معركة اعلامية بين حلفاء الرياض في اليمن دشنها ضابط مقرب من “علي محسن”
29 فبراير، 2016
1٬341 11 دقائق
يمنات – صنعاء – خاص
أثارت تصريحات لناطق ما يسمى بـ”الجيش الوطني” الموالي لـ”الرياض” ردة فعل الحراك الجنوبي.
و توسعت تداعيات التصريحات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي شن من خلالها ناشطون جنوبيون هجوما على “علي محسن” و العناصر الشمالية فيما بات يعرف اعلاميا بـ”الشرعية”.
و اتهم العقيد سمير الحاج، ناطق ما يعرف بالجيش الوطني، الموالي لـ”الرياض” و الذي بات اللواء علي محسن الأحمر، نائبا لقائده العام، و قائده الفعلي، اتهم الحراك الجنوبي بأنه الطرف الثالث الذي ساهم في إسقاط صنعاء بيد الحوثيين.
و قال العقيد الحاج، في تعليق له على تصريحات لناشط إخواني يدعى “موسى العيزقي” و الذي اتهم هو الأخر، الحراك الجنوبي بالتورط في اسقاط صنعاء بيد الحوثيين، قال: وردت معلومات للجيش الوطني عن اتفاقات لثلاثة أطراف (حوثي – حراكي – صالحي)، بتسليم صالح للمعسكرات و مخازن الأسلحة و جميع مقدرات الدولة و الجيش لكل من الحوثيين ومجاميع كانت تنشد الانفصال عبر انهيار صنعاء.
و في أول رد سريع على هذه التصريحات، قال القيادي في الحراك الجنوبي، و ناطق فصائل الحراك في ما يعرف بالمقاومة الجنوبية، علي شائف الحريري، إن الجنوب وقف سداً منيعا ضد التمدد الإيراني في اليمن و قاوم رغم فارق الإمكانيات, في الوقت الذي ذهبت قيادات حزب الإصلاح المحسوب عليها (سمير الحاج) إلى صعدة لعقد تحالفات مع الحوثيين.
و أكد الحريري، الذي يقدم نفسه على أنه المتحدث باسم المقاومة الجنوبية، ان محافظات اليمن الشمالي سقطت دون طلقة واحدة في حين وقف كل الجنوب ضد القوات الموالية للمخلوع صالح والحوثيين.
و أضاف: ليس مستغربا حديث المتحدث باسم “الجيش اليمني” زعمه ان للحراك الجنوبي يد في إسقاط صنعاء, بيد الحوثيين، فقد تعودنا سماع ذلك كثير ممن هربوا من ميدان المعارك ليبرروا هروبهم.
و أكد ان هناك فرق بين من يقاتل دفاعا عن الدين والوطن ومن يقاتل ويتكبد فقط من اجل المال.
و قال الحريري: اجزم انك كنت الان متحدث باسم الحوثيين و صوتك يملى الدنيا تبجيلا لملالي طهران لولا رجحت الكفة للتحالف العربي و وضعت نفسك في الصف الأقوى.
و تابع: الذي أريد قوله لمتحدث الجيش ومن يقع في محيط تفكيره ان يفهم ان الحراك الجنوبي هو المقاومة الشعبية الجنوبية التي قاتلت الجيش القادم من الشمال الذي يسعى لتثبيت أطماع إيران الصفوية في اليمن و تصدير الثورة الخمينية الإيرانية.
و قال: الحراك الجنوبي هو المقاومة ونحن لم نتحدث كثيرا ولم نسعى إلى أساليب غير شريفة لاستنزاف دول الخليج، بل كانت أفعالنا في الميدان الى جانب السعودية و دول التحالف هي من تتحدث عنا. و حطمنا حلم إيران التوسعي على أسوار عدن و طردنا الجيش الحوثي و أذناب إيران و عملائها و أذقناهم اشد الهزائم.
و لفت إلى أنه حري بـ”الحاج” ان يفهم ان المليشيات الحوثية التي توافدت سيل جارف نحو الجنوب بعد ان اجتاحت صنعاء والمحافظات الشمالية دون مقاومة تذكر لمن تكن فقط تلك المليشيات من صعدة و مران بل كان مقاتليها من جميع المحافظات الشمالية و قد وثقنا ذلك في كل وسائل الاعلام.
ويرى متابعون ، أن هذه المعركة الإعلامية، هي مؤشر على حجم الاحتقان في الشارع الجنوبي، على خلفية قرار تعيين “علي محسن” نائبا للقائد الأعلى للجيش.
و أشاروا أن رد الحراك الجنوبي، عبر فصائله في المقاومة الجنوبية، و الاشارة إلى أن تمدد الحوثيين إلى الجنوب، كان بدعم ايراني، فيه إشارة واضحة إلى رغبة قيادات الحراك الجنوبي بالعمل خلال المرحلة القادمة باسم المقاومة الجنوبية، و عدم اغضاب الرياض، و اعتماد خطابها الاعلامي المشنج و المصعد باتجاه “إيران” و استخدام الألفاظ الطائفية ذاتها التي يستخدمها الإعلام السعودي كـ”الصفويين” و “الشيعة”.
و لفتوا إلى أن اتهام العقيد سمير الحاج لـ”الحراك الجنوبي” بالتورط مع الحوثيين، رسالة واضحة لفصائل الحراك التي باتت مدعومة من الامارات، بأن المرحلة تغيرت، بتعيين اللواء “علي محسن” نائبا لقائد الجيش، و أن وضع الحراك سيكون بنفس مستوى الحوثي، و أنهم لا يقلون عنه خطرا.
و نوهوا إلى أن رد الحراك، يكشف عن حجم الاحتقان، و الرفض لتعيين “محسن” و أن هذا الاحتقان، قد يؤدي إلى معركة على الأرض بين المواليين للحراك و الإصلاح، داخل سلطة هادي.
و اعتبروا أن ما يجري في عدن، هو ارهاصات لما قد يحصل في الأسابيع أو الأشهر القادمة.