إجتماعية
كاتبٌ يصف نساء السعودية “بأكياس الفحم”.. وغضبٌ شعبي تطالب ولاة الأمر بمُحاسبة المُتطاولين..
يمنات
هي ثورةٌ غير مسبوقة على المنظومة الدينية التي تحكم المملكة العربية السعودية ككل، هي ثورةٌ على “التطرف” لنزع عباءة “الوهابية” التي تلتصق بأفكار العقول، الإعلام أساس التغيير، وجوهر التأثير، الكل يسير أو يُسيّر في المنظومة الثورية تلك في بلاد الحرمين، الصحف التي توصف بأنها ليبرالية، وغيرها ممن يُبدّل وجهه، وكذلك الإعلام المحلي أو ذلك الخارجي يعمل ضمن تعليمات القيادة “الشابّة” الجديدة التي قرّرت رفع راية الانفتاح التي يرفض أصحاب راية المؤسسة الدينية أن تحل محلهم، وتُقلّص بدايةً صلاحياتهم، وتنتزعها في النهاية.
صحيفة “عكاظ” المحلية السعودية يبدو أنها تسير ضمن منظومة “الإصلاح والانفتاح”، وها هو كاتبها عبدالله خياط يُشعل الجدل، ويُثير الرأي العام، بعد أن وصف في مقالة له عبر صفحات الجريدة المذكورة نساء السعودية ذوات العباءة السوداء، بأنهن مجرد “كيس فحم”، لا يُراد لهن أن يكن شيئاً مذكوراً، في الوقت الذي بحسب الخياط كان للمرأة دور مشرق منذ فجر الإسلام، وبعض الناس يضيف الكاتب في مقالته لا يريدون أن يكون للمرأة دور في الحياة العامة.
توصيف الكاتب للمرأة غير المسبوق في المجتمع المحلي، دفع نشطاء موقع التدوينات القصيرة “تويتر” إلى إطلاق هاشتاق، حمل عنوان “عكاظ تصف النساء بأكياس فحم”، الإعلامي مساعد الكثيري قال قاطعنا الدنمارك حينما سخروا من نبينا، وصحفنا اليوم تسخر مما جاء به رسولنا، الناشطة فاطمة قالت أنهم لن يستطيعوا تغيير مفاهيم الناس عن النقاب حتى ولو وصفوه بكيس فحم، أما معالي الربراري فأكد أن تلك المعركة يقودها مدير “العربية” السابق، والنصر سيكون للحق والفضيلة، أما غانم الدوسري الصحافي فوصف رؤية ولي ولي العهد بالعمياء التي ستصيب السعودية في مقتل.
المجتمع السعودي في غالبيته “محافظ”، ومقالة الكاتب الخياط أصابت عاداته وتقاليده، وسمعة نسائه في مقتل وفق مراقبين، السعوديون يؤمنون بالحجاب والنقاب حتى كعادة قبلية، قبل أن تكون عادة أو أمر ديني يقول المواطن محمد العتيبي لـ”رأي اليوم”، والكاتب تخطّى الخطوط الحمراء بوصفه النساء اللواتي يرتدين العباءة السوداء بكيس فحم في مجتمع يعتبر حتى ظهور وجه المرأة عورة يؤكد محمد، وهذا أدى إلى امتعاض وغضب شعبي لارتباطه الوثيق بالشرف والأعراض التي يُوجب عليها العرف المحلي الاحتشام، والستر “المتطرف” بحسب توصيف بعض رموز التيار الليبرالي في المملكة، وعليه أجمع الجميع هناك بالرغم من عصا “الانفتاح” المرفوعة في المملكة على وجوب أن يُحاسب ولاة الأمر المُتطاولين على الثوابت الدينية التي قامت عليها السعودية منذ أكثر من 80 عاماً.
الكاتب عبدالله خياط على أثر الجدل الذي أشعله مقاله، أكد بدوره في بيان نشرته “عكاظ” أنه لا يُمكن له الإساءة للمرأة “نصف المجتمع″، وأشار أن بعض الحسابات المجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي اجتزأت مقالته التي كانت بعنوان المرأة في صدر الإسلام، وأوضح أنه لم يصف المرأة بكيس فحم، فذلك افتراء محض على المجتمع السعودي، وأضاف أن ما قاله في المقال يلوح له أن الذين لا يريدون للمرأة أن تكون شيئاً، ويريدونها بملابس سوداء ككيس الفحم، هم من يرون في مقاله إساءة لها، والملابس بحسبه هي الكيس الأسود، وليست المرأة.
المجتمع السعودي بحسب مختصين في الشأن المحلي للمملكة، يرون أنه يُثبت في كل قضية جدلية تُعاكس مبادئه حرصه الشديد على الثوابت الدينية التي تربّى عليها منذ نشأته، بين أحضان أسرته وفي مدارسه وجامعاته، وهي ثوابت إن تم تغييرها قسراً، يُحذّر الكثير من المراقبين أنها يُمكن أن تتسبب في اصطدام مباشر بين المؤسسة الدينية والسياسية التي تحكم البلاد منذ عقود، لكن وأمام الضغوطات الغربية والأمريكية على وجه التحديد، والعقوبات التي باتت تلوح بالأفق، وستُلاحق المملكة في القادم من الأيام، ستضطر السلطات برأي مراقبين للتعامل “بحزم” مع كل من تسوّل له نفسه رفع العصا الدينية في مواجهة “الرؤية والتحول” الانفتاحية، والمعتقلات السعودية فيها الكثير تؤكد “حزم” السلطات يؤكد مراقبون.
المصدر: رأي اليوم