق المنشق بالثورة!!!… والتحق الجميع بالحوار الوطني الذي انطلق بمرجعية “المبادرة الخليجية” و”آليتها التنفيذية” وعبر الحراك الجنوبي السلمي عن عدم مشاركته احتجاجًا على آلية الحوار بأكثر من عشر مليونيات جماهيرية ولا زالت متواصلة.
وجاءت مخرجاته لتلبي مطالب قديمة لمناطق في الشمال لما قبل الوحدة وبرغم أن المخرجات لم تلبي مطالب وطموحات شعب الجنوب فإنه لم يقف ضد تنفيذها وسنجد أن التاريخ يعيد نفسه بعد 20 سنة فنفس القوى التي أعاقت معالجات أزمة الوحدة عام 1994م كما أشرت أنفًا هي نفسها التي وقفت ضد مخرجات الحوارعام 2014م وبالذات في شقه الذي يعترف بحقوق المناطق في إدارة شؤنها وتحررها من قبضة المركز الذي ظل يهيمن لقرون قبل الوحدة على الشمال وحاول سحب هيمنته على الجنوب بعد الوحدة فكان الصد قويًا لكن “الكثرة تغلب الشجاعة” كما يقول المثل الشعبي فوقع الجنوب تحت هيمنة القوى نفسها لكنه لم يسكت أو يستكين.
فتكرر المشهد هنا بتغيير انتقامي وانتهازي فالقوة التي تصدت لمخرجات الحوار والانقلاب على الشرعية والإمساك بالسلطة أقصت عنها الجزء الذي انشق عليها عند ثورة شباب فبراير 2011م رغم توافقهم في الحوار على رفض أي شكل من أشكال الدولة الاتحادية.. واستبدل بالحوثيين “أنصار الله” كوجه ثوري جديد لإقناع الشارع به لكن توارى “صالح” وترك “الحوثيين مع أعوانه” يتصدرون المشهد حيث سهل لهم أعوانه دخول صنعاء والقيام بالعملية الانقلابية المعروفة على الشرعية ثم الاتجاه نحو الوسط والجنوب وهنا أخذ المشهد لونًا سياسيًا آخر. فقد كان الدعم الإيراني للحوثيين واضحًا ليس فقط عبر الـ 14 رحلة طيران أسبوعية بين صنعاء وطهران ولكن عبر البحر وغيره أيضًا وهذا الدعم مس جدار الأمن المحلي و الإقليمي والقومي مما استدعى من الرئيس ممثل الشرعية طلب التدخل العربي فانطلقت “عاصفة الحزم”.
لذا فإنني أرى أن اليمن اليوم أمام مساريين لا ثالث لهما: الأول: أن تستمر قوى الهيمنة بـ”نهج القوة” للاحتفاظ بسلطتها وهيمنتها والإمساك بمقاليد التحكم بيد فيما يطلق عليه “المركز المقدس” وهو المسؤول عن إبقاء اليمن في حالة التخلف رغم قدراتها المادية والبشرية وأوصل البلاد لهذا الحال. نعم .. هذا هو المعيق الأول والأساسي “لبناء دولة النظام والقانون” قبل إعلان الوحدة والانتقال للحياة المدنية العصرية كما أنه المسؤول عن فشل مشروع الوحدة وهذا سيقود البلاد إن استمر إلى دروب وعرة تفتقد فيها الأمن والاستقرار والتنمية.
والثاني: التخلي عن هذا “النهج الانقلابي العنيف” طوعيًا أو إسقاطه وبنفس الأداة المستخدمة.. وبهذا ستنفتح أمام اليمن شماله وجنوبه آفاقًا رحبة يتكمن فيها الجميع بعيدًا عن استخدام القوة أو التهديد بها لرسم خارطة سياسية وأمنية جديدة للبلاد تعزز وشائج الإخاء والمحبة والتعاون والانطلاق نحو الحياة المدنية بآفاقها الإنسانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الرحبة.
إلى أي مدى يمكن التعويل على تسوية سياسية لحل الأزمة اليمنية؟
أعتقد أن في الإجابة على السؤال الأول ما يجيب على هذا السؤال ، مع التأكيد أن الحوار المفضي لتسوية سياسية شاملة وعادلة بعيدًا عن القوة أو التلويح بها هو السبيل الآمن لإيجاد الحلول السليمة لمشكلتي اليمن القديمة شمالًا والجديدة جنوبًا أي أزمة الوحدة وكل المشكلات الفرعية الأخرى على قاعدتي الحق والعدل.
