أخبار وتقارير

غانم: مظلمتي متوارثة من الشيخ الكبير إلى الشيخ الصغير

المستقلة خاص ليمنات
ترك غانم يحيى محمد أرضه ومنزله وفر بأطفاله هرباً من نقمة شيخ جائر ظل لأكثر من 15 سنة مشرداً عن قريته ومنزله، وبعد موت ذلك الشيخ ظن أن كل شيء قد انتهى فعاد إلى قريته، لكنه اصطدم بالحقيقة المرة، لأن ابن ذلك الشيخ والذي صار شيخاً خلفاً لوالده، مازال يتربص بغانم، وفعلاً قاده إلى السجن تلبية لرغبة قديمة لم تتحقق في حيات والده.
يقول غانم سارداً تفاصيل حكايته المثيرة:
«قبل 15 سنة كنت أعيش مستور الحال، وكنت أبتعد عن المشاكل صغيرها وكبيرها، وكان في قريتنا شيخ متسلط يريد أن يكون الجميع تحت سيطرته، وكل أبناء القرية كانوا يخافون منه ويلبون كل طلباته، أما أنا فحاولت الابتعاد عنه وعدم الذهاب إلى مجلسه، فاعتقد أنني معارض له وأحرض أبناء القرية ضده، وقرر أن يتخلص مني بأي طريقة، وذات يوم تعرض منزل أحد أعيان القرية للسرقة، فاستغل الشيخ هذه الحادثة، وذهب إلى صاحب المنزل، ومعه اثنان من مرافقيه باعتبارهما شهوداً، وقام بتعبئة صاحب البيت المسروق ضدي وأغراه بشهود الزور، حتى تفاجأت بصاحب البيت يأتي إليّ ويقوم بمضاربتي بحجة أنني سرقت منزله، عند ذلك جاء الشيخ الذي دبر المكيدة ضدي، وفك الاشتباك بيننا، وطلب من كل واحد إحضار (عدال وضمين) ففرحت أنا معتقداً أن ذلك سيثبت براءتي، ولم أعلم بمخطط الشيخ، وفي الوقت المحدد حضرت جلسة المحضر القبلي، فقدم كل واحد منا أقواله، لكنني تفاجأت بشهود يشهدون ضدي، والذين هم من أتباع الشيخ الذين يسيرون خلفه أينما ذهب، وبالرغم من تناقض شهادتيهما، حيث يقول الأول إنني قمت بالسرقة في منتصف الليل، والثاني يقول بعد الفجر، إلا أن الشيخ لم يأبه لذلك، ولم يناقش الشهود ولم يطلب منهما حلف اليمين، مع أنني حلفت بالله العظيم أني لم أسرق شيئاً ولم أدخل ذلك البيت أساساً، لكن لم يسمع كلامي أحد، فعرفت أنها مكيدة مدبرة ضدي.. ويضيف السجين غانم قائلاً: «في اليوم الثاني جاء طقمان عسكريون إلى القرية للقبض عليَّ، ويرافقهما الشيخ المذكور والكثير من أتباعه، فأدركت أنهم لو أمسكوا بي فلن أستطيع الخروج من هذه القضية أبداً، خصوصاً وأن الشيخ وأتباعه يسردون الكثير من الاتهامات الباطلة ضدي وقام الناس بالتوقيع على هذه التهم خوفاً من الشيخ، فقررت الهروب، وتركت في القرية أطفالي وزوجتي، وظل الشيخ ورفاقه يطاردونني، لدرجة أنهم حاولوا سجن أكبر أطفالي والذي لا يتجاوز عمره 12 سنة بهدف الضغط عليَّ، لولا تدخل ناس طيبين من قرية زوجتي جاءوا وأخذوا أطفالي وأمهم إلى قريتهم..
وبنبرة حزينة يضيف غانم: «بعد ذلك ذهبت إلى قرية بعيدة لا يستطيع شيخنا الظالم الوصول إليها، وفيها يسكن أنسابي، وهنا قمت بتأمين سكن وأحضرت إليه زوجتي وأطفالي، وقضينا هناك نحو 15 سنة مشردين بلا سبب، قام الشيخ وأتباعه خلالها بهدم بيتي وتخريبه، وتدمير أشجاري ومحاصيلي الزراعية ومارسوا بحقي كل وسائل الظلم والقهر والعدوان، وبعد مرور كل هذه السنين الخمس عشرة، ظننت أن النفوس قد هدأت والظروف قد تغيرت، خصوصاً بعد وفاة ذلك الشيخ الذي عاداني، وبعد ضغط كبير من قبل أولادي الذين كبروا وأرادوا العودة إلى مسقط رأسهم، لذلك جمعتهم وعدنا إلى قريتنا، وعند وصولنا استقبلنا معظم الناس بالترحيب خصوصاً أقاربنا الذين لم يعرفوا أولادي الذين فارقوهم أطفالاً.
ويواصل غانم حديثه قائلاً: «بعد عودتي قمت بإعادة إعمار بيتي المهدم، وأقمت فيه، ومرت الأيام والشهور دون مشاكل، فاعتقدت أن الماضي قد تم نسيانه ودفنه، ولم أعلم أن هناك أشخاصاً مازالوا حاقدين عليّ، وأولهم ابن ذلك الشيخ الذي صار شيخنا الجديد الذي لم يكتف بما حدث لي بسبب والده من تشريد وهدم للبيت وترويع لأطفالي، ومؤخراً حدثت مشكلة لأحد أقاربي مع أحد المقربين من الشيخ وأحد رفاق والده، فطلب الشيخ من كل واحد منهما إحضار ضمين، فاختارني قريبي ضميناً له، وأنا وافقت أملاً في تحقيق الإصلاح بين الناس، وما إن بدأنا مناقشة المشكلة حتى تفاجأنا بالشيخ الابن، وبدون أي سبب يذكر، يبادر إلى استغلال نفوذه ويقوم بإدخالي السجن بحجة أنني أسعى إلى إثارة الفتنة، وبعد دخولي السجن، ترك الشيخ تلك القضية تكبر وتتفاقم، حتى وصل الأمر إلى تبادل إطلاق النار بين الطرفين، والاعتداء على بعضهما البعض، ومازالت تتعقد أكثر فأكثر، بينما أنا مسجون بلا سبب، سوى أن الشيخ الصغير ورث من والده خصومة وعداوة وكراهية لا أساس لها، وأنا الآن أناشد كل الجهات القضائية والتنفيذية النظر في قضيتي وإنصافي من الظلم الذي حل بي، حتى لا يصل الأمر إلى أن يلجأ كل واحد منا بأخذ حقه بيده في ظل غياب الدولة والقضاء النزيه..

زر الذهاب إلى الأعلى