تقييد حرية الناس وترحليهم قسرا جريمة لا تبرر بالتعاطف والعيش والملح الحزبي
9 مايو، 2016
443 6 دقائق
يمنات
نجيب شرف الحاج
الذين يبررون تقيد حرية الناس وترحيلهم قسراً بحجة عدم حيازتهم للبطاقة الشخصية بأن ذلك اجراء وعمل قانوني من اجل الحفاظ على الامن.
يا قانونيين ان تقيد حرية الناس وإخراجهم من المدن جريمة .. اما عدم حمل البطاقة الشخصية، فهو مجرد مخالفة عقوبتها الغرامة في كافة تشريعات المعمورة، و منها المادة (61) من قانون الأحوال المدنية و السجل المدني اليمني التي حددت عقوبة المخالفة بغرامة لا تقل عن خمسمائة ريال، و لا تزيد عن ثلاثة ألف ريال.
و بالتالي فان ذلك لا يجيز تقيد حرية الناس وترحيلهم قسراً. فالخطأ لا يمكن تبريره بالتعاطف والعيش والملح الحزبي والتنظيمي.
عدن كانت ولا زالت مركز تجمع وملتقى يتوافد اليها كافة ابناء المحافظات المجاورة لها، فاذا كانت هناك اجراءات مماثلة بحق أبناء المحافظات الجنوبية ايضاً، فلماذا هم صامتون و لم نسمع سوى صراخ ابناء الشمال!
الجنوب في السابق هرول الى فرض الوحدة بالقوة، و اليوم يسلك ذات النهج و يتجه نحو الانفصال و فرض واقع بنفس الآلية و الطريقة دون اتخاذ تدابير زمنية وقانونية تكفل حقوق الناس وكرامتهم، و ستكون النتيجة كذلك كارثية لا محالة.
يبررون انهم يسعون الى بناء دولة، و ان صنعاء تحكمها مليشيات، و مع ذلك لم تشهد صنعاء او الحديدة أو غيرها من مدن المليشيات اجراءات ترحيل مماثلة، فإذا غاب العدل لن يوجد الامن. فالعدل اساس الحكم و ظلم الناس لن يزيدكم قوة و لن يعيد عدن الى مجدها المفقود، فليس بمقدور عدن ان تعيش في عزلة عن محيطها الآخر من المحافظات المجاوره لها.
كانت عدن هي الملاذ الذي يلجأ اليه الاحرار عندما يشتد بهم بطش الائمة و أنظمة الشمال؛ و منها اعلن احرار سبتمبر ميلاد “الجمعية اليمانية الكبرى” و الاندية العدنية، و كذلك كانت مناطق الشمال ملاذاً أمناً لأبناء الجنوب عندما يشتد بهم بطش الانجليز و الانظمة المتعاقبة، و بالمثل بزغ ميلاد الجبهة القومية من قرى الاعبوس و لاذ سالمين و رفاقه الى منطقة شرجب عندما اشتد عليهم بطش الانجليز..
لا تفتشوا عن الهوية وعن جذور الانتماء الفئوي والمناطقي، فجميعكم عابرون و ستبقى عدن وحدها بجمالها و تنوعها مدينة التسامح “سيدة البحار .. و مدائن الأقوام” ترتشف الحب والجمال والخير والسلام و بمياه بحرحها الجميل ستغسل كل هذا القبح والشرور الذي خلفه الطغاة وأنظمتهم المتعاقبة.