كيف ترى تأثيرات الحرب الجارية على الجنوب والقضية الجنوبية؟
تحمل الجنوب وشعبه أعباء كثيرة شديدة الوطأة على الإنسان طوال العشرين سنة المنصرمة وقدم تضحيات جسامًا ومتنوعة كان أغلاها وأعزها تقديم الروح ثمنًا للحرية والسيادة وسقط الكثير من الشهداء والجرحى والمشردين. وتحمل شعب الجنوب كل هذه التضحيات بإيمان كبير بعدالة قضيته وبثقة بالله الذي لا يقبل الظلم على عبده أو من عبده. إن الجهاد في سبيل الحرية والتخلص من الظلم هو جهاد في سبيل الله، انطلق شعب الجنوب مؤمنًا بقول ربه ووعده بالنصر: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، (إن الله لا يحب كل خوان كفور). ولذا فمشاركة الجنوب في الحرب جاءت ردًا على غزوه ودفاعًا عن أرضه ودعمًا للشرعية وللشعب في المحافظات الشمالية.
قدم شعبنا التضحيات الكبيرة والمشهودة في هذه الحرب الدائرة الآن وأسميها “حرب الحرية” للجنوب والشمال معًا.. حرب لا تربطه بأسبابها وخلفياتها أي صلة تاريخية ولم يكن مستغربًا أن يواجه في هذه الحرب وإن اختلف عنوانها نفس آلة القمع والقتل في أدق تفاصيلها التي واجهها طوال سنوات حراكه السلمي المبارك دفاعًا عن حريته وسيادته وبكل تأكيد فهو يستحق كل تقدير واحترام لتمسكه بحقة في استعادة دولته وأمنه واستقراره وإقامة أفضل وأنبل وأشرف علاقات التعاون وتبادل المنافع والمصالح مع أشقائه فمن ذا الذي لا يعلم بالمعاناة والظلم التي تعرض لها شعب الجنوب؟ ومن ذا الذي يقبل باستمرار هذا الظلم الذي بلغ مداه؟
وأمام هذا الوضع فإن أبناء الجنوب مطالبون أكثر من أي وقت مضى للاتفاق على قيادة سياسية توافقية موحدة تمثل غالبية الطيف السياسي والاجتماعي والجغرافي, تحمل القضية الجنوبية وترعى مشاركة المقاومة الجنوبية في الحرب حتى دحر الانقلابين عن الجنوب والشمال مع الاستعداد للعمل بمشاركة الأطراف المعنية لرسم خارطة سياسية وأمنية جديدة لليمن شماله وجنوبه كما وتعمل بتناغم وتنسيق مع الشرعية وقوات التحالف العربية وتعزيز قنوات التوصل مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدولية.
باعتقادك ما الذي أوصل اليمن إلى هذا الوضع؟
إنها نفس الأسباب القاتلة التي أسقطت مشروع الوحدة بين الدولتين وأقصد بها نهج الهيمنة والإقصاء للاستحواذ الذي أسس معتنقوه منظومة الفساد لحماية مصالحهم غير المشروعة و تجاهلوا تراكم التجارب البشرية بأنها الماحقة والقاتلة التي تجرد من يلتحق بها من إنسانيته وآدميته وتقوده بالضرورة لطريق الغواية والزهو والغرور. إنه طريق الانهيار والدمار.. ولكن نهايتهم واضحة الملامح آتية لا ريب فيها.. { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم}.
عينتم مؤخرًا مستشارًا لرئيس الجمهورية.. ما هي طبيعة مهامكم الجديدة ؟
تقديم الاستشارة لفخامة الرئيس في الموضوعات التي يطلبها حسب خطة العمل سواء في إطار التداول العام أو الفردي. وبإمكان المستشار المبادرة بتقديم التوصيات والاستشارات فيما يراه صوابًا أو تصحيح رؤية أو الإدلاء بالرأي حول أي قضية من القضايا سياسية كانت أو اقتصادية أو أمنية او تنظيمية يرى لفت الانتباه إليها. ومنذ عينت شاركت في العديد من المشورات العامة وتقدمت بمبادرات استشارية مكتوبة تم الأخذ ببعضها.
هل يتعارض تعيينكم كمستشار لرئيس الجمهورية مع موقفكم من الجنوب والقضية الجنوبية ؟
لا مطلقًا. فالقضية الجنوبية باعتراف الجميع وإقرارهم بأنها القضية المحورية والمركزية. وهذا يكفي للمشاركة, فلي رؤيتي لحل القضية الجنوبية كما للآخرين رؤاهم والرأي الذي ينطلق من الواقع والمنطق مسنودًا بالحق والعدل ينتصر دائمًا، أما التعسف وفرض الرأي بعيدًا عن الواقع والمنطق والحق والعدل فلن يفضي إلا للهيمنة والإقصاء والاستحواذ، وهو طريق يؤدي لكوارث كما نعيش اليوم ومنذ زمن بعيد، وسيفضي إلى إبقاء البلاد خارج العصر, غارقة في الثارات لحساب وتحت هيمنة مستثمريها.
