صحيفة امريكية: الولايات المتحدة والامارات لم تنهيا تهديد “القاعدة” في اليمن
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية إن مسؤولاً أمريكياً رفيعاً في مجال “مكافحة الإرهاب” و محللين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية، يجمعون على أن الحملة التي تتولاها واشنطن من أجل مكافحة التنظيمات المتشددة، بالكاد نجحت في إلحاق ضرر بقدرة تنظيم القاعدة على ضرب مصالح الولايات المتحدة.
و وفق ما أدلى به نيكولاس راسموسن للصحيفة، فإن اليمن ما زال يعد “أحد أكثر المسارح الدولية إحباطاً، على صعيد عملنا في مكافحة الإرهاب في الوقت الراهن.
و أشار مارك ميتشيل، و هو مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية، و موكل بالإشراف على سياسة العمليات الخاصة، أشار إلى اليمن، لدى سؤاله في الكونغرس، بأنها “الدولة الفاشلة النموذجية لتمركز جماعات إرهابية”.
و أوضحت نيويورك تايمز أنه في وقت يحتفي في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”زوال خلافة داعش”، يبقى تهديد تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” الناجم عن انتشار مساحات الفوضى، و غياب السيطرة الحكومية ضمن أعلى سلم هواجس لائحة حكومة الولايات المتحدة على صعيد الإرهاب.
و أشارت الصحيفة أن التنظيم المتطرف استغل “الفراغ الأمني” الذي نجم عن اندلاع حرب اليمن في العام 2015، و تمكن من إحكام سيطرته على مناطق واسعة من الجنوب اليمني، لا سيما مدينة المكلا، التي تعتبر خامس أكبر مدينة في البلاد، مع تحول مينائها إلى مصدر رئيسي لإيرادات التنظيم (قبل أن يتم إخراج التنظيم منه في العام 2016).
و قالت الصحيفة: في ظل “غياب حكومة حقيقية فاعلة” في اليمن، وعدم وجود عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية، أو قوات العمليات الخاصة الأمريكية على الأرض هناك، منذ تفجر الأوضاع في اليمن مطلع العام 2015.
و تفتقر الولايات المتحدة إلى “فهم أعمق بشأن الوضع” في ذلك البلد، بما يمكن أن يمنحها ثقة أكبر لناحية معرفة نوايا “القاعدة”.
و حسب الصحيفة، فإن أحد أوجه الصعوبات التي تواجهها واشنطن في اليمن، عبّر عنها السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فيرشتاين، بقوله: “لا يمكننا التمييز بين الأشخاص الذين لا يزالون يمثلون تهديداً جدياً، وأولئك الذين يعملون معهم جنباً إلى جنب، لأنهم بحاجة إلى مساعدة تلك العناصر الإرهابية”.
و تحدثت الصحيفة عن نجاح الحرب التي تشنها الولايات المتحدة و الامارات في قتل و اعتقال العديد من مقاتلي “القاعدة” في محافظتي أبين و شبوة، حيث تمكنت من وضع يدها على معظم المعاقل السابقة للتنظيم، فيما حافظ التنظيم على وجود له في محافظة البيضاء، و مديرية الصعيد بمحافظة شبوة.
و نقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي، أن العمليات ضد تنظيم “القاعدة” أسفرت عن الحصول على معلومات “قيّمة” بشأن التسلسل الهرمي لقيادة التنظيم، و خططه الدعائية، وشبكاته المحلية.
و لفتت إلى استمرار ذيوع صيت التنظيم المتشدد. موضحة أن “القاعدة في جزيرة العرب”، أمضى سنوات في العمل على صناعة المتفجرات، التي يصعب اكتشافها، من بينها محاولات العمل على إخفاء القنابل داخل أجهزة إلكترونية مثل الهواتف الخلوية، و محاولات أخرى (فاشلة) هدفت إلى تفجير طائرات أمريكية في ثلاث مناسبات على أقل تقدير.
و نقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية أمريكية أن إبراهيم العسيري، و هو أحد أبرز صانعي القنابل والمتفجرات لدى “القاعدة”، ما زال طليقاً، و يعمل على تدريب العناصر الناشئة في التنظيم.
و وفق ما أدلى به رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق، ديفيد بترايوس، للصحيفة، يعد العسيري “أخطر رجل في العالم”.
و اعتبر الرئيس الحالي للقيادة المركزية الأمريكية، جوزف فوتل أنه ما يزال يشعر بالقلق من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب رغم نجاح حملتهم، كونه تنظيم يتعاطى بمرونة على مدار الوقت، ما يعد عنصر بالغ الخطورة.
و قالت لورا شياو القائمة بأعمال مدير المخابرات التابعة لـ”المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في جلسة استماع داخل مجلس الشيوخ في خلال شهر ديسمبر 2017: “ما زلت أشعر بالقلق أن فرع القاعدة في اليمن يواصل استغلال الصراع في اليمن، لكسب مجندين جدد، و توفير ملاذات آمنة، كون ذلك يعزز تهديده الدائم للمصالح الأمريكية”.
و نقلت “نيويورك تايمز” عن خبراء متخصصين في الشأن اليمني، إنه “من غير الواضح ما إذا كان اللجوء المتزايد لاستخدام القوة العسكرية في اليمن، مرتبط بوجود نهج أوسع لمحاربة الإرهاب”، يقوم على الدبلوماسية، بالتوازي مع الاهتمام بالأبعاد الإنسانية، و جهود إعادة الاستقرار إلى البلاد، إلى جانب التعاون على صعيد تبادل المعلومات الاستخبارية، و إنفاذ حكم القانون، “التي يمكن أن تشكل مكاسب مستدامة، في وجه تنظيم القاعدة”.
و قال جوشوا غلتزر، الذي كان يشغل منصب المدير المسؤول عن ملف مكافحة الإرهاب داخل مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إنه يشعر بالقلق من أن يكون الجهد العسكري المتصاعد في اليمن، مهما كان فاعلاً وناجعاً، غير مرتبط بنهج استراتيجي أوسع.
و يؤكد نيكولاس راسموسن، الذي كان قد شغل منصب مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة لمدة ثلاث سنوات، إن عامل فقدان حكومة يمنية قوية على الأرض، أدى إلى إعاقة جهود مضاعفة العمل العسكري ضد تنظيم “القاعدة”. مضيفا: “فقدنا الكثير من التبصر حيال ما يجري على الأرض في اليمن”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا