لن أبارك لكِ النجاح يا ابنتي .. ولن أروج لثقافة تكريس البرشوم
22 يناير، 2016
641 4 دقائق
يمنات
صلاح السقلدي
قالت لي: يا أبي ليش ما تعمل لي منشور مثل كل الناس وتبارك لي فيه على الناجح وقد حصلتُ على 97% بالثانوية هذه السنة؟.
قلتُ لها: لقد غشّوكِ وغشّشوك بالمدرسة, فهل اغش أصدقائي بنتيجة مغشوشة و أشجعك عل الغش و الكذب و ابني مستقبلك على أرض رخوة وساس هش؟.
فليس المهم كم كانت النتيجة و لا المهم أن أبارك لك بقدر ما يكون السؤال: كم اخذ الرأس من محتوى الكراس؟. و لكن مع ذلك سأبارك لك, و لكن على طريقتي. سأصدُقِك خير من أن أصدّقك..
فان كنتم يا بنتي قد مَــرَّ عليكم العام الدراسي مرور الكرام من غير دارسة، و في ظل ظروف حرب فظيعة، نعرف كم كانت فيه الدراسة الفعلية و نعرف أيضا نوعية و كيفية التدريس الذي تم بالأيام القليلة التي سنفترض أنكم قد ثابرتم بها.
فكيف حصل معظمكم على نسبة فوق 90% . على من نضحك؟ أي عقل و أي عاقل يصدق هذا الهراء؟!.
ثم لنفترض انه لم تكن هناك حربا كالتي حدثت بعامكم الدراسي, فكم كانت النتيجة التي ستحصلون عليها؟ هل كانت ستكون مثلا 150%؟. انه غش مع سبق الإصرار والترصد.!!
اغشك يا بنتي أن صدقت هذه النتيجة مع ثقتي بذاتك واجتهادك. و أكون جانياً بحقك و بحق مستقبلك و مستقبل الأجيال أن روجتُ لتكريس ثقافة البرشوم, و فلسفة الغش, و عقيلة التزييف.؟ لن أكون شريكا يمثل هكذا جُـرم أخلاقي قبل أن يكون علمي, فيكفي أننا مقصرين بهذا المجال الخطير (التعليم).
للمرة الألف نقول: إن تحرير العقول أولى من تحرير الأوطان أو بالتوازي معها على أقل تقدير.