ما هي الأولويات التي ترى أنها يجب أن توضع في أجندة الرئيس والحكومة ؟
لقد تحققت العديد من الانتصارات منذ انطلاق “عاصفة الحزم ” كضرورة وطنية وإقليمية ودولية، لكن هذه الانتصارات متواضعة بالنظر لحجم المجهود البشري والمادي والتضحيات الجسام المقدمة من قبل الشعب جنوبًا وشمالًا.
وردًا على سؤلكم وبالنظر للحقيقة أعلاه، سأضع بعض ما طرحت كملاحظات عامة سريعة وبدون تفاصيل, وأعتقد أنها أو معظمها في أجندة الأخوة الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء:
– تأمين خلفية الجبهات وإحكام السيطرة الكاملة عليها وبالذات المواقع الاستراتيجية كحقول النفط، الموانئ والمطارات.
– أخذ الحذر والحيطة من مزدوجي الولاء ومدعي الولاء للشرعية بالقول لا بالفعل.
– تأمين متطلبات المقاتلين مقرونًا بتأطيرهم الفوري في مواقعهم، جميع المقاتلين بصرف النظر عن ألوانهم وانتمائهم. أما دمجهم فمرحلة لاحقة لما يتطلبه ذلك من فحص وتدريب وإجراءات ويمكن البدء به فور تحرير أي محافظة بعد تأمينها من الخلايا النائمة وأمراء الحرب.
– تشكيل مجالس بلائحة موحدة في كل محافظة محررة برئاسة المحافظ من مدراء الدوائر المدنية والأمنية والعسكرية وبعض الشخصيات العامة من ذوي الخبرة والكفاءة وباختيار مسؤول وواع للأكفاء والأمناء وبمشاركة للطيف السياسي والاجتماعي بالمحافظة المعنية بعيدًا عن الولاءات الشخصية أو الحزبية.
– الشروع الفوري بإعادة الحياة المدنية في كل محافظة محررة وإعادة بناء كافة المؤسسات من أبناء المحافظة مع التركيز على ضبط الأمن وإعادة الخدمات العامة ودور التعليم وتوفير متطلبات الحياة.
– تعزيز العمل السياسي الرسمي, ودعم وتشجيع التحرك السياسي الشعبي والتواصل مع جميع الأطراف المحلية والاقليمية والدولية.
بماذا تنصح الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية للتعامل مع الوضع الجديد الذي أفرزته الحرب؟
أرى أهمية وسرعة التوافق على قيادة سياسية تنبثق عنها قيادة للمقاومة تستوعب جميعها الطيف السياسي والاجتماعي والجغرافي تحمل القضية الجنوبية وتشارك وتتعاون مع الشرعية ودول التحالف في مواصل عملية المقاومة التي خاضتها بنجاح كبير، مع مشاركة شعبية واسعة، وتأمين المناطق والانخراط في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية مع الثبات على الحق القانوني والثقة بالشعب كصاحب حق والابتعاد عن كل ما يخرج القضية الجنوبية عن مسارها القانوني وهو أن الوحدة بين الدولتين فشلت ومن حق شعب الجنوب تقرير مستقبله بما يحافظ على وشائج الإخاء والمحبة والتنمية وانسياب المصالح للجنوب والشمال وحفظ الأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي مع التأكيد وأكرر وأشدد على أهمية وحدة الصف والقيادة فتلك الضمانة الأكيدة بعد الشعب ورعاية الله ونصره.
تحدثت تسريبات سابقة نشرتها بعض الوسائل الإعلامية عن إمكانية ترشيحكم رئيسًا للجمهورية كمرشح توافقي خلال الفترة القادمة.. ما صحة هذا؟ وإلى أي مدى قد يلعب الرئيس العطاس دورًا في مستقبل الحياة السياسية اليمنية؟
ما أكثر التسريبات التي تتعدد بتعدد المطابخ الموروثة والجديدة فلا تستحق الاهتمام وفخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي هو الرئيس التوافقي, وقد أدار المرحلة الانتقالية في أدق حلقاتها بنجاح وهو الحوار الشامل برعاية إقليمية ودولية ولكن نهج الهيمنة والإقصاء والاستحواذ أبى إلا أن يعيد اليمن لسيرتها الأولى دون أن يستوعب الدروس والمتغيرات التي أطاحت برأس هذا النهج في 2007م ثم 2011م حين فاض الكيل بشعبنا بالشعب في الجنوب والشمال.
