مأزق “اخوان اليمن” .. ما وراء سفر “كرمان” إلى قطر..؟ وهل ستوجه الامارات أولى ضرباتها لهم من منفذ الوديعة..؟ وهل تفهمت قطر موقفهم المؤيد للسعودية..؟
يمنات
معاذ منصر
يبدو أن قطع السعودية والإمارات علاقاتهما الدبلوماسية والسياسية مع دولة قطر، جعلت «الإخوان المسلمين» في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح)، في مأزق حقيقي وغير مسبوق.
و منذ اليوم الأول لهذا التطور الخليجي، يمر حزب «الإصلاح» بحالة من الإرباك، والمخاوف تحيط به من كل الاتجاهات. ومع كل يوم يمر، يجد الحزب نفسه محتاراً في التعامل مع الحدث والواقع المختلف الذي تتطور نتائجه باتجاه تقول المؤشرات إن اليمن مقبل على خارطة تحالفات جديدة متناقضة، ستعرّض الحزب لمخاطر كبيرة.
موقف معلن وآخر مضمر
من المؤكد أن لـ«الإخوان» موقف خفي غير ما هو معلن، فقطر أصبحت بالنسبة لهم أكثر من مجرد ممول؛ بل حاضنة لنشاطاتهم، ومركزاً إعلامياً ومكتباً مخابراتياً، بمعنى أن علاقتهم بالدوحة باتت «عضوية»، وليس من السهل التبرؤ منها، حسب المعلومات التي حصل عليها «العربي» من مصادر مقربة من الحزب.
و تشير المصادر إلى أن «الإخوان» وجماعة حزب «الإصلاح»، اضطروا إلى إعلان موقف مؤيد للسعودية في أزمتها مع قطر؛ لأنه لا يمكنهم تجاوز السعودية، فهي من يملك الملف اليمني ويدير الحرب والأزمة فيها، ولديهم مصالح مشتركة مع السعودية، وإذا ما أعلنوا موقفاً مؤيداً لقطر؛ فإنهم سيدخلون في عداء مع السعودية، وهو آخر ما يحتاجونه في المرحلة الحالية.
لكن الموقف الحقيقي لـ«الإصلاح» هو ما تعلنه قواعد وأعضاء الحزب، فهم لا يتوقفون منذ بدء الأزمة عن إعلان تضامنهم مع قطر، والهجوم على السعودية والإمارات والسخرية منهما.
حملة واسعة تقودها قيادات في الحزب، من تركيا ومن الداخل، وقد تم ذلك بالتنسيق مع قيادات الحزب الرئيسية الموجودة في الرياض.
الحملة الإعلامية والتي تقودها القيادية في الحزب، توكل كرمان، الحائزة على «نوبل» للسلام، توجه انتقادات لاذعة للسعودية والإمارات و«الشرعية» التي قالت كرمان إن موقفها وموقف قيادات «الإصلاح» المعلن لا يمثل الحزب، واعتبرت الحزب و«الشرعية» تحت الوصاية، وأن الموقف «إجباري» لكنه لا يمثل «الإصلاح».
الحملة التي تتطور يوماً بعد آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت في التمظهر على قناة «بلقيس» التابعة لتوكل كرمان، والتي بدأت بالهجوم على السعودية والامارات.
و تؤكد معلومات أن قيادات الحزب تنسق مع كرمان لإبراز موقف «الإصلاح» الحقيقي، ونقل الصورة الحقيقة للقطريين، وإيصال رسالة لهم أن موقفهم ثابت ومعهم، وأن الموقف المعلن ما هو إلا موقف سياسي واضطراري. ومن هذا المنطلق توجهت كرمان بزيارة إلى قطر خلال اليومين الماضيين.
و تؤكد معلومات «العربي»، والتي حصل عليها من مصادر موثوقة مقربة من الحزب، أن قطر بدأت تتفهم موقفهم هذا، وستتسامح معه؛ إن لم يكن إعلانه «تم بالاتفاق معها أصلاً»، حسب المصادر.
و يرى مراقبون أن حاجة «الإصلاح» إلى قطر مثل حاجة تنظيم «الإخوان» نفسه إليها، أي حاجة «عضوية»، إذ إن قطر التي تلاعبت بالكثير من الملفات والقضايا، وتناقضت مواقفها في كثير من الدول التي لها فيها نفوذ، بقي موقفها الداعم لـ«الإخوان» ثابتاً، لا يتغير كموقف السعودية مثلاً.
يدرك «الإصلاحيون» أن علاقتهم بقطر علاقة عميقة، وما يحصلون عليه من دعم من قطر لا تمكن مقارنته بالدعم الذي يقدم لهم من السعودية، بل إن هذه الأخيرة صارت تتعامل بحذر مع «إخوان» اليمن، وقد بدأت تعمل على تقليص نفوذهم في الفترة الأخيرة، من خلال جملة ممارسات وتصرفات.
تعيينات جديدة… قريباً
مصادر سياسية في الرياض، أكدت لـ«العربي» أن السعودية حالياً ترتب لتغييرات واسعة في إطار حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والهيئة الرئاسية اليمنية، ستطال الكثير من القيادات المحسوبة على حزب «الإصلاح»، ومن المتوقع أن تصدر قرارات واسعة خلال الأيام المقبلة بهذا الشأن.
و أكدت المصادر أن التغيير سيطال الجانب العسكري، وسيتم استبدال كل القيادات المحسوبة على «الإصلاح» في المؤسسة العسكرية.
و تقول المصادر إن التغيير بهذا المسار سينطلق من منفذ العبر الواقع على حدود السعودية، والذي يتولى قيادته هاشم عبد الله بن حسين الأحمر، نجل رئيس الهيئة العليا لـ«التجمع اليمني للإصلاح» سابقاً، حيث يجري الآن ترتيب إقالته وإعفائه من قيادة المنفذ، وسيصدر قرار بتسليم المنفذ إلى «النخبة الحضرمية»، وهذه تعتبر صفعة لبيت الأحمر وعلي محسن ولحزب «الإصلاح» تحديداً حسب تعبير المصادر.
الواضح والملفت الآن أن حزب «الإصلاح» أوقف حملته في جميع وسائل الإعلام التابعة له على دولة الإمارات والفصائل الجنوبية، وبدأت مواقعه تنتهج سياسة جديدة.
إلا أنه مستوى تغطية مجريات المشهد العسكري، أبرزت مواقع «الإصلاح» خبر انسحاب قوات هادي و«المقاومة الشعبية» في تعز من مواقع عسكرية تدور فيها المعارك في محيط منطقة الصلو والمناطق المجاورة، وهذا تطور جديد في سياق المواقف التي يسعى «الإصلاح» نحو تبنيها.
مناوئون لـ«الإصلاح» يرون أن الأخير يريد «النكاية بالتحالف» لصالح قطر، وإشارة إعلامه إلى هزيمة قوات «الشرعية» في تعز؛ يعني محاولة إقناع الرأي العام أن قطر كانت عضواً فعالاً في «التحالف» لصالح «الشرعية»، وأن خروجها من «التحالف» أثر سلباً على سير المعارك؛ برغم أن إعلام قطر بدأ يصف الحرب في اليمن بـ«الحرب الأهلية»، وفق هؤلاء.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا