معهد امريكي يحذر من فوضى سياسية في المفاوضات اليمنية القادمة
يمنات – صنعاء
أعتبر معهد الشرق الأوسط ما أعلنه المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بوضع إطار للمحادثات الجديدة في غضون شهرين بأنه مثير للتفاؤل.
و أكد المعهد على أن الاستقالات التي تمت في حكومة هادي، تثير تساؤلات حول قيادة الأخير للقوات المناهضة للحوثيين.
و أشار تقرير للمعهد صدر هذا الأسبوع إلى أن غياب هادي عن عدن، و عدم إحراز أي تقدم من قبل التحالف السعودي ضد الحوثيين قد أدى إلى استقالات رفيعة المستوى في حكومة هادي، و المتمثلة في الوزيرين صلاح الصيادي و عبد العزيز جباري، بعد الانتقادات العلنية التي وجهها الرجلين للسعودية و الإمارات، فضلاً عن ما أفصح به وزير الخارجية عبد الملك المخلافي للصحافيين عن أن خلافات الحكومة مع دولة الإمارات منعت هادي من العودة من منفاه في السعودية، و كذا تصريحات وزير الداخلية أحمد الميسري، الذي أشار إلى أن هادي ليس سفيراً لكي يبقى في الرياض، ولكنه رئيس الدولة الذي يجب عليه العودة إلى عاصمته.
و نقل تقرير المعهد الأمريكي عن مسؤول حكومي في حكومة هادي قوله: “نحن الذين أخطأنا منذ البداية، عندما تركنا الوصاية للتحالف من دون إشراف أو مساءلة”. و أضاف: كنا نظن أنهم فهموا تعقيدات المشهد اليمني، لكن أصبح من الواضح لنا أنهم لم يفعلوا ذلك.
و تابع: نحن لا نفهم بالضبط ما يريده أشقاؤنا في التحالف، أو ما هي أجنداتهم الخاصة في اليمن خلال وبعد حملة التحرير.
و أوضح التقرير أن تقسيم قوات الأمن في الجنوب إلى مجموعات محلية صغيرة بدلاً من قوة يمنية موحدة، قد أثار سؤال الآخرين عما إذا كانت الإمارات تخلق إقطاعيات صغيرة داخل نطاق سيطرتها.
و أوضح أن المعارك التي حدثت في أواخر يناير الماضي بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، ضد القوات الموالية لحكومة هادي في عدن، كشفت عن توتر أساسي بين القيادة الإماراتية وحكومة هادي.
و أشار إلى أن عدم إحراز أي تقدم لقوات التحالف في تعز، إلى الشمال مباشرة من عدن، قد أدى إلى التشكيك كثيراً في دوافع الإمارات.
و أشار إلى أن هناك فصيلين رئيسيين في تعز يتنافسان على قيادة المقاومة، أحدهما مدعوم من قبل الإمارات، و الآخر مدعوم من حزب الإصلاح الإسلامي. لافتاً إلى أنه كثيراً ما يظهر قتال أكثر حدة بين هذين الفصيلين منه ضد الحوثيين.
و نوه إلى أن الكثيرين يجادلون بأن دولة الإمارات ستفضل أن تترك مدينة تعز تحت سيطرة الحوثي، من أن ترى أنها تحررت من قبل قوى ترى أنها صديقة لدولة قطر.
و أكد المعهد على أنه ليس هناك ثَمّة شك في أن الإمارات لديها خطة كبيرة للتأمين، والهيمنة على الممرات المائية و الموانئ في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، والقضاء على الجماعات الإسلامية السياسية، بعد أن قامت ببناء قواعد لها في جزيرتي سقطرى و جزيرة ميون في مضيق باب المندب، و في أماكن أخرى، حيث قامت ببناء قواعد عسكرية في أرض الصومال، وإريتريا.
و أشار إلى أنه و على الرغم من أن الإمارات قد تكون لديها تصاميم للساحل الجنوبي اليمني، فإن دعمها للمقاومة في الجنوب، قد لا يوفر لها النفوذ الذي تسعى إليه. مستدلاً في ذلك إلى الانقسامات الكبيرة التي تشهدها عدن و تعز.
و بين أن تلك الانقسامات هي نتيجة للانكسار في السياسة اليمنية نفسها، وليس تلك التي خلقتها دولة الإمارات.
و لفت إلى أن الشخصيات التي تشكل منها المجلس الانتقالي الجنوبي هي في الأساس هم رجال هادي الذي عينهم ومن ثم عمل على إقالتهم.
و حذر المعهد من أن عدم تمكّن أتباع هادي أو المسؤولين الإماراتيين من تجميع القوات المتباينة ضد الحوثيين، قد يؤدي إلى فوضى سياسية في المفاوضات معهم.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.