من أرشيف الذاكرة .. تحالفاتي السياسية
يمنات
أحمد سيف حاشد
– في العمل السياسي أبحث عن المشتركات .. التقيت مع البعض، و اختلفت مع البعض الآخر، و تبدلت مواقفي تبعا لتبّدل مواقف الأطراف من تلك المشتركات .. اقتربت و ابتعدت تبعا لبعد و قرب تلك الأطراف منها .. أبادر و أحاول و أرجو و أتحالف دون أن أتماهى مع الآخر، بل أرفض و أقاوم أي محاولة لاستلاب وجودي و كينونتي، و أحرص على التمسك العنيد بإنسانيتي و قيمي التي أومن بها، و أرفض أن تأتي تلك التحالفات على حساب ضميري، أو هذا ما أظن و أعتقد.
– تحالفاتي لم تكن محكومة بما هو شخصي، بل كانت محكومة بما أراه و أعتقد من حق و صواب، منحازا فيها و من خلالها للتغيير نحو الأفضل، و البحث عن المستقبل الذي أريده و أنتمي إليه، و تحت عنوان الإنسان و الوطن و المصالح العليا للشعب، و الانحياز لقضايا الناس البسطاء و المكدودين، و الذود عنهم، و تبني مطالب الفقراء و المعدمين و المقهورين و المعذبين، أو هذا ما أخال فعله..
– تحالفتُ مع المشترك في دعم المرشح المستقل فيصل بن شملان، و عندما خذل المشترك ابن شملان، أُصبت بالخيبة و الارتياب و عدم الوثوق بقيادة المشترك التي تخلت عنه، و ذَهبت لمباركة الزيف و الباطل و الأكاذيب .. بايعوا الزور و باركوه، فيما رفض فيصل بن شملان أن يبايعه أو يباركه..
– تحالفت مع المشترك من أجل الحقوق و الحريات، و مناهضة الفساد و الظلم، و من أجل الثورة على سلطة نظام الحكم الذي نحى نحو التوريث و “قلع العداد”، و عندما وجدت المشترك يبتعد و يرتهن و يفرّط بالقضايا المثور من أجلها، ظللت أبتعد عنه بنفس قدر ابتعاده و تخليه عن تلك القضايا، إلى أن وجدت نفسي في موقف الضد، أواجهه و أثور عليه..
– تحالفت مع أنصار الله “الحوثيين” من أجل مظلومية اجتمعنا يوما معها، و ثورة ضد الفساد خرجنا من أجلها، و كان تحالفنا على بينة أهداف معلنة، و ميثاق شرف مكتوب، و في إطار النضال السلمي، لا غيره و لا عداه، و عندما أستقوى و أنقلب على كل هذا، في 4 أغسطس 2014 فضّينا شراكتنا، و قطعنا تحالفنا معه، من يومها إلى يومنا هذا..
– عندما قامرت الأطراف السياسية بالوطن أرضا و شعبا و إنسانا، رفضنا المقامرة قبل أن تبدأ، و أعلنا موقفنا الصريح، بوضوح الشمس، و صرخنا بأعلى صوت، ضد فكرة الحرب، حال ما كانت لا تزال فكرة تجوس في الرؤوس .. و عندما باتت الحرب واقعا مُراً، و تحولت إلى ثقب أسود، يبتلع الجميع، بما فيهم حتى من كنا نعتقد أنهم كبار و عصيّون عن السقوط و الابتلاع، قاومنا نحن بعناد مستميت .. غالبناه و ابتعدنا عنه بعد المغارب و النجوم.
– ذهب هادي و المشترك إلى الارتهان الكامل لدول تحالف الحرب و الاحتلال على حساب الوطن، و ذهب أنصار الله “الحوثيين” إلى إحلال جماعتهم محل الوطن، و تقديم مصالح الجماعة على ما عداها، في إطار مشروع صغير، و تحول جل الحراك الجنوبي إلى أدوات تنفذ أجندات الاحتلال في المقام الأول على حساب أجندات الوطن .. تكشفت لنا الكثير، و كفرت بالجميع.
– عندما تحولت الأطراف المحلية إلى حوامل داخلية، تتنافس و تختصم فيما بينها لصالح المحتل ـ أي كان ـ صارت تلك الحوامل أدوات طيعة بيد دول الخارج، و لم تحتفظ لنفسها حتى بالحد الأدنى من استقلالها، و استقلال قرارها السياسي و الوطني، لصالح أجندات و مشاريع و تدخلات الخارج، تكشّفت لنا الأمور أكثر، و زاد كفري بالجميع.
– عندما كشفت الحرب قبح الساسة و السياسة، و بدت المشاريع الصغيرة لأطراف الحرب المحليين، تطل برأسها هنا و هناك، عصب و أحزمة و جهويات و مناطق، و أحزاب و جماعات تتقاسم الأرض، و تنشر الكراهيات بكل وجوهها الدميمة، و تفتت المجتمع و تمزق نسيجه و تعبث بكيانه.. عندما غرق الجميع في الانتهاكات المرعبة، و ارتكاب الفظائع و البشاعات، و الفشل الذريع و الفساد المهول .. عندما تحمسوا و تنافسوا في جلب الاحتلال بكل مسمياته و أنواعه نكاية ببعض، و انتقاما من بعض بحماقة الصغار، على حساب الوطن الكبير و مصالح الشعب و مستقبله .. كان الكفر بهم لزم و حق و واجب..
