لحج .. توتر في يافع بعد وصول تعزيزات إلى جبل العُر وعناصر مسلحة ترفض تسليم المعسكر والطيران يقصف كتيبة سلمان وجهود تبذل لمنع انفجار الوضع “تقرير مفصل”
8 أغسطس، 2016
990 14 دقائق
يمنات – صنعاء – خاص
قصف طيران التحالف السعودي، الاثنين 8 أغسطس/آب 2016، قوة موالية له في يافع بمحافظة لحج.
و حسب موقع “ارم نيوز” الاماراتي، تعرضت مدرعة تابعة لكتيبة الحزم سلمان، التي نقلت من عدن إلى جبل العر بيافع، لغارة جوية، ما تسبب في مقتل جنديان وإصابة اثنين آخرين.
و حسب الموقع، استهدفت الغارة المدرعة، أثناء اشتباكات بين جنود الكتيبة و عناصر من تنظيم القاعدة.
و اعتبر الموقع أن الغارة الجوية استهدفت المدرعة عن طريق الخطاء، غير أنه لم يشر ما إذا كانت الغارة قد نفذها طيران حربي أو مروحية عمودية.
و كانت كتيبة الحزم سلمان تعرضت للحصار و الكمائن و تفجير مفخخ في طريقها إلى جبل العر، يقع في مديرية الحد احدى مديريات يافع، على الحدود الادارية بين محافظتي لحج (جنوب) و البيضاء (وسط).
و تعرضت الكتيبة في وقت متأخر من مساء السبت الماضي، لكمين مسلح في منطقة مرفد بمديرية لبعوس، ما تسبب في اصابة 4 جنود، قبل أن تتعرض أطقم من الكتيبة للحصار في أطراف لبعوس.
و عصر أمس الأحد، استهدفت عدد من الأطقم التابعة للكتيبة بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة أسفل جبل العر، ما تسبب في سقوط أكثر من 20 ضحية من الجنود، منهم 11 قتيل، حسب مصادر طبية.
و تمكنت الكتيبة من الوصول إلى معسكر العر، غير أنها لم تتمكن من السيطرة على المعسكر الواقع في قمته بالكامل، و لم تتسلم الأسلحة الثقيلة التي بداخله.
و تقول تقارير صحفية، إن عناصر مسلحة رفضت تسليم المعسكر، الذي كان يتبع قوات الحرس الجمهوري، و استولى عليه قبليين في 2011، و ما يزالون يسيطرون على دبابات و مدفعية ثقيلة و أسلحة متوسطة و مخازن ذخائر متواجدة فيه.
و حسب المصادر، يتواجد في المعسكر عناصر قبلية تتبع فصيل الحراك الجنوبي و أخرى متشددة بعضها لها ارتباطات بتنظيمي القاعدة و داعش.
و قالت مصادر محلية، إن اشتباكات متقطعة تنشب بين أفراد كتيبة الحزم سلمان و مسلحين في المعسكر منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.
و أفادت بأن وجهاء قبليون و شخصيات اجتماعية و قادة عسكريون من يافع، يقومون باتصالات مكثفة لمنع انفجار الوضع في معسكر العر بين المسلحين و كتيبة الحزم سلمان.
رفض تسليم المعسكر
و يرفض الفصيل الحراكي في المقاومة الجنوبية و عناصر من فصائل أخرى تسليم المعسكر للكتيبة، و تصر قياداته على ضم عناصر المقاومة إلى الجيش و تأهليهم في المعسكر ليتولوا حمايته، و هو ما ترفضه قيادات عسكرية موالية لـ”هادي”.
و جاء نقل كتيبة الحزم سلمان إلى يافع في وقت زاد فيه الاحتقان بين قيادات عسكرية موالية لـ”هادي” و أخرى تابعة للحراك الجنوبي تنتمي لمديريات يافع، على ذمة قصف معسكر العر، قبل حوالي ثلاثة أشهر من قبل طيران التحالف السعودي، لمنع اقامة عرض عسكري لعناصر المقاومة الجنوبية في المعسكر، و الذي تم نقله إلى مركز مديرية لبعوس، عقب غارات استهدفت معسكر العر.
صراع الفصائل
و تبرر القيادات العسكرية الموالية لـ”هادي” بأن عناصر المقاومة المتواجدة في يافع، و على الأخص في معسكر العُر، مخترقة من قبل القاعدة و داعش، و لا يمكن تسليمها المعسكر، مع امكانية ضمها للجيش و نقلها إلى مكان أخر، غير أن القيادات المعارضة لنقل كتيبة الحزم سلمان إلى جبل العر، ترى ضرورة أن يتم حل الخلاف بطريقة ودية تضمن عدم وقوع مواجهات داخل المعسكر، ما قد يفضي إلى السيطرة على المعسكر من قبل العناصر المتشددة.
مخاوف التحالف وهادي
و تتخوف قيادة التحالف السعودي في عدن و قيادات عسكرية في المنطقة الرابعة من سيطرة تنظيمي القاعدة و داعش على المعسكر، كون يقع في مكان استراتيجي، ما قد يمكنه من استهداف ثكنات عسكرية في محافظة لحج، ابرزها قاعدة العند، خاصة و أن التنظيمين تمكنا من الحصول على راجمات صواريخ من معسكرات الجيش التي تعرضت للنهب أثناء سيطرة قوات التحالف السعودي على محافظة عدن.
كما زاد مخاوف التحالف و المنطقة الرابعة الموالية لهادي، من وجود أنشطة متصاعدة لـ”أنصار الله” و قيادات مؤتمرية موالية لـ”صالح” في مديرية الحد بيافع، ما قد يسهل السيطرة على معسكر جبل العر.
معلومات حصل عليها “يمنات” تشير إلى أن كتيبة الحزم سلمان وصلت إلى مقدمة المعسكر، و لا تزال الآليات العسكرية التابعة لها في أطرافه، فيما لا يزال معظم المعسكر تحت سيطرة عناصر قبلية مسلحة منتمية لفصائل في المقاومة الجنوبية.
اشتباكات ونيران صديقة
و حسب المعلومات، فإن اشتباكات دارت ظهر و عصر اليوم الاثنين بين جنود من كتيبة الحزم و أخرين من العناصر المسلحة في المعسكر، عقب محاولة جنود من الكتيبة الانتشار في تبة تقع شرق المعسكر.
و تفيد المعلومات، أن مسلحين متشددين هاجموا جنود الكتيبة المنتشرين بصحبة عدد من المدرعات في مدخل المعسكر، غير أنه تم اسناد الكتيبة جويا بمروحية اباتشي، هاجمت المسلحين بعد غارات و استخدمت سلاح معدل في ملاحقتهم، غير أن احد الغارات استهدفت مدرعة تابعة للكتيبة.
و قال سكان محليين إن جنود من الكتيبة قطعوا الطريق المؤدية إلى المعسكر، لمنع اسناد المسلحين الرافضين تسليم المعسكر.
و أشاروا إلى أن عناصر مسلحة منتشرة على الطريق المؤدية لجبل العر، لمنع وصول تعزيزات جديدة لإسناد الكتيبة في جبل العر.
و بالتزامن مع هذا التوتر تسعى قيادات عسكرية و أخرى قبلية من مديريات يافع لمنع انفجار الوضع و ايجاد حلول عاجلة تساهم في نزع فتيل التوتر.
و كتيبة الحزم سلمان تم تشكيها من مغتربين يمنيين دخلوا السعودية بطرق غير قانونية، و دربوا في ثكنة عسكرية سعودية، و نقلوا بحرا إلى عدن، أثناء سيطرة قوات التحالف السعودي على المحافظة و محافظات جنوبية مجاورة في يويلو/تموز 2015.