موقع لندني يكشف معلومات حول موقف بحاح من قرار اقالته ودوافع القرار وكيف تلقى بحاح قرار الاقالة
5 أبريل، 2016
2٬735 11 دقائق
يمنات – صنعاء
قال موقع “رأي اليوم” اللندني، إن حالة أقرب إلى الصدمة تسود اوساط الكثير من اليمنيين، بعد متابعتهم لقرارات “هادي” الأخيرة، التي تم بمقتضاها تعيين الفريق ركن علي محسن الاحمر نائبا لرئيس الجمهورية، و احمد عبيد بن دغر رئيسا للوزراء خلفا للسيد خالد بحاح.
و أرجع ذلك لكون الرجلين من اكثر الشخصيات اليمنية اثارة للجدل، ولا يحظيان بشعبية كبيرة في اوساط الغالبية من الشعب بسبب تاريخهما الاشكالي على الصعيدين السياسي والشخصي.
و نقل الموقع، الذي يرأس تحريره المحلل السياسي المعروف، عبد الباري عطوان، عن مصدر يمني، وصفه بـ”الموثوق”، ان هذا التعيين ما كان يتم لولا مباركة السعودية، التي عارضت لأشهر رغبة الرئيس هادي بعزل السيد بحاح، الذي لم يكن له ود على الاطلاق، و كان يعتبره منافسا له على الرئاسة.
و تسأل المصدر: لماذا غيرت السلطات السعودية موقفها وقبلت بهذا التعيين لاحقا..؟
و فسر المصدر تغير الموقف السعودي تجاه بحاح، و مباركتها للتعيينات الجديدةبالأتي:
اولا: السعودية تريد ان تنسحب من شمال اليمن كليا، وتركز على الجنوب الشافعي المذهب، بعد ان تكبدت خسائر مادية وبشرية كبيرة، وادركت بعد عام من “عاصفة الحزم” انها عجزت عن تحقيق اهدافها في هزيمة التحالف “الحوثي الصالحي”، واعادة الرئيس هادي الى صنعاء.
ثانيا: هناك توقعات بأن يشهد شمال اليمن حربا اهلية شرسة تخوضها عدة اطراف، يتولى الفريق الاحمر، بدعم من حزب الاصلاح الاسلامي، شن حرب بالوكالة (بدعم السعودية) ضد الحوثيين والرئيس السابق علي صالح وانصاره.
ثالثا: تفيد مصادر يمنية ان السعودية باتت تحاول تثبيت التفاهمات التي توصلت اليها مع التيار الحوثي، ولم تعد تهتم كثيرا بالرئيس هادي وشرعيته، او عودته الى السلطة، لأن كل ما يهمها هو تأمين حدودها مع اليمن، ووقف اي صدامات مع الحوثيين.
رابعا: سيعمل السعوديون بكل جهد ممكن من اجل التوصل الى اتفاق في لقاء الكويت يؤمن لهم الخروج من المأزق اليمني بما يحفظ ماء وجههم، وهدد الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي بأن عدم الاتفاق يعني التصعيد العسكري، و لكن هذا التهديد لم يؤخذ بمحمل الجد من خصومهم.
و حسب ما أورده الموقع، فإن ما يؤكد النقاط السابقة، ما قاله قيادي حوثي كبير كان قريبا من مفاوضات الرياض مع الحكومة السعودية لـ”رأي اليوم”، ان اكثر ما يريده السعوديون هو ان يذّكر قادة التيار الحوثي انهم انتصروا، وان السعودية تعرضت لهزيمة في اليمن.
و أشار الموقع، أن حكومة السيد بحاح هي آخر حكومة شرعية يمنية، حصلت على موافقة البرلمان وثقته، و لذلك فان ابعاده عن رئاستها يعني سقوط شرعيتها، و عدم الاعتراف برئيس الوزراء الجديد، و أي وزراء يعينهم، او برنامج حكومي يضعه.
و قال الموقع: يستغرب العديد من الخبراء اليمنيين ابعاد بحاح بتهمة عدم الكفاءة، والابقاء على وزرائه الذين اختارهم جميعا من الكفاءات التكنوقراطية، فالأعراف تقضي بإقالة الحكومة برمتها وليس رئيسها فقط.
و نقلت الموقع، عن مصدر وصفه بـ”المقرب جدا من خالد بحاح” أن بحاح فوجيء بقرار اقالته، و اكد ان السعوديين و الاماراتيين ابلغوه بعدم علمهم به ايضا.
و حسب المصدر، نقل عن السيد بحاح وصفه لقرارات الرئيس هادي بأنها انتحارية، وان اليمنيين سيدفعون ثمنا باهظا في الايام والاسابيع المقبلة من جرائها.
و أشار المصدر، أن هادي تصرف انطلاقا من دوافع شخصية وانانية صرفة، وانه فقد الاهلية السياسية والعقيلة لاتخاذ قرارات مصيرية من هذا النوع.
و لفت المصدر، إلى ان السيد بحاح نفى نفيا مطلقا ان يكون قرار اقالته جزءا من اي صفقة او تسوية تضمن له دورا سياسيا في المستقبل المنظور.
و اشار المصدر الى ان السيد بحاح كان يشعر بالإحباط في الاشهر الاخيرة نتيجة العقبات التي كان يضعها الرئيس هادي لعرقلة عمله وحكومته.
و قال المصدر، بحاح حاول مرارا مليء الحقائب الوزارية الشاغرة في حكومته، و لكنه لم يتمكن من اقناع اي احد بالقبول بالانضمام الى الحكومة.
و قال الموقع، إن المشهد اليمني بات مفتوحا على كل الاحتمالات، مثلما اكد وزير يمني سابق، و لم يستبعد هذا الوزير حروب اهلية في مختلف انحاء اليمن.
و اعترف الوزير، ان “الصوملة” او “اللبننة” ستكون توصيفات متواضعة جدا بالنسبة لما يمكن ان يشهده اليمن في المستقبل القريب.
و قال الموقع، إنه سأل الوزير السابق عما اذا كانت الحدود السعودية اليمنية ستنعم بالهدوء في الفترة المقبلة، فرد مبتسما: إذا كان اليمن سيتحول الى ساحة مفتوحة للحرب فهل ستكون السعودية محصنة من طوفان ألسنة نيران الحرب الى اراضيها..؟