كيف تنظر إلى دور دولة الإمارات العربية المتحدة في عدن بعد التحرير؟
دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عربية شقيقة لمؤسسها الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله وطيب ثراه، أياد بيضاء للخير والمحبة والعطاء مغروسة في الجنوب والشمال يذكرها ويعتز بها كل فرد من أبناء الشعب. وليس مستغربًا أن نجد اليوم أبناءه وأحفاده يجددون هذا العطاء بدمائهم قبل أموالهم في وقفة مع الشعب اليمني شماله وجنوبية سيخلدها التاريخ. والإماراتيون في عدن: أهل وأخوة وأبناء عمومة ورجال نخوة وأريحية وقد شكلوا فريقًا منسجمًا لتحريرها كأول مدينة تتحرر تحت لواء “السهم الذهبي” فامتزجت الدماء, بما يمنحهم القدرة على تشكيل فريق عمل متآلف ومنسجم لإعادة بناء عدن وإعمارها كأبوظبي, فوجه الشبه كبير بين المدينتين بل أرى أن الجنوب كله يتشابه مع دولة الإمارات في تراثه وشريطه الساحلي الذي شهد امتزاج العلاقات والتراث في مراحله المختلفة..
ما هي العقبات التي تقف أمام تحرير باقي المحافظات خصوصًا الشمالية؟
الجنوب لم يكن طرفًا في صراعات قوى النفوذ والهيمنة في الشمال القديمة والجديدة بل كان ضحية يتبادلون عليه الأدوار. قمعوا حراكه السلمي عندما انطلق أول مرة بعد حربهم عليه بأقل من سنة، سنة 1995م ثم 2007م, ودافع عن أرضه وحررها رغم تكالبهم عليه.. أما هم، أقصد قوى النفوذ والهيمنة، فقد انشقوا على بعضهم عندما انطلقت ثورة الشباب في تعز ثم صنعاء ليفسدوها حين رأوا سفينتهم تغرق.. هذه في تقديري إحدى أهم العقبات كما أرى وعقبة أخرى رئيسة هي الموروث القبلي وارتباطه بالثارات وسعيه للفيد السريع..
ما رأيكم في مشاركة المقاومة الجنوبية في تحرير تعز والمحافظات الشمالية؟
الأخوة في تعز ليسوا بحاجة إلى مقاتلين فالرجال هناك كثر ومع الشرعية وضد نهج الاستقواء والهيمنة الذي فرض عليهم طوال عقود طويلة وهم بمقاومتهم الآن إنما يعبرون عن رفض قوي لعودة هذه الهيمنة وما يحتاجوه اليوم لتحقيق النصر هي ثلاثة أمور الأول إزالة الوجوه العميقة التي ارتبطت بحقبة صالح المعتمة وثانيًا تنظيم قيادي موحد وثالثًا توفير الإمكانيات ووضعها في أيادٍ أمينة وسيحققون النصر بمشيئة الله .
أما ما يخص ذهاب كتائب جنوبية وكما قلت أعلاه أولًا لا يوجد نقص عن تعز الحبيبة في الرجال وثانيًا نرى أن أحد أهداف المرحلة القادمة هو ترميم الأذى الذي لحق بوشائج الإخاء والمحبة ومشاركة جنوبيين يعني مزيد من التعقيد وسيستغل لإلحاق مزيد من الأذى لوشائج الإخاء, ذلك ما أرى.. والجنوب سيكون خلفية آمنة لدعم مقاومة تعز وغيرها من المحافظات الشمالية لوجستيًا بالعتاد والتموين والنصر من عند الله.
ماهي رسالتك لكل من:
- إسماعيل ولد الشيخ طول بالك أنت في اليمن
- علي سالم البيض النوايا الحسنة دائما عمياء
- علي ناصر محمد المجلس اليمني إنجاز لكم لا تضعه
- علي عبدالله صالح من شب على شيء شاب عليه
كلمة أخيرة تود قولها؟
لأصحاب النفوذ والهيمنة والفساد اليمني جميعًا من بقي في السفينة أو من قفز منها وهي تغرق: كانت سفينتكم صغيرة لقيت جزاءها من الشعب.. فلماذا تريدون إغراق سفينة الوطن؟؟.. ارحموا أحفادكم وأحفاد أحفادكم.. أرحموا الأجيال القادمة.. اللعبة انتهت يا سادة .. ألا تفهمون؟كفى .. كفى.. كفى.. لا تحرموا شعب اليمن شماله وجنوبه من فرصة كبيرة سخرها العلي القدير له على أيدي أشقائه ومحيطه لمساعدته للالتحاق بركب المدنية.. وللقطيعة مع نهج الهيمنة والإقصاء والاستحواذ والفساد المتسبب في الأزمات والصراعات والحروب فلا تضيعوها… هل يوجد بينكم رشيد؟!. . وهل بينكم من شجاع؟!!