وسوم الفساد والوساطة تجتاح السعوديّة..و”إبن الوزير” أول الغيث
يمنات
بعد أقل من أسبوع على تصريحات وزير الخدمة المدنية خالد العرج حول “تنبلة” الموظفين السعوديين، أشعلت وثيقة مسربة ، تكشف عن تقاضي ابن الوزير، راتبا شهريا عاليا، موجة غضب عارمة في السعودية وسط انتقادات لاذعة ومطالب بإقالة الوزير، لتتصدّر كلمات “الفساد” و”الوساطة” وسوم السعوديين على مواقع التوصل الإجتماعي.
وجاء التسريب بعد أقل من أسبوع على تصريحات للوزير العرج قال فيها إن إنتاجية الموظفين الحكوميين في السعودية لا تتعدى ساعة في اليوم.
وأظهرت الوثيقة، اسم عبدالله خالد العرج، ووصفه الوظيفي مدير مشاريع براتب شهري قدره 21600 ريال، حيث تداول السعوديون صورة الوثيقة بشكل جنوني على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تأكيدات كثير منهم بصحتها.
وعلى موقع التوصل الإجتماعي “تويتر” تصدر الوسم “#وزير_الخدمه_يعين_ابنه_21_الف” قائمة أكثر الموضوعات تفاعلاً في المملكة مع انضمام عدد كبير من المغردين السعوديين للتعليق عليه.
تحوّل جديد.. ابن الوزير أول الغيث
لم تقف حدود الانتقادات عند “ابن الوزير” حيث برز تحولاً واضحاً ظهر في اليومين الماضيين في تدوينات كثير من السعوديين، وبدأوا بتداول وثائق أخرى عن مؤسسات حكومية ومسؤولين آخرين تكشف عن تعيينهم لأقاربهم كموظفين برواتب عالية.
وتكررت كلمات الفساد والواسطة في تدوينات آلاف المغردين السعوديين على موقع “تويتر” الذي يعد أكبر ساحة افتراضية تجمع السعوديين، لتعكس حجم الغضب الشعبي من أداء وزارات الحكومة الأساسية.
وفي تعليق هادئ وسط موجة غضب عارمة، أثنى الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي على تقدم أحد السعوديين بشكوى لهيئة مكافحة الفساد ضد ابن الوزير العرج للتأكد من قانونية تعيينه، لكن اللجوء للهيئة التي لم تحقق الهدف من إنشائها منذ تأسيسها قبل خمس سنوات، لم يقنع السعوديين على مايبدو.
السعوديون: استبدال وزير بآخر لا يلبي طموحاتنا
ويقول كثير من المعلقين إن استبدال وزير بآخر لا يلبي طموحاتهم، مطالبين محاربة الفساد وانتشار الواسطات التي يقولون إنها السبب الرئيسي لأزمة السعودية الاقتصادية التي يتحدث عنها الوزراء الحاليون بعد تراجع أسعار النفط قبل نحو عام ونصف العام
والسعوديون الغاضبون منذ أن مست إجراءات التقشف رواتبهم الشهر الماضي، ظلوا يكررون الأسئلة ذاتها عن الفوائض المالية الكبيرة التي جلبتها سنوات بيع النفط بأسعار تفوق مئة دولار، وعن عجز الحكومات المتتالية عن إيجاد استثمارات توفر إيرادات بديلة للنفط.
ورفض كثير من المحللين والكتاب السعوديين التعليق على إمكانية أن يقود الجدل الحاصل لحدوث تغييرات جذرية في الحكومة السعودية وآلية عملها، بسبب حساسية الموضوع، لكن واحداً منهم فقط اشترط عدم ذكر اسمه، قال إن “التغيير بات حتمياً لإرضاء مئات آلاف الغاضبين”.
وقال الكاتب السعودي شجاع المطرفي في مقال غاضب له بعد سلسلة تغريدات في الاتجاه ذاته “معالي الوزير.. أخبرني هل تقف الآن في طابور المخبز لتأخذ أرغفة خبز لأسرتك؟ وهل تذهب لسوق الخضار لتتبضع منه ؟ وكم رقم ملفك بالمستشفى الحكومي إذا سمحت ؟.. قصّرك يُسكّن ٢٠ أسرة من الشعب، ساعة يدك من أفخم الساعات السويسرية، بشتك من أجود البشوت الحساوية، بخورك كمبودي وسيارتك الفارهه ألمانية، وقلمك أمريكي، ولم يُقطع هاتفك أو تُفصل الكهرباء عن قصرك لعدم السداد .. لا يوجد عليك أقساط سيارة ولا قروض بنكية”.
من جانبه، قال الكاتب طراد العمري في أحدث مقالاته عن القضية ذاتها “لم يُسقط الدول إلا الحكومات وسوء الإدارة وسوء فهم وزراء تلك الحكومات لتفكير وحاجات الشعوب. المواطن السعودي وفي جداً، وذكي جداً، ويملك ولاءا وانتماءا غير مسبوق وغير محدود للقيادة والوطن، فلا تتركوه يامولاي الملك .. فريسة لوزراء يؤكد البعض أنهم لم يقوموا بأعمالهم بالأمانة والصدق والإخلاص، امتثالا للقسم الذي أدوه عند تعيينهم”.
“التويجري” يفضح..ثم يعتذر
وجاءت قضية الوزير السعودي في خضام الضجّة التي أحدثها نائب رئيس الاقتصاد والتخطيط السعودي، الدكتور محمد التويجري، الذي أوضح في برنامج الصحافي السعودي داوود الشريان على قناة MBC السعودية، ان المملكة ستواجه الافلاس في غضون ثلاث سنوات في حال عدم اقدامها على اصلاحات افتصادية، واتباع سياسات تقشفية، مثل رفع الدعم تدريجيا عن السلع الاساسية، وفرض ضرائب غير مباشرة، مثل ضريبة القيمة المضافة، ورفع بعض رسوم الخدمات الحكومية.
لكن تصريحات التويجري التي أثارت “ضجة” على اوساط التواصل الاجتماعي، لجرأتها وعكسها للواقع الاقتصادي في البلاد بأمانة ونزاهة، عرّضت الأخير الى ضغوط للتراجع عن هذه التصريحات، لان صاحب القرار لا يريد استخدام كلمة “افلاس”، ليخر التويجري لاحقاً معتذرا عن “زلة لسان”، وقال “ان التعبير خانني عندما استخدمت كلمة “الافلاس”، ولكن هذا لا يعني انه ليس لدينا مشكلة اقتصادية هيكلية، واننا نعمل بجد في المرحلة المقبلة لعلاجها”.
المصدر: الوقت