– عندما سقطت الأقنعة، و تكشفت وجوه كثيفة القبح و الدمامة و البشاعة، و تكشفت الحقائق المرعبة، و الأطماع و الأنانيات المفرطة، و انكشف زيف الوعود و مبلغ الأكاذيب، وجدت نفسي في موقف الضد مع جميع الفرقاء، أخوض صراعات و خلافات جمة و متعددة، و في ظل انتشار استقطابي مستنقعي حاد، و أوساط موبوءة، و سقوط و انحطاط قيمي مريع، حاصرني الجميع بأباطيلهم، فتحالفت مع نفسي بعصامية، و صرخت صرخة نشتيه: ” كل ما في الدنيا كذب، أنا الحقيقة الوحيدة، أنا حقيقتي المؤكدة”.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
– انحيازي و تحالفي مع المشترك في يوم مضى، عند ترشيح و ترشّح فيصل بن شملان بصفة مستقل، لرئاسة الجمهورية، و بدعم المشترك، تستطيع أن تجد مسوغاته و محدداته في تلك الكلمة التي ألقيتها في مهرجان خطابي بمحافظة لحج، في سبتمبر 2006 مناصرة و تأييد له و ألقيتها باسم مستقلون من أجل التغيير.. هذا نصها:
– باسم تكتل مستقلون من أجل التغيير – و الذي انضوى تحت رأيته أعلام و شخصيات سياسية و اجتماعية و ثقافية وطنية من أرجاء اليمن، نحي أبناء محافظة لحج الأحرار و ندعو جميع المستقلين الشرفاء فيها و في اليمن من أقصاه إلى أقصاه الاحتشاد و التصويت لصالح مرشح التغيير الأستاذ المهندس فيصل بن شملان .. الرجل ذو الهامة الشامخة و السجل الوظيفي النظيف و السيرة الزاهدة التي لم يجد فيها المتربصون هنة أو مأخذ أو مثلباً يقولون فيها أي قول شائن..
– و باعتباري أحد أبناء هذه المحافظة البطلة سنقول لهم هذه المرة إن أبناء محافظة لحج ليسوا سذجا أو بلهاء، فقد شبوا عن الطوق و لم تعد تنطلي عليهم تلك المشاريع الوهمية التي نسمع بها في موسم الانتخابات، ثم لا نجد لها أثراً في الواقع، و لا نجد من يذكرها منهم إلا في الموسم الانتخابي الذي يليه..
– سنقول لهم إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، و لن تنطلي علينا خديعة وضع أحجار الأساس التي صارت تمر عليها السنون و يأكل عليها الدهر و يشرب و هي شاخصة شاهدة على حكومة غارقة في كذبها و وحل فسادها..
– هذه المرة سنقول لهم أبناء محافظة لحج الكرام لن يخدعهم حبس وتر حيل المشاريع المدرجة بخطة التنمية لسنوات حتى يحين موعد الانتخابات، فتنزل نتف منها لتغرر عليهم و تشتري أصواتهم بشكولاتة يوم العيد..
– هذه المرة سنقارع الباطل و نغالبه، و سنقول لهم بملء الفم لقد حفظ أبناء محافظة لحج و أبناء اليمن الدرس جيدا و وعوه و سيردون للحكومة و حزبها المؤتمر الصاع صاعين، و سيصوتون لفيصل بن شملان الذي صار ملاذنا من هذا الفساد الذي يغرق البلاد و العباد .. فهو أملنا الأخير في التغيير نحو الأفضل و دليل لمستقبلنا الواعد الذي صادره من زمن طويل الفاسدين و المفسدين..
– إن الحال قد ضاق بل صار شديد الضيق، و البطالة باتت تفترس الشباب و الأمل، و الإحباط يثقل الرؤوس، و الجرع لم تبق لنا ملاذاً أو مهرباً، و الرشوة صارت عرفاً يغزو كل الجيوب، و القانون صار في خبر كان، و السلطة تمارس الانفصال باسم الوحدة، و ثروة الوطن تنهب بجرأة و تبدد بعبث، و أحوال المواطنين باتت تسير من سيء إلى أسوأ..
– هذا الوضع شديد القتامة و السوء يدعونا بصراخ مستغيث إلى حشد المؤازرة الكاملة لصالح برنامج المشترك و منح أصواتنا لمرشحه الأستاذ المهندس فيصل بن شملان..
– لن ننخدع هذه المرة، و لن يطالنا إغراء أو ابتزاز أو تهديد، فأصواتنا لن تكون إلا لصالح التغيير الذي يخلع الفسدة و المفسدين و يقتلع الفساد من جذوره و منابته و يعيد الحق إلى أهله و مواضعه..
– باسم تكتل مستقلون من أجل التغيير ندعو جميع مستقلي اليمن أن يقولوا لهم هذه المرة لن يخدعنا إعلامكم و لن تنطلي علينا أكاذيبكم و لم نعد نخافكم أو نهابكم فقد ساءت أحوالنا و تردت أوضاعنا و بلغت القلوب الحناجر و لم يعد أمامنا من حيلة سوى السعي للخروج من هذا النفق المظلم..
– فأصواتنا هذه المرة عصية عليكم، و لن تنالوا منها بعشاء يوم أو قات أسبوع أو حفنة مال أو نتفة من مشروع .. سنقولها لكم في العشرين من هذا الشهر “نعم لرئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس”.. سنقولها في بطاقة الانتخاب إرادتنا حرة، و حريتنا تأبى أن نكون عبيداً .. سنقولها في صندوق الاقتراع، و سنعلنها للعالم نعم لفيصل بن شملان رجل التغيير، و دوام الحال من المحال..
– تكتل مستقلون من أجل التغيير مفعمون بأمل التغيير الذي بات بأيدينا و على مرمى حجر من التحقيق فاغتنموا الفرصة و شدوا الحيل يا أبناء اليمن و الأمل كبير و الشكر لكم..
***
يتبع
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.