أخبار وتقارير

اليمن.. سلسلة هجمات إرهابية حصدت أرواح العشرات قابلها عجز أمني رهيب

يمنات – وكالة خبر
شهد عدد من محافظات الجمهورية خلال الأيام الماضية، سلسلة هجمات وتفجيرات إرهابية، شنّها عناصر “القاعدة” ضد النقاط والمواقع الأمنية والعسكرية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، قابلها عجز تام وواضح في موقف وتحركات وزارتي الدفاع والداخلية لوضع حد لمثل هذه العمليات التي استهدفت منتسبيها، واكتفائها بدور المشاهد وحصر عدد الضحايا وكأنها ليست المعنية بالأمر.
أبرز الهجمات
ويُعد الهجومان المتفرقان لعناصر القاعدة على مواقع عسكرية تابعة للجيش اليمني في محافظة شبوة، شرق البلاد الجمعة الماضية، أبرز عمليات الأسبوع المنصرم؛ كونها حملت أهدافاً ودلالات معبرة عن مدى وحشية مرتكبيها؛ نظراً لسقوط كم هائل من أفراد الجيش بلغ عددهم نحو 20 قتيلاً وأكثر من 25 جريحاً.
حيث استهدف الهجوم الأول موقعاً عسكرياً يُدعى “بافخسوس” بسيارة مفخخة، أعقبه اقتحام بسيارة تحمل على متنها عدداً من المسلحين فتحوا نيران أسلحتهم صوب الجنود وتفجير سيارتين تابعتين للجيش كانتا في الموقع العسكري ذاته، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن خمسة من أفراد قوات الجيش أحدهم برتبة عقيد.
بينما قُتل في الهجوم الثاني، الذي طال مقر إدارة أمن منطقة “جول ريدة”، نحو 8 جنود وأُصيب آخرون ونُهبت عدد من الآليات العسكرية بمحتوياتها من أسلحة وذخائر، عقب استيلاء المهاجمين على المبنى.
والأربعاء الماضي، لقي المقدم في الجيش اليمني محمد السعيدي مصرعه، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته، وسط أحد أسواق مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة شرق البلاد، كما أبطلت الأجهزة الأمنية في مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، مفعول عبوة ناسفة زُرعت في سيارة العقيد صالح ثابت قبل انفجارها.
تأجيج الأوضاع السياسية
وفي العاصمة صنعاء، شهد حي الرباط السكني، الخميس، تفجيرين ناتجين عن قنبلة صوتية وعبوة ناسفة كانتا موضوعتين في أكياس قمامة في موقعين متفرقين، نتج عنهما سقوط أكثر من 30 جريحاً، 3 منهم جروحهم خطيرة.
وأكدت التحقيقات الأولية، بشأن التفجير المزدوج بالعاصمة صنعاء، أن الحادثة لا تحمل بصمات القاعدة وليست جنائية وهدفها زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة للمواطنين وتأجيج الأوضاع في الساحة السياسية.
وفي حادث آخر، نجا الملحق العسكري في السفارة اليمنية بالعاصمة السودانية الخرطوم حالياً وقائد الاستخبارات العسكرية السابق، العميد مجاهد غشيم، مساء يوم الخميس، من محاولة اغتيال فاشلة بعبوة ناسفة زرعها مجهولون قُرب منزله بمنطقة نُقم مديرية آزال بأمانة العاصمة صنعاء.
عجز حكومي
تزامن ذلك، مع مناقشة حكومة الوفاق الوطني في اجتماعها الأسبوعي، الأربعاء الماضي، برئاسة رئيس المجلس محمد سالم باسندوة وحضور لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار واللجنة الأمنية العليا الأوضاع الأمنية ومستجداتها، للحد من استمرار تدهور الحالة الأمنية وتصاعد أعمال ورقعة العنف والهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن والجيش.
وسعى الاجتماع إلى وضع الحلول والمعالجات لحالة الانفلات الأمني غير المسبوقة التي شهدتها الساحة اليمنية مؤخراً، ونتائجها الوخيمة على الوضع العام للبلد، وما آلت إليه من تدهور للأوضاع الأمنية والاقتصادية، وارتفاع حدة الاحتقان السياسي بين مختلف النخب والأحزاب السياسية المتصارعة، وتوسع أنشطة وعمليات عناصر تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة التي استهدفت أبناء القوات المسلحة والأمن مخلفة وراءها عشرات القتلى والجرحى، واستمرار الاعتداءات على أبراج الطاقة الكهربائية وأنابيب نقل النفط والغاز وخطوط الألياف الضوئية والمصالح العامة والخاصة، في ظل عجز الجهات المعنية في وزارتي الدفاع والداخلية عن القيام بواجباتهما في ملاحقة وضبط المعتدين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع.

زر الذهاب إلى الأعلى