العرب لم يتعلموا من دروس النهضة والتغيير
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
لم يتعلم العرب بعد دروس النهضة والتغيير …لا تعلموا من فلسفة وفكر اسس للنهضة والتطور وبناء الدولة ولا تعلموا من واقعهم المعاش عالميا ..لا مما هو ايجابي بدراسته واكتسابه ولا مما هو سلبي بتجاوزه واخذ الدروس والعبر منه كما يقوا ابن خلدون في فوائد علم التاريخ ..فالدولة عربيا لم يكتمل نموها التنظيمي والهيكلي بل والقانوني ناهيك عن تغييب دورها او اضعافه ..ولم يكتسبوا معنى فكرة الدولة ودلالتها ..باعتبارها الرافعة المؤسسية لكل شتات وتشظي المجتمع ومكوناته من الهوياته الفرعية ..الدولة رافعة سياسية نحو الحداثة واعادة بناء مجتمع وفق هوية وطنية لامجال معها للهويات الفرعية ..
الدولة ركيزة للعمل السياسي الديمقراطي من خلال مؤسسات مدنية لا طائفية ولاقبلية ..الدولة اعظم فكرة في هندسة المجتمعات واعادة بنائها وفق اسس وثقافة حديثة .. هنا تتسع فضاء الحريات العامة وتتشكل شخصيات حرة تفكر وتنتقد كل ما يرتبط بها من سياسة وممارسات واعتقادات ..
ونحن الغرب في واقع مأزوم تتراكم ازماته كما في حال الجمهوريات التي غابت دلا لاتها واقعيا واصبحت السلطات السياسية بيد نخب مغلقة تتداخل فيها جماعات المصلحة والبيزنس بالحزاب والعسكر والقبيلة ..هنا تم تغييب معنى الجمهورية وفلسفتها واهدافها كما اعلنت منذ اكثر من نصف قرن .. ومع الفشل الانمائي وضيق الهامش الديمقراطي اصبح المواطن يعيش تحت جملة من الاكراهات المادية والمعنوية فتخلقت بسبب ذلك سيكولوجية مقهورة تتحه نحو الجنس واللاهوت الديني او الهجرة الى الخارج ..وهنا انتشرت الثقافة السطحية ومعها انتشر دعاة الاسلام الامريكي بعد سنوات من اسلام الصحراء …
الجدير بالذكر ان هذه الجمهوريات تم تدمير الدولة بشكل مقصود من النخب السياسية والاقتصادية وحلفائها واعادوا الامساك بما تبقى منها وفق منهج المحاصصة الذي يعيد انتاج الطائفية والمذهبية وتغيب معه المواطنة والدولة ..وهؤلاء يقدمون خدمة كبيرة للمشروع الامريكي الهادف نحو هدم الدولة الوطنية في بلادنا العربية تاسيسا لشرق اوسط جديد ومعه يتم تدريب وانتقاء نخب سياسية وحزبية بل وحتى جمعوية جديدة يوكل اليها ادارة مؤسسات دولة رخوة ..ضعيفة.. وهي جزء من صفقة القرن ؟!!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.