الانفاق العسكري واستمرار اضطرابات اليمن تضع الميزانية السعودية في مرحلة الخطر
يمنات – صنعاء
تمر المملكة العربية السعودية بأزمة اقتصادية هي الأقوى منذ عام 2010، وذلك بسبب زيادة الإنفاق العسكري.
و قد قررت المملكة بيع حصتها في أكبر شركة للنفط في العالم “أرامكو السعودية” في محاولة لإنقاص الهوة في الميزانية، التي تقدر بـ100 مليار دولار.
و مع ذلك، فإن جزءا من عائدات الخصخصة تذهب مرة أخرى إلى صناعة الدفاع، بما في ذلك رواتب مدربين عسكريين من الولايات المتحدة.
و تجاوز العجز في الموازنة السعودية لعام 2017 ما يقارب 100 مليار دولار أي 22% من إجمالي الناتج المحلي، حيث تجاوزت النفقات ولأول مرة منذ عام 2010 الواردات. و المعروف أن عائدات موارد الطاقة تشكل 80% من إيرادات خزينة الدولة.
و قد بدء الملك ومستشاريه الاقتصاديين صراع جدي لحل الأزمة الاقتصادية في بداية العام الحالي.
و وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” فقد قررت الحكومة بيع 5% من حصتها في أكبر شركة نفط في العالم “أرامكو السعودية” في بورصة نيويورك في منتصف هذا العام.
و قال رجل الأعمل الأمريكي إدوارد كلينبورد في حديث مع قناة “RT” أن الأوراق المالية لدى السعوديين تغري المستثمرين الأجانب منذ مدة طويلة، وذلك لعدم وجود مخاطر ونظرا لدخلها المرتفع.
و وفقا لتقدير المشاركين في السوق، فإن بيع الأوراق المالية لأكبر شركة نفط في العالم سوف يكسب الرياض أكثر من 2 ترليون دولار.
و أكد رجل الأعمال عبد الله خالد من الإمارات العربية في مقابلة مع قناة “RT“، أن الأزمة المالية أصبحت ملموسة في المملكة “على مدى الأشهر الستة الماضية، ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 10% في حين انخفض الدخل بمقدار الثلث”.
و بالإضافة إلى بيع الأوراق المالية، قررت الحكومة السعودية اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، فقد دعا مجلس التنمية الاقتصادية في عام 2020 للحد من أجهزة الدولة بنسبة 13٪ — 18٪ وخفض رواتب المسؤولين بنسبة 25٪ — 30٪. و قدر الخبراء بأن هذه الإجراءات سوف توفر للدولة مايقارب الـ30 مليار دولار سنويا.
هذا التقشف الحكومي أدى إلى تعقيد حياة المواطنين، حيث في كانون الأول/ ديسمبر ولأول مرة في تاريخ البلاد تم رفع سعر البنزين والغذاء.
نصت الميزانية السعودية في عام 2017 على الحد من الإنفاق في جميع المجالات باستثناء الجيش.
و أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عن خطط لزيادة الإنفاق العسكري، حيث تخطط السعودية للإنفاق على الدفاع نحو 93-95 مليار دولار، وهو أكثر بـ10 مليار دولار عما كان عليه في 2016.
و سيذهب جزء كبير من الأموال إلى توسيع البحرية العسكرية وشراء أسلحة عالية الدقة وعلى رواتب مدربين عسكريين من الولايات المتحدة.
و يقول الخبراء أن الزيادة في الإنفاق الدفاعي هو رغبة السعودية في الحفاظ على نفوذها الجيوسياسي في المنطقة.
و قال رئيس قسم السياسة العالمية في جامعة أبو ظبي لقناة “RT“، أن إيران بعد رفع نظام العقوبات بدأت بالتعاون مع مصر والعراق، وكذلك تساهم في خفض سعر النفط من خلال رفع إنتاجها من الخام.
و تريد السعودية كبح جماح إيران من خلال إظهار قوتها العسكرية. كما أن الزيادة على الإنفاق الدفاعي سببه الإضطرابات المشتعلة في اليمن.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا