ماذا يعني إصرار البعض على تضمين الدستور أن الإسلام دين الدولة..؟
31 يناير، 2016
561 12 دقائق
يمنات
عبد العزيز البغدادي
طرح الدولة المدنية التي لا تلبس الدين رداء لتأكل الدنيا وأهلها طرح هذا الحلم بهذا المعنى من استاذ بحجم الشهيد أحمد شرف الدين المعروف بأنه بسلوكه وتدينه وقيمه أقرب الى روح الدين ممن زايدوا باسمه وأظهروا التمسك بقشوره وهم أبعد ما يكونون عن جوهره !! ؛
وبهذا كان من الرافضين لإستغلال الدين والمتاجرة به ، والداعين للتمسك بمضامينه الإنسانية ؛
ولذلك حرص بأن يكون الدستور وثيقة سياسية مدنية تضع حداً لهذه المتاجرة التي كانت وما تزال من أكثر الأوراق إساءة للدين وإعاقة لبناء الأوطان !! .
وينطلق الشهيد في هذه الدعوة الصريحة لدستور يستوعب تلك المضامين من كون مجتمعنا اليمني والإسلامي عموماً مذاهب وهي قراءات متعددة للإسلام وليست الاسلام !؛
ولهذا فإن إصرار البعض على النص في الدستور بأن يكون الإسلام هو دين الدولة إنما يعبر عن الانتهازية والرغبة في استمرار إلباس الحق بالباطل ببساطة لأن كل متمذهب يرى الإسلام وفق قراءتهِ كما عبر الشهيد !! ،
هذا الموقف الصريح والواضح والصادق يبين أهمية وضرورة أن تكون الدولة لكل الناس بمفهوم المواطنة المتساوية لأن إقحام الدولة في الدين يضعنا أمام سؤال جوهري : اي اسلام ستحتكم اليه الدولة هل هو الإسلام بقراءة المذهب الزيدي أم بقراءة الشافعي أم الحنبلي أم …..أم …..؟؟؟؟؟!!!؛
وفي هذا الإتجاه كانت مشاركته في المؤتمر ولأنه كان صادقاً فقد صدع الشهيد المجاهد في ختام المؤتمر بالقول : (نريد أن نبن دولة بشكل آخر ، نريد أن نبن دولة مدنية ) واضعاً يده بهذه الكلمات على الجرح الذي عانى ويعاني منه الوطن والداء الذي أنشب أظافره في جسد اليمن في ظل المناورات السياسية والخداع والإفساد والإرهاب باسم الدين وهو البلد الذي لا يستحق كل هذا العقوق من بعض أبنائه !!! ؛
كان الشهيد في طليعة المشاركين في المؤتمر الذين أرادوا أن يكون مؤتمر حوار وطني بحق رغم أن طريقة إدارة المؤتمر والجزء الأكبر من آلية تسيير أعماله وإختيار أعضائه كما عبرت أكثر من مرة توحي بأن ما أُريد بالمؤتمر ومن المؤتمر مع الأسف أن يكون مسرحية هزلية تختطف قوى الفساد من خلاله جوهر الحوار وتذهب به حيث تريد بعيدا عن تطلعات الشعب !!؛
ومن الأدلة على ذلك انصياع أغلب المشاركين في المؤتمر لكل الاقتراحات غير المنطقية التي اتجهت من بدايته لتفويض رئيس جمهورية شبه اُمي ومتبلد الإحساس بقضايا الوطن في مسائل الحوار الحساسة بدءاً من إعطائه كشخص حق اختيار قرابة سبعين عضوا من مكون المؤتمر لموازنة المعادلة كما قيل ليتبين أن المعادلة المطلوبة أن تكون الغلبة لأكثر العناصر فساداً ومن يعرف هادي لم يستغرب ذلك لأنه جزء من النظام الذي خرج اليمنيون للمطالبة بإسقاطه بل هو اليد الأمينة التي اطمأن صالح لتسليمها أمانة الحفاظ على منظومة ونظام الفساد وكذا تفويضه ليكون المفسر الشرعي الوحيد للمبادرة السعودية المسماة بالخليجية بدلاً عن لجنة التفسير التي نصت عليهاالمبادرة رغم أن هدف المبادرة الأساس كما أكدت مراراً هو إنقاذ النظام ، بالإضافة إلى تفويض هادي بتشكيل اللجنة الدستورية فلجنة الأقاليم ليكون هذا العبقري المفسر المفوض مجرد ناقل ومنفذ لما تريده الدول المعادية لليمن وفي مقدمتها السعودية التي أنفقت الكثير كي لا يكون السلف صالحاً ولا الخلف هادياً !!؛
و لهذا فإن من شارك في مسرحية الحوار والتوقيع على المبادرة مدين بالإعتذار للشعب اليمني الذي ثار في 11 فبراير 2011 لأن تلك المبادرة والمسرحية التي أنتجتهاإنما صممت لإغتيال الثورة حيث لعب أعضاء المؤتمر وهيئة رئاسته دور الحوار الوطني دون أن يكون هناك حوار وطني حقيقي يخرج البلاد من بحر الفساد الذي تعوم فيه لأن الحوار المأمول ليس وثيقة بل هو روح وثابة مخلصة ومن يحمل هذه الروح هم من يحولونها إلى فعل وممارسة ولأن غالبية الممثلين في المسرحية لا يحملون هذه الروح فإن الشهداء أحمد شرف الدين و عبدالكريم الخيواني و عبدالكريم جدبان وكل من استشهد من اجل حوار وطني حقيقي كانوا على موعد مع الشهادة ضمن مسلسل طويل من الاغتيالات بدأت قبل ثورة فبراير وقبل الحوار المسمى بالحوار الوطني وهو مسلسلسل استهدف ويستهدف العديد من اليمنيين الحالمين بدولة المواطنة والعدل والسيادة والحرية وهم قائمة يطول سردها وما يزال المسلسل جارياً بل إن هذا العدوان الهمجي السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن الذي حصد ويحصد الآلاف من اليمنيين ليس سوى حلقة من هذا المسلسل وهو نتاج للمبادرة السعودية ومسار المسرحية الهزلية التي أراد الشهيد أحمد والشرفاء الذين وقفوا الى جانبه أن لا تكون هزلية لهذا فإن : (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) !!!!.؛
أحمدٌ غادرنا فاتحاً قلبه للجميع..
وما زال في وطني من يشرعن للموت باسم الحياة وباسم الأمل !!