فضاء حر

أطفال يلعبون بالاباتشي .. نحتوا شوارع في وجوهنا وحين خدشناهم شكوا وبكوا

يمنات
الخليجيون يتصرفون مثل ابني “لؤي” حين كان في الخامسة من عمره:
حين كانت الأمور تحتدم بينه وبين ابن الجيران، يستشيط غضباً ويقول له: تعال نتضارب لكن بدون شخبطة في الوجه..!
جيراننا العرب يشتوا يضاربونا ويشتوا يروّحوا بيوتهم وجلودهم سلم..!!
وإذا خدشناهم ب”توشكا” فإن ذلك إرهاب بحسب تعبير الجامعة العربية!
ولكن لؤي، مع بلوغه السادسة والسابعة، اكتسب الكثير من المنطق، فتخلى عن شروطه المسبقة للمعارك، وأصبح يعود من المدرسة أحياناً ووجهه مثل جدول الضرب..
تسأله أمه: اشتكيت باللي ضاربك؟ فيرد: ليش اشتكي؟ قد خليت وجهه شوارع أكثر مني!
ويكون ذلك قد حدث بالفعل.
هذا الإحساس بالعدالة والرضى بها، لدى طفلي، هو الفارق الجوهري بينه وبين أطفال “سلمان” و”زايد”.
فضحونا بين الأمم بشكاهم وبكاهم مِن ردِّنا أمس على “شوارعهم” التي نحتوها في “وجوهنا” طوال مايزيد على نصف عام!
نحن نتعامل مع أطفال مدججين بالأباتشي وإف 16 ولكن بدون منطق “لؤي” ولا قِطّافِه.
سلّفهم يا لؤي أفدي قلبك..
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى