بوتين يؤكد أنه سيدافع عن استقلال روسيا حتى الرمق الأخير ويرفض نصيحة بالرضوخ للغرب في جوانب اقتصادية والناتو يدعو للاستعداد للرد على روسيا
31 مايو، 2016
351 12 دقائق
يمنات – وكالات
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه سيدافع عن استقلال روسيا حتى الرمق الأخير. رافضا و بشكل قطعي نصيحة مستشاره الاقتصادي ألكسي كودرين بشأن ضرورة الرضوخ للغرب في بعض النقاط.
و قالت صحيفة “فيدومستي” الروسية، إن نقاشا دار بين بوتين وكودرين، وزير المالية السابق، خلال اجتماع لمجلس الشؤون الاقتصادية التابع للرئيس.
و سبق لـ”بوتين” أن عين كودرين المعروف بنهجه الاقتصادي الليبيرالي و انتقاداته اللاذعة لما يعتبره السياسة المالية الشعوبية للحكومة الحالية، في منصب رئيس فريق العمل لمجلس الشؤون الاقتصادية التابع للرئاسة.
و كشفت الصحيفة، يوم الاثنين 30 مايو/آيار 2016، عن تفاصيل أول اجتماع للمجلس عقد الأسبوع الماضي بعد انضمام كودرين إليه.
و ذكرت الصحيفة أن وزير المالية السابق نصح الرئيس بتخفيف مستوى التوتر الجيوسياسي، واعتبر أنه من الضروري الرضوخ لمطالب الغرب حول بعض النقاط من أجل دعم التنمية الاقتصادية.
و اعتبر كودرين أن التخلي عن بعض الطموحات الجيوسياسية سيسمح للبلاد بتقليص الثغرة التي تفصل بينها وبين دول الغرب في المجالين التكنولوجي و الاقتصادي.
لكن بوتين رد على وزير ماليته السابق بالتأكيد أن روسيا لا يمكن أن تساوم الغرب على سيادتها، على الرغم من مساعيها لتلحق بالدول المتطورة تكنولوجيا واقتصاديا.
و تعهد بوتين بأنه سيدافع عن استقلالية قرار الدولة حتى الرمق الأخير.
و شدد في معرض تعليقه على المواجهة الراهنة بين بلاده والغرب: “لم تكن روسيا من تبادر إلى ذلك”. لكنه أقر في الوقت نفسه بضرورة عدم الانجرار وراء الاستفزازات، و بذل الجهود القصوى من أجل تجنب تنامي التوتر.
بدوره امتنع دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي عن تأكيد أو نفي ما جاء في صحيفة “فيدوموستي”، و ذكر بأن المناقشات أثناء اجتماع المجلس دارت وراء أبواب مغلقة.
و تابع بيسكوف أنه لا يوجد داع لتقديم أي نصائح لبوتين بشأن اتخاذ موقف بناء أكثر على الساحة الدولية.
و استطرد قائلا: “لا داعي لإقناع الرئيس بضرورة اتخاذ موقف بناء في الشؤون الدولية، علما أنه حتى بدون مثل هذه النصائح يمارس سياسة متتابعة ترمي إلى تسوية الخلافات، و تعميق التعاون، و تعزيز الأمن، لا سيما في القارة الأوروبية”.
و في سياق آخر، دعا المجلس البرلماني لحلف شمال الأطلسي الاثنين 30 مايو/أيار 2016، الدول الأعضاء في الحلف العسكري إلى الاستعداد للرد على “التهديد المحتمل” المتمثل بعدوان روسي ضد الدول الأعضاء في الحلف.
و أصدر المجلس إعلانا تضمن اقتراحات بعد اجتماع استمر 3 أيام في تيرانا، قبل قمة الحلف التي ستعقد في وارسو في يوليو/تموز المقبل.
و قال الأمريكي مايكل ترنر رئيس المجلس: ” التحدي الذي تمثله روسيا حقيقي وخطير”.
و أعرب الإعلان الذي أصدره الاجتماع الذي شارك فيه نحو 250 برلمانيا من دول الحلف الـ28، عن أسفه “لاستخدام روسيا القوة ضد جاراتها ومحاولة ترهيب حلفاء حلف شمال الأطلسي”.
و قال ترنر: ” لم تترك للحلف خيارات سوى التفكير في احتمال أن ترتكب روسيا عملا عدوانيا ضد دولة عضو في الحلف وتعتبره تهديدا محتملا”.
من جهته، أعلن ينس ستولتنبيرغ الأمين العام للناتو، أن الحلف سيعزز تواجد العسكري في بولندا بعد عقد قمة الحلف في وارسو، مشيرا إلى أن عدد القوات وأماكن وجودها لا يزال قيد النقاش.
و قال ستولتونبرغ خلال مؤتمر صحفي في وارسو: “سيكون هذا وجودا متعدد الجنسيات على أساس التناوب. لدينا مقترحات واضحة من خبرائنا العسكريين، نناقش العدد الدقيق للقوات، وأماكن تواجدها، وذلك من أجل إرسال إشارة واضحة لأي عدو محتمل بأن الهجوم على بولندا يعتبر هجوما على الحلف”.
و دعا الحلف أيضا، إلى تعزيز قوة ردعه التقليدية والنووية وزيادة التعاون مع وكالة “فرونتكس” التابعة للاتحاد الأوروبي لحماية الحدود.
يذكر أن الحلف قطع جميع أشكال التعاون العملي مع موسكو في أعقاب الأزمة الأوكرانية، إلا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة قال: “سنجري محادثات غير رسمية مع موسكو قبل قمتنا التي ستجري يوم الـ8 والـ9 من يوليو/تموز المقبل.
و حذرت روسيا من تمدد حلف الناتو شرقا نحو حدودها المباشرة، و هددت باتخاذ إجراءات جوابية.
و قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن موسكو ستعدل خططتها لإعادة تسليح الجيش بما يتناسب مع مستوى التهديد.
و شدد الكرملين على لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، أن روسيا تراقب توسع نشاط حلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية.
و وضع بيسكوف معادلة واضحة، مشيرا إلى أن “الناتو هو نتاج لزمن الصراعات، و هو أداة للمواجهات، و مسألة إلى أي مدى يمكنه أن يساهم في ضمان الأمن الأوروبي، قابلة للنقاش”.
و تشهد العلاقات الروسية مع حلف شمال الأطلسي خلال الآونة الأخيرة، توتراً بسبب توسع الناتو شرقاً و زيادة وجوده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقا للوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة مع الحلف، و أن نشر مزيد من القوات و المعدات في أوروبا الشرقية يهدد أمنها.