الدكتور شويل أخصائي الأمراض النفسية والعصبية: مخاوف وباء كورونا استمرار الحرب والمعاناة الاقتصادية تسببت في تزايد الأمراض النفسية والعصبية
يمنات – خاص
من وقت لأخر يزداد عدد المصابين في بلادنا بالحالات النفسية، نتيجة تنوع الأسباب و المتغيرات التي تسبب القلق و الخوف و الضغوطات المختلفة.
عن واقع الأمراض النفسية في بلادنا و أسباب تزايدها، و تأثير مستوى الوعي من عدمه على الحالات النفسية، و تزايدها، و استجابتها للعلاج من عدمه، و دور وباء كورونا و علاقته بزيادة أعداد الحالات النفسية و العصبية .. تلك التساؤلات و غيرها سنجيب عنها من خلال الحوار الذي أجريناه مع د. عيسى شويل أخصائي الأمراض النفسية و العصبية .. فإلى الحصيلة..
حاوره/ ماجد محمد البكالي
– في البدء نرحب بالدكتور عيسى شويل أخصائي الأمراض النفسية و العصبية .. من واقع عملكم هل تلاحظون تزايدا في عدد الحالات النفسية..؟
نعم التزايد في أعداد المصابين بالحالات النفسية و العصبية في تزايد مستمر، بل إنك تلاحظ الأعداد تتضاعف من عام لأخر.
– ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تزايد أعداد المصابين بالحالات النفسية و العصبية..؟
الأسباب متعددة و وفيرة، و في مقدمتها المعاناة الاقتصادية التي خلفتها الحرب و العدوان، و ما يعانيه الجميع من ضغوطات نفسية تزداد من يوم لأخر، و تضر بآلاف الأشخاص و تحولهم الى مرضى، و كذا الحروب و تأثيرها و أضرارها سواء على الأشخاص المشاركين في المعارك، أو على المواطنين الواقعين في مناطق القتال و المواجهة، علاوة على الوضع العام الذي يعانيه اليمنيين من عدم الاستقرار و اضطراب كل شيء، فلا اسعار سلع مستقر، و لا يأمن الناس على عيشهم و لا سكنهم، مخاوف عدة تؤثر سلبا على أعداد كبيرة من الناس و تصيبهم بحالات نفسية متعددة و متفاوتة في شدتها و نوعها من شخص لأخر.
و منذ ظهور وباء كورونا و ما شهده من تهويل إعلامي، و تأثير ذلك على أعداد من الناس نتيجة لكثرة الخوف و الشك أضحوا مرضى نفسانيين، كما أن العادات غير الحميدة كالأكثار من تناول القات و تدخين السجارة، تعد واحد من اسباب الإصابة بالحالة النفسية أو العصبية.
– هل وفدت اليكم حالات نفسية كان وباء كورونا سببا في إصابتها بحالات نفسية..؟
– أن الإمعان في العزل الاجتماعي، والوحدة، والتوتر، والقلق، والإكساد المالي؛ بسبب توقف الأعمال، وإغلاق الأسواق والمنشئات، والمصانع، وغيرها هي بمثابة عواصف قوية تجتاح الصحة النفسية للناس.
وإذا ما ذكرنا الوضع الخاص باليمن، وبالمنطقة العربية لوجدنا أن العوامل سالفة الذكر تتضاعف، ويتضاعف تأثيرها، كون المنطقة اساسا تمر بعواصف اقتصادية، وسياسية، وازمات، لا حد لها، وحروب، وغيرها من الجوائح، إضافة الى ما تحدثنا عنه من تأثير لجائحة كورونا، وتأثيرها على الفرد، والمجتمع، وآثار التهويل الإعلامي العشوائي.
لذلك من الصعب تفادي كل هذه العوامل، وفي الأخير نجد ان فجوة الإضطرابات النفسية تتسع نتيجة لهذه العوامل، ونحتاج إلى تكاتف مجتمعي واسع في سبيل تفادي تلك الآثار.
ولا ننسى الفئة التي تعاني أصلا من الإضطرابات النفسية، وتأثير مثل هذه العوامل عليها حيث تؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية لهذه الفئة أكثر من غيرها؛ لذا يجب تكثيف الدعم النفسي لهذه الفئة.
– يشكوا أهالي كثير من المصابين بالحالة النفسية أو العصبية من عدم عودة مرضاهم إلى وضعهم الطبيعي و المستقر.. هل يعني ذلك عدم قدرة المستشفيات المتخصصة في الطب النفسي على تقديم الدواء المناسب للمرضى النفسانيين..؟
– المستشفيات و الأخصائيين النفسانيين يبذلوا ما بوسعهم، و يقدموا خدماتهم للمرضى أيا كانوا دون تردد، و غالبية المرضى يخرجون من المستشفيات و حالتهم متحسنة و جيدة ؛غير أن ثمة أمور هامة هي التي تؤثر في سرعة استجابة المريض النفسي للعلاج و تحسن حالته من عدمه، و من هذه العوامل البيئة الاجتماعية و نسبة الوعي، و العادات الضارة كالقات، و التدخين و الشمة، فكلما كانت أسرة المريض واعية و مثقفة ساعدته على الخروج من حالته النفسية و الاستجابة للعلاج.
– ما أفضل علاج للحالات النفسية..؟
– أفضل علاج للحالات النفسية هو علاج الأسباب التي أدت إلى الإصابة بالحالة النفسية أيا كانت.
– ما نصيحتكم للأسر التي لديها امراض نفسانيين..؟
نصيحتنا بأن لا يتعامل أفراد المجتمع مع المريض النفسي على أنه مجنون؛ لأن ذلك يصيبه بما يسمى (الوصمة) و هو ما يضاعف حالته و يزيدها سوء، و أن يركزوا على إنهاء الأسباب التي أدت لإصابته بالحالة النفسية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.