أخبار وتقارير

العاصمة على صفيح ساخن والحديث عن نشر الجيش في المدن محاولة للهروب من صراع أطراف المعادلة السياسية

يمنات
تبدو العاصمة صنعاء على صفيح ساخن، بعد انسداد الوضع السياسي في البلد، جراء تعثر مؤتمر الحوار، وعدم قدرة المتحاورين على الخروج باتفاق لحل القضية الجنوبية.
انسداد الأفق السياسي في البلد، مع تصاعد أعمال العنف والاغتيالات التي تطال ضباط في الجيش والأمن والاستخبارات، مؤشر خطير على النفق الذي بدأت تدخله البلد، والذي ينذر بعودة الأمور إلى الصفر، والسير بالبلد في اتجاه انتاج أمراء الحروب.
تصاعد عمليات الاغتيالات والتفجيرات و استهداف المقار الأمنية والعسكرية في أكثر من محافظة من محافظات البلاد، قد يستدعي نشر الجيش في المدن، لإحكام السيطرة على الأمن، وضبط الخارجين عن القانون، وهو سلاح ذو حدين، قد يكون الهدف منه، تصفية الحساب مع الخصوم السياسيين، بهدف تهيئة الأجواء لمرحلة قادمة من الاستحواذ، خاصة و أن الجيش بات مصنفا على طرف معين، ويشهد عملية تطهير للقيادات المحسوبة على طرف معين.
و ما يشير إلى ذلك اقتحام المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، التي بات اقتحامها مقرونا بالحديث عن مؤامرة و تواطؤ من قبل قيادات عسكرية، سهلت مهمة الاقتحام، بعد تغييرات قام بها قائد المنطقة الثانية، استهدفت قيادات دينية متشددة، و محاصرة المهربين و شركات الاصطياد غير المرخصة.
الأوضاع في العاصمة باتت على شفير الانفجار، خاصة بعد اتهامات متبادلة، بين أطراف في السلطة، وبالذات فيما يخص اقتحام المنطقة العسكرية الثانية.
و تشير معلومات حصل عليها “يمنات” ان قيادات عسكرية كبيرة مرتبطة بأحد مراكز النفوذ، باتت متهمة بالضلوع في تسهيل اقتحام المنطقة العسكرية الثانية، كونها مكلفة بتامين المنطقة العسكرية، ومسؤولة مسؤولية مباشرة عن ما حصل من اقتحام، كشف عن حجم حالة عدم التوافق بين أطراف سلطة المبادرة.
و طبقا لهذه المعلومات فإن احالة هؤلاء الضباط للتحقيق، قد يفجر الأوضاع في العاصمة، وقد يدفع بالأمور إلى مربع المواجهة.
و باتت العديد من القيادات العسكرية، تدفع في اتجاه نشر الجيش لتأمين المدن، والسيطرة على الوضع الأمني المنفلت، كنوع من الهروب من الخلافات الداخلية التي تكاد تعصف بالبلد، خاصة وأن طرف نافذ في المؤسسة العسكرية، يسعى جاهدا لإحكام السيطرة على الحكم، وفرض سياسة الأمر الواقع، والتخلص من استحقاقات الشراكة والتوافق.
و ربطت مصادر مطلعة بين الفراغ السياسي الذي تعيشه العاصمة والخلافات الداخلية في الدائرة الضيقة للحكم، معتبرة أن تعثر مؤتمر الحوار، مرتبط بهذه الخلافات، على اعتبار أن أطراف في المعادلة السياسية تصر على حل مشاكل البلد، عبر صفقات تتم في الغرف المظلمة، بما يضمن سيطرتها على مقاليد الحكم، والتحكم بمصير الشعب، غير مدركة أن اللاعبين السياسيين في البلد قد تغيروا وتعددوا.

زر الذهاب إلى الأعلى