المستقلة خاص ليمنات
منزله الصغير ضاقت به وبأسرته، وعندما علم أن قطعة الأرض المجاورة لمنزله معروضة للبيع، تنفس محمد علي يحيى الصعداء، واعتقد هو وأسرته الفقيرة أن الوقت قد حان لتتسع منزلهم بما يوفر لهم نوعاً من الراحة والاستقرار غير أن حلمهم المشروع تحول إلى كابوس مؤرق، قاد محمد إلى السجن دون وجه حق.
محمد علي شاب في العشرينيات من عمره، يتحدث من خلف القضبان عن قضيته قائلاً: “نحن نسكن في البلاد (الريف)، واستطعنا بشق الأنفس أن نجد قطعة أرض صغيرة جداً أقمنا عليها منزلنا الضيق الخالي من أي متنفس بجانبه، وليس لنا ولو مساحة صغيرة ننشر عليها ملابسنا بعد غسلها.. لكن يوجد أرض واسعة بجوار البيت يملكها شخص آخر يقيم في المدينة، وفي إحدى الأيام علمنا بأن صاحب هذه الأرض يريد بيعها، ففرحنا واعتقدنا أن الحظ السعيد قد جاء إلينا، وأنه قد آن الأوان لترتاح في بيت واسع، فقررنا شراء قطعة الأرض المذكورة كونها جوار المنزل، لذلك ذهبنا إلى صاحب الأرض الذي يقيم في المدينة واتفقنا معه على شرائها منه، وبخصوص تحديد ثمنها اتفقنا على أن يختار كل واحد مننا عدل من المنطقة ليقوما بتحديد ثمنها بسعر الزمان والمكان، وعدنا إلى القرية على هذا الأساس، وبدأنا نبحث عن قيمة الأرض، والتي كانت شبه معروفة بحكم وجود أراضي مجاورة تم بيعها، ولن يختلف ثمن هذه الأرضية كثيراً عن تلك الأراضي.
ويواصل محمد شكواه بقوله: “باعت والدتي مجوهراتها، كما قمنا ببيع قطعة أرض بعيدة، لأننا لا نستفيد منها لبعدها، وبذلنا كل ما بوسعنا لتوفير قيمة الأرضية التي بجوار منزلنا الصغير، ولكن عندما تواصلنا مع صاحب هذه الأرضية تفاجأنا به يقولنا أنه قد باعها للشيخ ابن أحمد الذي دفع مقابلها ثلاثة ملايين ريال، وأنه إذا كنا متمسكين بشرائها فعلينا دفع المبلغ الذي دفعه الشيخ، فانصدمنا بهذا الخبر كون قيمة الأرض لا يمكن أن تزيد عن خمسمائة ألف ريال، ولا يمكن أن تزيد عن ذلك، فحاولنا إقناعه والتفاهم معه كوننا اتفقنا معه قبل أن يظهر الشيخ ولم يتبق سوى إتمام البيع علينا، لكنه أصر على موقفه، وفرض علينا أن نذهب إلى الشيخ ، فذهبنا إلى الشيخ وعملنا على استيضاح الأمر منه، وسبب إقحامه في هذه القضية، وعندما وصلنا إليه تفاجأنا به يقابلنا بغرور وكبرياء، كونه رجل غني ونافذ، وزعم أنه اشتراها بثلاثة ملايين، وإذا كنا نريد استردادها منه، ما علينا إلا دفع المبلغ كاملاً له، فحاولنا إقناعه بالهدوء، وشرحنا له وضعنا، وأن الأرض في قرية ريفية وليست في مدينة ولا يمكن أن يصل سعرها إلى هذا المستوى فهذا سعر خيالي ولا يصدق، لكنه لم يأبه لكلامنا وقام بطردنا من بيته.
ويختتم محمد قائلاً: “تقدمنا إلى أمين المنطقة، لتقديم شفاعتنا بهذه الأرض كونها جوارمنزلنا والمتنفس الرئيسي لبيتنا، ونحن الأولى بشرائها، لكننا قوبلنا بالرفض من جميع من شكونا لهم، والذين يقومون بمجاملة الشيخ والتعصب معه، ولم يتفهم موقفنا سوى مأمون القرية، الذي قام بتحويلنا إلى المحكمة لتقضي لنا بحقنا الشرعي في شراء تلك الأرض وفقاً لما هو متعارف عليه، لكن بمجرد وصولنا إلى المحكمة تفاجأنا بوجود الشيخ وكل من هم في المحكمة يحاولون إرضاءه بأي شيء حتى لو كان ذلك على حسابنا، وتم إدخالي السجن ظلماً وعدوانا ودون وجه حق.. فمن ينصفني ويرفع عني هذا الظلم؟!