يمنات
ما إن سمعنا بالقرار الخاص بتحويل مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة عامة أطلق عليها اسم (حديقة 21 فبراير 2011) نسبة ليوم سرقة ثورة وأحلام الشباب، إلا وقلنا أن اليمن بدأت تسير في الطريق الصحيح، وأصبح تفاؤلنا بالمستقبل كبير، خصوصا عندما نرى أن مقرات المعسكرات والسجون في المدن بدأت تتحول إلى حدائق ومتنزهات، ولكن الواقع دائما يصدمنا، ونراه عكس أحلامنا، فبعد أن أتضح لنا أن القرارات وهمية، أو أنها لذر الرماد على عيون المواطنين كي لا يشعروا بعجز القيادة أمام القوى المتنفذة، ولكي لا يروا فضائحهم ، فهاهي (حديقة 11 فبراير) كما يحب أن يسميها الأحرار، والمسماة من قبل سرق الثورة ب(حديقة 21 مارس 2011) تنتزع لوحاتها من السور المحيط بها، دون أن نسمع حتى ولو بيان إدانة من المجلس المحلي لأمانة العاصمة، حتى من باب الاستنكار بعد أن أنفقوا أموالا على هذه اللوحات من الخزينة العامة..
و العجيب أن ينام المجلس المحلي وأمين العاصمة طوال هذا الوقت الذي مضى ،وعندما يقترب العيد يتذكروا بأن هناك قرار بخصوص هذه الحديقة قد مر عليه أكثر من ستة أشهر فهذه هي الخيانة بذاتها ، فأين هم كل هذه الفترة خصوصا وأن القرار صدر في 10إبريل 2013 وإلى اليوم لم يطبق.
فبالأمس خرج لنا مجلس محلي العاصمة يعلن بأنه سيوجه رساله لرئيس الجمهورية يشكوا فيها من مماطلة المستشار علي محسن الأحمر لتسليم مقر الفرقة، وكأن هادي في عالم آخر لا يعلم بما يصنع مستشاره.
واليوم تظهر لنا صحيفة المستشار لتنفي هذا الخبر وتؤكد بأن المستشار سلم الحديقة قبل أربعة أشهر ويا ليت أن هذه الصحيفة كتبت اسم الحديقة سوا فبسبب كذبها أطلقت عليها (حديقة22 مايو)، والواقع يشهد بأن أرضية الفرقة المنحلة مازالت تابعة لهذا المستشار، وما زالت الآليات العسكرية والجنود والضباط يملأون ساحتها، فعلى من تضحكون ، يامن ضحكتم على الشعب وخدعتموهم لأكثر من33 سنة ومازلتم إلى اليوم تخادعوا.!
يتحمل أمين العاصمة المسؤولية الكبرى في عدم تنفيذ القرار ومن بعدة المواطنين في سكوتهم وتساهلهم على هذا اللعب، فلو وجد ضغط جماهيري حتى باعتصام رمزي ليوم واحد أمام مقر الفرقة لكان قد بدأ العمل فيها ولأصبحت حديقة على الواقع وليس كما نسمع عنها عند اقتراب العيد، وبقية الوقت تظل وهم في عقول الثوار المسروقة أحلامهم كما هي الحديقة.