لا تزايدوا علينا
يمنات
منير ابلان
كنت اطالب في ظل الدمار والخراب ان تكون سلطة صنعاء صاحبة قضية سيادية في التعامل مع السعوإماراتي كطرف معتدي، عبر الطاولات السياسية، بفرض الحوار بين اليمن وبين السعودي تحت رعاية أممية، لكن من قضيته السلطة، ينظر على نطاق السلطة، ونظرته تكون قاصرة على مستوى أهدافه، فلا تزايدوا علينا.
لهذا تبخرت القضية السيادية اليمنية، وأثبتت سلطة صنعاء بتعاملها وتحركاتها السابقة والراهنة عبر الطاولات السياسية، ان الصراع سلطوي بين اطراف يمنية يمنية. فأقلامنا ومواقفنا ضد السعودية لم تأتي من 2015م بل كانت منذ ان عرفنا الحياة وتفتحت عقولنا، ونحن المستقلين غير المتحزبين تجدوننا الوحيدين الذين لم تتغير مبادئهم لا سابقاً ولا حالياً، فلا تزايدوا علينا.
أتذكر في 2013م وتكرر ذلك في 2014م جاء لي تهديد من الأمن السياسي بسبب منشوراتي ضد السعودية ودعواتي للمظاهرات إلى السفارة السعودية بصنعاء، أذكر أنني لم أغازل ولم اتودد للسعودية يوماً من الأيام، بل أشوفها العدو الوجودي لإزدهار واستقرار اليمن، فلا تزايدوا علينا.
واليوم اصبحنا في ظل التهاون الوطني والإنساني، وثبوت عدم وجود أي مشروع وطني على الساحة، وعدم السماح ومحاربة أي نهوض يحمل مشروع وطني سيعري من في السلطة بتقصيراته الداخلية والخارجية. لهذا لم يعد أمامنا إلا ان نقول كفى حرب يمنية يمنية، فالمواطن وحاضر اليمن هم الخاسرين لا غيرهم من هذه الحرب العبثية الذي يتكبدها المواطن والوطن، ولا مستفيد من إستمرارية الحرب الداخلية إلا تجارها وهواميرها ومتسلقيها، فلا تزايدوا علينا.