«جبهات ما وراء الحدود» في مقابل الحرب الاقتصادية
يمنات
رشيد الحداد
«جبهات ما وراء الحدود، هي المكان الأنسب للرد على سياسة التجويع»، هي معادلة دشنتها حكومة «الإنقاذ» ومن خلفها القبائل في ظل الحرب الاقتصادية التي ينفذها «التحالف» لتركيع الشعب اليمني، بعدما عجزت «قواته ومرتزقته» في الميدان.
طمنذ قرابة الأسبوع، تشهد جبهات ما وراء الحدود مواجهات عنيفة بين قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لحكومة «الإنقاذ» من جهة، وقوات الجيش السعودي مسنودة بقوات موالية للرئيس هادي من جهة ثانية، جاء هذا بالتزامن مع تصعيد «التحالف» بقيادة السعودية للحرب الاقتصادية وتضييق خيارات العيش الكريم على اليمنيين، وقد حسمت قوات «الإنقاذ» ومن ورائها أبناء القبائل الأمر، فالمواجهة ستكون في جيزان، ونجران، وعسير، وليس في شوارع صنعاء.
خلال الفترة الأخيرة، صعَّدت قوات «صنعاء» من وتيرة عملياتها العسكرية في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، فجبهات ما وراء الحدود تلقت تعزيزات عسكرية ضخمة من صنعاء، وتحولت إلى ساحة حرب مفتوحة لا تتوقف فيها المواجهات.
القوات الخاصة تدخل الميدان
مصدر عسكري في صنعاء، أكد لـ«العربي» أن وزارة الدفاع في صنعاء «دفعت بقوات خاصة مدربة تدريباً عالياً على المواجهة في المناطق الجبلية والصحراوية إلى جبهات جيزان ونجران وعسير»، مشيراً إلى أنها «اعتمدت أكثر من تكتيك عسكري يتناسب مع ظروف جبهات ما وراء الحدود الجغرافية، تباينت بين الهجوم المباغت والاقتحام لموقع العدو، والاستدراج المحكم للقوات السعودية بهدف تكبيد تلك القوات أفدح خسارة بشرية ومادية». يضاف إلى «القنص عن بعد لجنود وضباط الجيش السعودي، والاستهداف المدفعي لتجمعات تلك القوات وتعزيزاتها العسكرية».
ولفت إلى أن «قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت من تحقيق مكاسب كبيرة في عمليات عسكرية نوعية، نفذتها وحدات من القوات الخاصة ضد مواقع القوات السعودية في جيزان الأسبوع الماضي»، مشيراً إلى أن القوات «اغتمت أسلحة متطورة ومتنوعة بين الخفيفة والمتوسطة اثناء اقتحام العديد من المواقع السعودية التي كانت محصنة».
كر وفر
السلطات السعودية حاولت تخفيف الضغط على قواتها في جيزان، بالتصعيد العسكري في منطقة عسير، إلا أن تصاعد المواجهات بين قوات الجيش السعودي مسنودة بقوات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وقوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لـ«الإنقاذ» في عدد من المناطق المشتعلة في عسير، لم يخفف من الضغط الذي تفرضه قوات «الإنقاذ» في جبهة جيزان، فقواتها هاجمت في عملية عسكرية برجَي «أم بي سي والرقعةِ وقرية قنبورةِ وقريةِ القيِّمَة» الأسبوع الماضي، وسيطرت على عدد من القرى السعودية، ومنها «قريتي الضبيرة والعمدان، وتمددت في وادي جارة».
واقتحمت قوات «الإنقاذ» خلال اليومين الماضيين موقع «القنبور» السعودي، والمواقع المجاورة له، كما صدت اليوم محاولة سعودية لاستعادة مناطق كان قد خسرها شرق جبل النار قبالة جيزان.
ووفقاً لموقع وزارة الدفاع في صنعاء «سبتمبر نت»، فإن «قوات الجيش واللجان الشعبية كبدت القوات السعودية خسائر فادحة، مما دفعها إلى الانسحاب بغطاء جوي كثيف»، مشيراً إلى أن العملية العسكرية التي نفذتها قوات من الجيش السعودي شرق جبل النار، ترافقت مع غارات جوية عشوائية شنها طيران التحالف في على جبل النار».
التصعيد العسكري في جبهة عسير تصاعد هو الآخر بين القوات الموالية لهادي بإسناد قوات من الجيش السعودي وقوات الجيش واللجان الشعبية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث خاض طرفي الصراع مواجهات عنيفة اتسعت من جبل الغرة في ابواب الحديد في عسير، إلى السلسلة الجبلية غرب مجازة قبالة عسير والتي استعادتها قوات «الإنقاذ» أواخر الأسبوع الماضي، بعملية عسكرية وصفتها وزارة الدفاع بصنعاء بـ«النوعية».
جبهة عسير ملتهبة
مصدر عسكري في صنعاء أكد لـ«العربي» أن «جبهة عسير تشهد مواجهات يومية بين قوات الجيش واللجان الشعبية والقوات الموالية لهادي مسنودة بقوات سعودية»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش واللجان الشعبية كسرت اليوم زحفاً عسكرياً واسعاً بمشاركة قوات سعودية قبالة منفذ علب».
وأشار إلى أن «محاولة التقدم التي استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة وبإسناد الطيران الحربي والاباتشي والاستطلاع التابع للتحالف قبالة منفذ علب، انتهت من دون تقدم، وتكبدت القوات المهاجمة عشرات القتلى والجرحى بينهم قيادات عسكرية، كما تم تدمير 3 آليات عسكرية خلال التصدي للزحف».
ولفت المصدر إلى «وصول طائرتين مروحيتين سعوديتين إلى ظهران الجنوب لنقل جرحى من القيادات العسكرية السعوديين، الذين أصيبوا في الزحف قبالة منفذ علب إلى منطقة أبها».
وفي جبهة نجران، استهدفت القوة الصاروخية التابعة لـ«الإنقاذ» اليوم الأحد تجمعات للجنود السعوديين بصاروخ «زلزال 1» في حصن «الحماد»، كما استهدفت مدفعية الجيش واللجان الشعبية تجمعات للجنود السعوديين في مركز «عاكفة ورقابة مراش».
ووفقاً لمصادر عسكرية في صنعاء، فإن «قوات الجيش واللجان الشعبية كسرت اليوم زحفاَ عسكرياً للقوات السعودية اثناء محاولتها التقدم مسنودة بالطيران الحري باتجاه مربع الحماد في نجران»، يضاف إلى «تمكن وحدة الهندسة في الجيش واللجان من تدمير آلية عسكرية بعبوة ناسفة في منطقة الرصيفات، ما أدى إلى مصرع واصابة من كان عليها، وكذلك تدمير آلية عسكرية بعبوة ناسفة في منطقة الضيق».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.