ناطق أنصار يكشف عن طبيعة التفاهمات مع السعودية وهدف زيارة ولد الشيخ لـ”صنعاء” ويعلق على تصريح البيت الأبيض
21 مارس، 2016
1٬279 11 دقائق
يمنات – صنعاء
قال الناطقُ الرسميُّ لأَنْصَـار الله، محمد عبدالسلام، إن الهدَفَ من التفاهُمات التي تمت بين السعودية و أنصار الله، هو الوصولُ إلَـى وقفٍ شاملٍ للحرب، و إن على مراحل.
و أوضح، أن ذلك يجب أن يكونُ بخطوات واضحةً و محددةً، منوها إلى أن هدفَ التفاهمات أيضا، هو البدءُ ببعض متطلباتِ الوضع الإنْسَـاني كبحث مِلَــفِّ الأسرى و المفقودين و الجثامين.
و أشار إلَـى أن ما تم حتى الآن هو تبادُلُ أسيرٍ مقابل سبعة آخرين من الطرف الآخر، و بحث ملف الأسرى و مطابقته بما لدى كُلّ طرف، و انتشالِ الجثامين من الخطوط الأمامية للمواجهات، و الذي ما زال مستمراً حتى اللحظة.
و اعتبر ناطقُ أَنْصَـار الله أن هذه القضايا إنْسَـانية و أخلاقية و تحصل في العادة بين كُلّ أطراف القتال.
وو قال عبد السلام، نعتقد أن فتحَ خطوط التواصُــل بين الأطراف المعنية و أصْحَـاب القرار هو الخطوة الصحيحة لأيّ تفاهُمات ممكنة و قابلة للتطبيق تؤدي بالوضع إلَـى مرحلة الحل الشامل.
و أضاف: لقد خُضنا حواراتٍ و لقاءاتٍ كثيرةً لمسنا فيها ضعفَ الموقف الدولي و موقف الأُمَـم المتحدة في الضغط على الأَطْـرَاف المعتدية لوقف عُـدْوَانها على بلادنا، و الكفّ عن ذلك.
جاء ذلك في تصريح صحفي لـ”عبد السلام” لصحيفة “صدى المسيرة” التابعة لجماعته، و التي نوه فيها إلَـى أن بعضَ الدول تتعاملُ مع الـيَـمَـن كملف ارتزاق، و البعض الآخر ترى في استمرار الحرب فرصةً لها و تحقق لها أهدافاً استراتيجية في أماكنَ أُخْــرَى باستهداف الجميع.
و قال: نعرف ماذا نعمل، و نتحرَّكُ بخُطَىً ثابتةٍ، و نطمئن أَبْنَـاء شعبنا الـيَـمَـني أننا إنما نتحركُ من أجل وقف الحرب بشكل شامل وَ كامل و إحياء العمليّة السياسية بين الأَحْـزَاب و المكونات السياسية.
و أشار إلَـى أن الطريق ليس معبّداً أَمَـام ذلك، فقد تقف أمامهم العوائق، خَـاصَّـةَ من تُجَّــار الحروب و المرتزقة الذين يَرَوْن في استمرار العُـدْوَان على بلدنا استمراراً للمال و المناصب و المكاسب التي يحصلون عليها.
و أضاف: إن تحقق السلامُ من وراء هذه الخطواتِ كما هو المفترضُ هذا هو ما نريدُ، و إن لم يتحقق فشعبنا الـيَـمَـني و جيشُه و لجانُه الشَّـعْـبية يدُهم على الزناد، و لن نساومَ في كرامة أَبْنَـاء شعبنا الـيَـمَـني لحظةً واحدة.
و تابع: أثبتنا بكلِّ صدق أننا قادرون أن نتجهَ نحو السلام العادل و المشرّف، كما نتوجه إلَـى ساحات البطولة و الشرَف للدفاع المقدَّس عن كرامة الشَّـعْـب و سيادته و استقلاله.
و رأى أن هناك أَطْـرَافاً دوليةً تستفيدُ من العُـدْوَان على الـيَـمَـن، سواء بالمال أَوْ ببيع الموقف و السلاح أَوْ باستهداف المنطقة، بما فيهم الطرف السعودي، بحرب في مستنقع لا أُفُقَ له.
و أكد أن العُـدْوَان على الشَّـعْـب الـيَـمَـني وحصاره لا يمكن أن يؤدّيَ إلَـى أيَّ نتيجة للمعتدين و من يقف خلفهم، و الحربَ لا يمكن أن تنتج حلاً سياسياً و لا توافقاً داخلياً.
و ضرب عبدالسلام أمثلةً على ذلك بالقول: مدينة عدن خرجت عن سيطرة تلك الأَطْـرَاف؛ لأن الحرب لا تترك استقراراً، فإذا كان ليس بمقدورهم تأمين قصر المعاشيق في عدن فهل بمقدورهم أن يفعلوا شيئاً في كُلّ ربوع الوطن.
و أشار إلَـى أن العُـدْوَان يخلُقُ فوضىً و اغتيالاتٍ يكتوي بنارها من وقف مع العُـدْوَان و سانده بالدرجة الأوْلَى.
و أكَّــدَ أن الشَّـعْـب الـيَـمَـني لا يملكُ أيَّ خيارٍ غير مواجَهة العُـدْوَان مهما بلغ من فظاعة و بشاعة و إجْـرَام، والعُـدْوَانُ على الـيَـمَـن لا أفق له.
و أضاف: نحنُ على مشارف عامٍ من المنازلة التاريخية و الاستثنائية في العصر الحديث في مواجَهة غطرسة و كبرياء و أَمَـوَال و أسلحة دول العالم المستكبر.
و لفت إلى أن زيارةَ ولد الشيخ إلى صنعاء، كانت لمناقشة المسار السياسي، باعتبار أن الأُمَـم المتحدة يُفترَضُ منها أن تعملَ شيئاً تجاه العُـدْوَان و الحصار على الـيَـمَـن.
و نوه إلَـى أن أَنْصَـارَ الله أكدوا على موقفهم الثابت أن أيَّ حوار في ظل مسارات الحرب و تحشيد العُـدْوَان لا ثمرة منه.
و أضاف: كُنّا في حوار سويسرا نملكُ رؤيةً وطنيةً جامعةً، و لكن الطرف الآخر لم يكن يملك قراراً للتوجه نحو الحل.
و تابع: نعتقد أن مسارَ الأُمَـم المتحدة سيظلُّ بذاتِ الوتيرة التي تنتظر دولَ الاستكبار ما ستقرّر بشأن الحرب و السلم، و إذا لم يكن هناك قرارٌ واضحٌ لوقف الحرب فلن تستطيع الأُمَـم المتحدة فعلَ شيء.
و اعتبر أن تصريح البيت الأبيض بأن الحل السياسي في الـيَـمَـن ما زال بعيدَ المنال. فيه إشارةٌ واضحةٌ بعدم رغبتهم في الحل و بعدم ارتياحهم للتفاهُمات الأخيرة التي حصلت و التي كانت مباشرةً بدون أيّ وسيط و إنما بين الأَطْـرَاف المعنيّة.