طرفا الصراع اليمني يشككان بخطة السلام المسربة .. هل يستعد “غريفيث” لعرضها على مجلس الأمن..؟
يمنات
معاذ منصر
يعيش الوسط السياسي اليمني حالة من الترقب، لمعرفة خطة السلام الجديدة التي يعمل المبعوث الأممي، مارتن غريفيث على هندستها منذ شهرين، حيث كان من المفترض أن يقدم إحاطته الجديدة إلى مجلس الأمن الدولي في الـ 6 من يونيو الجاري، وبعد جولته الأخيرة التي قام بها إلى الرياض ولقائه بـ”الشرعية” هناك والرئيس عبدربه منصور هادي، وإلى صنعاء ولقائه بقيادات حركة “أنصار الله” وقيادات في حزب “المؤتمر الشعبي العام”.
و في حين تقول مصادر سياسية، بأن خطة السلام التي يعمل على إنجازها المبعوث الأممي، يجري إعدادها بسرية تامة، وهناك تحفظ كبير عليها من قبل المبعوث والأمم المتحدة، كانت وكالة «رويترز» قبل أيام قد كشفت عن مصادرها، جزءً من مضمون الخطة والبنود التي ستتضمنها هذه الخطة الجديدة.
و بحسب تلك التسريبات، وضعت الأمم المتحدة خطة جديدة للسلام في اليمن، تقوم على تخلي «أنصار الله» عن الصواريخ الباليستية مقابل وقف الحملة العسكرية لـ«التحالف» بقيادة السعودية، بالإضافة إلى التوصّل لاتفاق لإنشاء حكومة انتقالية.
و قالت «رويترز» إن هذه الخطة التي وضع مسودتها مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث، لم يتم الإعلان عنها بعد، وقد تدخل عليها تعديلات، مشيرة إلى أنها «أحدث الجهود لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن، والتي سببت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم».
و لفتت الوكالة إلى أن مسودة الوثيقة التي اطلعت عليها وأكدها لها مصدران مطلعان، تشير إلى أنه «يجب أن تسلم الأطراف العسكرية التي لا تتبع الدولة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية بطريقة منظمة ومخططة».
وأضافت «لن تستثنى أي جماعات مسلحة من نزع السلاح»، ونقلت عن المصدرين تأكيدهما على أن «هذه الصياغة تشمل الحوثيين». ويشرف مجلس عسكري وطني على خطوات «انسحاب تدريجي للجماعات المسلحة من مناطق معينة» وتسليم الأسلحة بما في ذلك الصواريخ الباليستية.
«العربي» تتبع بعض التفاصيل المتعلقة بهذه الخطة، وعما إذا كانت صحيحة، وعن مدى قبول الأطراف السياسية اليمنية بها، بل عن الجديد فيها، وعن الأرضية التي يمكن أن يقال إنها مستوية ومهيأة لتنفيذها.
طرحنا على مصادر سياسية رفيعة في حكومة «الشرعية»، تقيم في الرياض، سؤالاً مفاده: «هل الخطة التي تم تسريبها صحيحة وما موقفكم منها أنتم؟»، فكانت الإجابة أن «هذه ليست خطة صحيحة، وهي كذبة ولا تستحق الوقوف عندها، وهي أمنيات عند الذي كتبها».
و أضافت المصادر «المبعوث الأممي مارتن جريفيث ليست مهمته هذا الكلام الذي أوردته رويترز، وفي الحقيقية مهمته الان تتعلق بوضع اليات لاستئناف المشاورات ودفع الأطراف اليمنية لتقديم تنازلات في هذا الإطار، أما قضية حكومة ونزع سلاح وسلام فهذا من مهمة الأطراف اليمنية عندما تتفق أن تقعد على الطاولة ومن ثم تناقشها».
و أكدت المصادر أن المبعوث الأممي «سيقدم إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي خلال اليومين القادمين إن لم يكن الأحد، وتأخر المبعوث الأممي بتقديم خطته بسبب أنه خلال اليومين الماضيين كان لدى مجلس الأمن انتخابات أعضاء جدد، والاحاطة ستقدم للأعضاء الجدد».
و عما إذا كانت هذه الخطة صحيحة، وموقف حكومة هادي منها، قالت مصادر سياسية في حكومة هادي لـ«العربي»: «يبدو ان المبعوث الأممي غير موفق في نظره للأزمة اليمنية، فهو ينظر لها من خلال أمن السعودية، وخارج حسابات المرجعيات الأساسية، وإذا كانت الخطة صحيحة فرضاً، فنحن نعتبرها مهزلة سياسية تضرب القرار 2216 في الصميم».
و أوضحت المصادر، أن الخطة التي تحدثت عنها «رويترز»، «تبدو مجرد كلام وتكهنات وتوقعات، فالخطة المسربة تبدو غامضة في بعض فقراتها»، متسائلة «ماذا يعني التخلي عن الصواريخ البالستية هل تسليمها أو وقف اطلاقها؟»، مشيرة إلى أنه «هناك فرق كبير بين الاثنين، وعليك أن تقيس بعد ذلك على موضوع سحب السلاح واخلاء المدن وتشكيل حكومة وهذه جوهر الخلاف فيها قديم بماذا نبدأ بتشكيل الحكومة كما يريد الحوثيون، او سحب السلاح وتسليم المدن كما تريد الشرعية يعني نفس معطيات الخلافات وعلى ما يبدو أنه ليس هناك أي إرادة سياسية للوصول إلى نقطة لقاء من قبل الجميع».
من جهة أخرى، أكدت مصادر سياسية في صنعاء، أن حركة «أنصار الله حتى الان لم تعر ما نشرته رويترز، وقالت إنه خطة سلام، أي اهتمام، فهي لا تتعامل مع ما ينشر في الاعلام ولا توضح موقف إزاء ما قيل، ولذا فإنها لم تهتم ولم تذهب نحو دراسة موقف من تلك الخطة، فهي ستعلن عن موقفها أو ستتحدث في حال أعلن المبعوث الأممي عن خطته رسميا، سواء أمام مجلس الأمن الدولي أو عبر منابر الأمم المتحدة».
و أكدت أن «مناقشة تشكيل حكومة وتسليم مدن وتخلي عن صواريخ بالستية كل هذا الان مجرد كلام، وحديث يمكن ان يقال عنه تكهن وليس كلام صحيح، والواضح أن المبعوث الاممي استوعب موقف أنصار الله من السلام ومن استئناف التفاوض، خلال جولته الأخيرة التي قام بها صنعاء، خصوصاً بعد ما حدث من تغييرات تمثلت باستهداف الرئيس الصماد في محافظة الحديدة من قبل التحالف، واستئناف التصعيد في الساحل وأيضا استمرار التحالف العربي في قصف المدنيين».
و ما بين هذا وذاك، تبقى خطة السلام التي نشرت محل تشكيك، والأطراف اليمنية غير مهتمة بها، وإلا كانت ظهرت منشغلة بها وظهرت مواقف رسمية او غير رسمية. ويبدو أن خطة السلام التي نشرتها «رويترز» في حال صحت، ومن خلال ما حصل عليه «العربي»، من معلومات من الطرفين، فإنها لن تنجح وستكون المواقف مختلفة بل معارضة لها من الأساس.
أستاذة العلوم السياسية في جامعة صنعاء بلقيس أبو أصبع، كانت قد نشرت على صفحتها عبر موقع «فايسبوك» قائلة: «في لقاءنا اليوم مع المبعوث الاممي مارتن جريفيث، حيث اشار الى استعداده وجاهزيته لإطلاق خطته والبدء في المفاوضات خلال الاشهر القريبة القادمة، وأشار الى انه عند التحدث الى الأطراف، فإن الجميع يريد السلام ولكنهم يلقون باللوم على بعضهم البعض، واشار الى ان خطته تتكون من مرحلتين، المرحلة الاولى ستكون المفاوضات بين أطراف الصراع، وفي المرحلة الثانية سوف يكون هناك اشراك لجميع القوى السياسية بما فيها منظمات المجتمع المدني والنساء، واشار الى ضرورة وجود حكومة كفاءات انتقالية من جميع الاطراف».
وفي حديثها عن الحديدة، وبحسب أبو أصبع قالت، إنه «يسعى لحل مسألة الحديدة سلميا وتجنيب المدنيين الحرب، واشار إلى ضرورة اشراك النساء في جميع مراحل العملية السياسية وبنسبة ٣٠٪».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.