من أرشيف الذاكرة .. لا تقرأ هذا .. مراهقة
يمنات
أحمد سيف حاشد
– كبت يشتد و يحتد .. حرمان يفجِّرني و يتبركن في أغواري، و يشعل حرائقه في أقصي مداي .. مهوسا بفراغي الجنسي .. مهوسا في صحوي و النوم .. التحريم يمارس طغيانه .. لا يترك للحب مكان .. العشق محرّم و الحب حرام .. مجتمعي يفجّر جمجمتي .. يفتش ما أخبو فيها، و عمّا تخفيه خائنة الأعين..
– مجتمعي مبلي بوهم العفة، و يعاني من حَوَل العين .. يُصيب عين النملة، و يخطئ حجم الفيل .. يترك القضايا الكبرى، و يلاحق عاشق ليل .. مشغولا بأنفاس المرأة، على حساب ألف قضية..
– مجتمعي مغرم تجريم .. موعوكا و معاق الذهن .. عاهاته أكبر منه .. مجتمعي تحكمه الغلبة .. الدم رخيصا جدا، و الفقر سنة كونية .. الموت باذخ جدا، و العصبية قدرا مألوف .. البوح جُرم و حرام.. تربية من عهد الوأد .. اسم الأم عار بين الصبية .. مجتمعي محكوما بالعيب .. مجتمعي محكوما بالنار..
– المنع يزيد الرغبة .. شبقي يبحث عن لذة .. قدري يحاصره الضيق، محصورا أعيته الحيلة .. ناري تتلظى في شراييني، و خيول العشق تصهل في مجرى الدم .. تائه في التيه الأول، أركض خلف لهاث الريح، أبحث عن امرأة تطفي الأوار..
– تحت جلدي ألف رقيب .. العيب يداري اللهفة .. يُلجم جموح الرغبة .. القمع القادم من عصر الوأد الغابر، يريد وأدي في مدرستي المنفية في صحراء تتلظى قيضا و هجيرا .. و سؤال يكبر بين ضلوعي الملتاعة، يلسعني بسوط من نار: أين أفرغ أحمال الشهوة..؟!
– حمتُ على الحمى مرات عدة .. حمتُ لأقع فيه .. أريد كسر المزلاج، و قلع الشمع الأحمر، في بلاد يثقلها الممنوع .. فضول يدعوني لسبر الأغوار و استكشاف العمق الأبعد .. وطن الأنثى عميقا جدا .. صوت الأنثى ينادني: اليوم لحوح، لا تتأخر .. ادرك مبغاك، فالغيب غدا، و غدا في ظهر الغيب لا يضمنه أحد..
– تقت لأن أبحر في الذات، و سبر غموض الأغوار، و كشف خارطة الأنثى، و تفاصيل ممارسة الجنس، شهد يستدعي الشهوة، أشهى من عسل النحل، و أطيب من أجاج الجنة .. هكذا قال الشيطان، و دعاني لأسافر في فضاء اللذة، و سموات العشق العليا، دون براق أو معراج..
– هي مغامرتي الأولى، لأكتشف فيها نفسي، و أكتشف الجنس الآخر، صلّيت صلاة الحلاج .. صليتُ صلاة الروح، لأستخير بها ما أفعل..! صليتُ صلاة الاستسقاء .. دعيت الغيث للأرض البور .. أخترت عبور الكشف، لأجيب على أسئلة الحيرة .. أردت أن أعرف نفسي، لأجيب على أسئلة في الذهن تجوس .. أسئلة تشتعل في عمق الوعي..
– نادني صوت الحسناء: أنت يا هذا تعال .. خض التجربة الأولى .. جرّب مرّة .. أرتحل في جسد المرأة .. بوح بسرك .. ماذا تفعل بالسيف المٌغمد .. أنت لست خزنة آثار .. أنت لست متحف أو صالة عرض .. هيّا أمشقه في وجه الشمس .. أصقله و أشحذه في النار .. أنفخه حتى الآخر .. أنفخه حتى يحمر .. أغرسه في اللحم الحي .. هيا افعل يا هذا .. ستشعر لأول مرة أنك كائن حي .. سيغمرك الإحساس أنك لم تحيا من قبل .. لا تترك الأرض البور دون أن تمطرها بالقطر و بالنور، و لا تترك الأرض تبور .. فالأرض لمن أحياءها، و أسأل محيي الموتى..
– قال الشيطان: يا هذا رفقا بالحال .. عمرك يمضي، لا تترك حاضرك يذوي .. لا تترك حاضرك للريح .. حتى لا تبكي ماضي فات، و شباب أهدره الجهلة .. حاضرك عض عليه، بنواجذك و الناب .. امسكه بكلتي يداك .. اجترح مأثرة كبرى، و أعترش مملكة الأنثى، حتى لا تندم، و تبكي في الغد شباب ضاع.
– قالت الحسناء: أنت يا هذا .. اكشف السر المغلق .. اكسر أصفاد التقية .. ثر على الوهم المثقل، و اكسر حصار العزلة .. اكسر أقفال السر و أرقام الشفرة .. الجنس ألذ في عهد الكبت، و الحرية أمتع بعد القمع، و الرغبة أكثر ولعا في عهد الممنوع..
– قال الشيطان: التقية حبس و نفاق .. التقية زيف و قناع .. اهدم محبسك، و زيح قناع الزيف؛ لترى الدنيا من آخرها .. التقية حكم بالموت .. التقية لا تتصالح مع روح تواقة للحرية .. الحرية تخنقها الجدران، و التقية جدار تقتلنا في اليوم كذا مرة .. التقية خيانة للروح .. العري يتصالح مع أصحابه، و القبح الأبشع أن تلبس ألف قناع..
– قالت الحسناء: لا تحتزم الموت، و لا تفجّر نفسك من أجل الجنة و بنات الحور .. اغتنم حاضرك حتى تثمل .. احيي الأرض و لا تقتل إنسان، و الله رحيما غفّار .. يا هذا تمرد و استكشف خارطة المرأة لأول مرة .. ستكتشف إن الله بعين الأنثى يغفر، و في نبض النهد ستسمع كل الأسماء الحسناء، و في محراب العشق سبّح في ملكوت الله .. الله رحمان و رحيم يغفر..
– تهيج اللذة في أوصالي .. أغالب ناري .. يغلبني الحال .. نار الشهوة تتمطى جسدي المنحول .. أول مرة في حياتي أرى امرأة تتعرى .. أول مرة أرى تفاصيل امرأة تتكثف تحت جسدي المجمر .. أول مرة أغوص في تضاريس امرأة تمنح خبرة .. آهات الأنثى في ذروة لذتها قيامة .. تمنحك نشوة عارمة، تشعرك أنك ملك الكون..
– قال الشيطان: أمطرها شوقا، امطرها قبلا و حنينا لتلتذ .. اكتشف كل الأبعاد .. اكتشف كل الأكوان .. اكتب وشمك على ذاكرة الأنثى .. على أبواب العشق، و شرفات النور .. طوف على النهدين حتى تدوخ .. بوح بالسر في محراب العشق الملتاع..
– قبّل عنقا عبقا بالعطر الساحر، العنق يطول مع التقبيل، و يصير بطول النخلة .. ما أروع أن تتسلق نخله لتذوق عذق يقطر شهدا، و سعادة تملأ الكون .. عنقا مشتاقا لدون العشرين، أطلق شبقك في الحرث، و شق قناة الوصل من أول ضربة..
– سفنك مثقلة يا هذا بأحمال الشهوة .. أفرغ سفنك من حمل طال .. لن تتمالك أعصابك و هي تتأوه متعة .. أعصابك ستكسر أقفال البوح .. تختلط الأنفاس، و نهود ترفعك إلى الله، و رعشات تطلق عنان الشهوة، و أشياء أخرى بها تلتذ .. مطرا يهمي، و رضاء يغشاك و سكينة بعد قضاء الوطر..
– دونها صار المُلك .. تهاوت شماريخي من أعلى البرزخ .. هويت كشهيد؛ و أنا أقول: هل تتزوجني هذه الأنثى .. أني أحبك يا هذه .. أبحث عنك حد التيه..
– طار عقل الأنثى .. دهشتها كانت أكبر .. صمتت برهة؛ ثم قالت: “أنت يا هذا تختلف عن كل الناس”..
– لعنتُ الشيطان، و لذت إليه مرات عدة، لأعيد الكرّة، و هو يقول: استمتع .. أنت لم تقتل .. أنت لم تفسد .. أنت لم تظلم .. غفران الله أكبر من هذا الكون.
– كانت غفوة مترعة اللذة، استيقظت من عمق الغفوة، و أنا أتوب و أستغفر عمّا رُفعت عنه الأقلام و رُفع عنه اللوم..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.