من منظور يمني: ماذا يعني رئيس جديد في لبنان..؟
يمنات
حسام ردمان
في حال صوت الثنائي الشيعي الموالي لايران ، لصالح قائد الجيش المدعوم سعوديا ، فان ذلك يعني بأن طهران والرياض قد بدأتا عمليا بالتفاهم لترتيب مسارح الفوضى والصراع الاقليمية ، باشراف غربي امريكي فرنسي.
الساحة اللبنانية هي اول امتحان حول كيفية تعاطي القوى الفاعلة مع مرحلة ما بعد الطوفان، والواضح ان الجانب السعودي حريص على تحقيق “ريمنتادا جيوسياسية” من خلال الاعتماد على القوة الناعمة (النفوذ السياسي، والتنسيق الدولي، وتمويل اعادة الاعمار ). وفي مقابل تنامي المكاسب السعودية لبنانيا فانها ايضا ستحاول تخفيف الخسائر الايرانية، وسوف يحتاج الطرفان للتعاون قسرا لحرمان اسرائيل من ان تكون الرابح الاكبر.
هذا النموذج اللبناني في حال توج غدا بانتخاب عون، فانه قد يكون قابلا للانسحاب على الساحة اليمنية. ولعله ليس من المصادفة ان جماعة الحوثي وخلال الايام الثلاث الماضية قد قررت وقف عملياتها العابرة للحدود، كما ان الجماعة وافقت على استقبال المبعوث الاممي في صنعاء بعد ان منعته من زيارتها لنحو عامين، وخلال لقاء هانس بوزير خارجة الحوثيين اكد الاخير حرص جماعته على استئناف مسار خارطة الطريق.
اما ايران، فبعيدا عن خطاباتها الرنانة ومناوراتها العسكرية، فان سلوكها الاقليمي خلال الايام الاخيرة يظهر نزوعا تهدويا، لاسيما في العراق حيث زار قائد الحرس الثوري بغداد كي يخبر المليشيات الموالية له بالتعاطي الايجابي مع السياسات الحازمة من قبل الدولة العراقية.
في العموم فانه في حال نجحت السعودية في تثبيت العهد الرئاسي الجديد في لبنان، وفي حال تمسكت ايران بالتهدئة في الاقليم كخيار استراتيجي؛ فان الساحة اليمنية ستكون مرشحة لاستعادة الزخم السياسي حول خارطة الطريق وتوسيع التفاهمات الايرانية السعودية، وسيظل الكابح الوحيد امام هذا الزخم موقف ترامب الصارم تجاه طهران وذراعها الاخير في المنطقة.
وعلى الرغم من المفاعيل السلبية المحتملة علينا من جراء صعود العماد جوزيف عون الى سدة الرئاسة، فان ذلك لا يمنع بان نفرح مع الشعب اللبناني الذي قد حظي بقائد عظيم يسعى الى تأسيس حقبة وطنية جديدة عنوانها الوحيد “الدولة” ، فعقبالنا!!
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا