ما هي علاقة ترامب بالحصار الذي فرضته دول عربية ضد قطر ؟!
يمنات – صنعاء
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا للصحافية ستيفاني كريشغاسنر، تتساءل فيه عن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحصار الذي فرضته دول عربية ضد الجارة قطر.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دعم الحصار المفروض على قطر، يأتي بعد سنوات من التعاملات المالية، والمصالح التجارية بين منظمته والدول التي تقف وراء الحصار.
وتقول الكاتبة إن “تاريخ العلاقة المالية بين ترامب والسعودية، التي تقود الحصار، بالإضافة إلى علاقته مع الدولة المتحالفة مع السعودية، الإمارات العربية المتحدة، تشمل شراء الأثرياء السعوديين عقارات بعشرات الملايين من ترامب خلال السنوات الماضية، بشكل يطرح أسئلة عما إذا كانت علاقات ترامب المالية هي التي تحدد سياسة الولايات المتحدة، وليس مزاعمه، التي قال فيها إنه قلق بشأن علاقات قطر مع تمويل الإرهاب”.
وتؤكد الصحيفة أنه “لا توجد أدلة تظهر أن ترامب لم يكن صادقا حول أسباب دعمه للحصار، إلا أن وزارة الخارجية والبنتاغون واعيتان للدور الذي تؤديه قطر، من خلال استضافتها آلاف الجنود الأمريكيين في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة؛ ولهذا اتخذتا موقفا مخالفا للموقف الذي صدر عن البيت الأبيض، ووصفت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية قبل فترة التحرك السعودي الإماراتي ضد قطر بـ(المحير)”.
وتقول كريشغاسنر: “صحيح أن ترامب ليست له علاقات تجارية مع قطر، إلا أن صهره جارد كوشنر حاول الحصول على دعم القطريين في تمويل استثمار كبير لمبنى في نيويورك، كان يعاني من الديون، لكنه فشل”.
ويلفت التقرير إلى أنه في المقابل، كانت السعودية شريكا تجاريا مهما للرئيس، ففي عام 1995، وعندما كان ترامب يواجه مشكلات مالية لتسديد فواتير تتعلق بأحد أهم مبانيه في نيويورك “بلازا هوتيل”، جاء الأمير الوليد بن طلال للمساعدة، واشترى حصة كبيرة فيه، في عام 1991، واشترى الوليد يختا كبيرا “ترامب برنسيس” من أحد المقرضين، عندما كان استثمار ترامب في كازينوهات “أتلانتيك سيتي” يواجه ضغوطا مالية.
وتعلق الصحيفة قائلة إن “هذا لا يعني أن الأمير ورجل الأعمال كانت بينهما علاقة دافئة، ففي حزيران/ يونيو 2016، كتب الأمير تغريدة يهاجم فيها المرشح ترامب، عندما دعا إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ووصف ترامب بأنه (عار ليس للحزب الجمهوري فقط، لكن لأمريكا كلها)، وعندما فاز ترامب في الانتخابات هنأه الأمير على فوزه”.
وتنوه الكاتبة إلى أن ترامب لم يخف امتنانه للأثرياء السعوديين أثناء الحملة الانتخابية، حيث قال في تجمع انتخابي في ألاباما عام 2015، بأنهم من الذين يشترون دائما عقاراته، وأضاف: “إنهم ينفقون 40، 50 مليون دولار، هل يجب أن أمقتهم؟ لا أنا أحبهم كثيرا”.
وبحسب التقرير، فإن الحكومة السعودية قررت في الفترة الأخيرة الاستثمار في صندوق بقيمة 20 مليار دولار، والمخصص لمشاريع البنية التحتية، ووافق عليه البيت الأبيض، مشيرا إلى أن الشركة الموكلة بإدارة الصندوق “بلاكستون” تقيم علاقات قوية مع عائلة ترامب.
وتفيد الصحيفة بأن السعودية ذُكرت في دعوى قضائية، قدمها مسؤولون ديمقراطيون في كل من ميريلاند وواشنطن العاصمة، بصفتها واحدة من الدول الأجنبية التي قدمت أموالا لشركات ترامب، في انتهاك لبند مكافحة الفساد في الدستور الأمريكي.
وتكشف كريشغاسنر عن أن الدعوى القضائية ذكرت أن شركة علاقات عامة استأجرتها السعودية، أنفقت 270 ألف دولار، على غرف ووجبات طعام في فندق ترامب في العاصمة واشنطن.
وينقل التقرير عن النائب العام لواشنطن كارل راسين، قوله: “نعلم أن حكومات أجنبية تنفق أموالا هناك؛ من أجل الحصول على اهتمام رئيس الولايات المتحدة”، لافتا إلى أن البيت الأبيض رفض الدعوى القضائية؛ باعتبارها هجوما حزبيا.
وتبين الصحيفة أن دبي كانت من النقاط المهمة في تعاملات ترامب المالية، فبحسب البيانات المالية التي تم الكشف عنها، فإن منظمة ترامب، التي يديرها نجل الرئيس، دونالد ترامب الصغير، حصلت ما بين مليونين و10 ملايين دولار، في مشاريع غولف تحمل اسم ترامب، وأقامتها شركة “داماك” الإماراتية، التي يملكها الملياردير الإماراتي حسين سجواني.
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أنه بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن سجواني حضر حفل بداية السنة الجديدة في منتجع مار- إي- لاغو، وعرض تقديم ملياري دولار لترامب؛ لبناء عقارات جديدة.