فزعة الفرسان .. عبد الوهاب قطران نموذجا
يمنات
علي حسين الضبيبي
يقاتل عبدالوهاب قطران من صنعاء لأجل إنقاذ حياة صاحبه احمد سيف حاشد المتواجد في القاهرة.
احمد سيف حاشد متعب ويرفض ان يفتح حساب بنكي استجابة لحملة تبرعات شعبية لعلاجه اطلقها عبدالوهاب.
الحملة بدأت وتبرع عبدالوهاب ببندقيته وهو منذ امس يبذل جهود لاقناع صاحبه بتقبل الأمر.
يسجل عبدالوهاب قطران بهذا الموقف علامة وفاء نادرة تقترب في حكايتها من قصة السمؤال بن عاديا الذي رفض تسليم دروع امرؤ القيس لجيش الملك وضحى بولده.
وفي ذلك يقول الاعشى مخاطباً شريح بن السموءل الذي استنجد به لاحقاً ابو بصير ايضاً:
كن كالسموءل إذ طاف الهمام به
في جحفل كهزيع الليل جرارِ
بالأبلق الفرد من تيماء منزله
حصنٌ حصينٌ وجارٍ غير غدّارِ
كاللغيث ما استمطروهُ جاد وابله
وفي الشدائد كالمستأسد الضاري
كان جيش ملك الحيرة بقيادة الحارث بن ظالم يحاصر حصن السمؤال المسمى ” الأبلق” الذي يتحصن فيه السمؤال مع وديعة امرؤ القيس.
اقفل السمؤال ابواب الحصن وامسك الجيش بأحد ابنائه خارجه.
وعندما خيروا السموءل بين حياة ولده الاسير او تسليم الدروع فضّل الوفاء وضحى بولده محتفظاً بأسلحة صاحبه المودعة لديه وسلمها لورثة امرؤ القيس وفاء بالذمة.
واذا كان السموءل قد صار مضرباً للوفاء في بلاد العرب حيث تقول ” اوفى من السمؤال” فإن عبدالوهاب قطران الذي لم يستطع اخراج فلذة ولده للعلاج في الخارج اطلق حملة استغاثة عاجلة لأجل صاحبه المتعب وحيداً في القاهرة قد اقترب من رتبة صاحب الحصن..
يستوقفني هذا النوع من الشهامة وفزعة الفرسان.. وما أروعها وامتعها عند اليمانيين في ظل هذه الظروف والاوضاع العصيبة. والله لو امتلك بندقيةً في هذه اللحظة لألحقتها ببندقية ابن همدان الاصيلة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا