حتى لا نشهد متغيرات تاريخية مريبة ومرعبة
![](https://yemenat.net/wp-content/uploads/2024/09/جلال-حنداد.jpg)
يمنات
جلال حنداد
تصريح مريب للرئيس المصري عبدالفتاح الاخشيدي: (ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لايمكن ان نشارك فيه).
هل تعلم ياريس ان تهجير الشعب الفلسطيني معناه وفق محددات القانون الدولي الغاء الارضية التي انبثقت منها اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان.
ومعناه وفق المعطيات الجيو سياسية والجيبوليتيكية اعلان وتدشين رسمي لقيام مشروع اسرائيل التوراتي الكبير، الذي لن يقف عند فيلادلفيا، وانما سيمتد الى سوهاج واسوان وبادية الشام !!
لذلك فان المنتظر منك ياريس ليس الاعلان عن عدم المشاركة في التهجير، وكما لو انك توحي ضمنا انه اصبح مشروع قائم.
ان المطلوب من مصر والاردن تحديدا أنه بمجرد أي بدء للتهجير هو اعلان حرب مصيرية ضد اسرائيل، حرب من اجل بقاء الدولتين بغض النظر عن مدى كلفة هذه الحرب!!
مصر هي الراعي القومي والتاريخي للقضية الفلسطينية، والمطلوب منها اليوم بأي ثمن هو تحشيد موقف عربي مشترك مناهض لمشروعات اسرائيل المريبة، واعادة صياغة المنهجية الاستراتيجية العربية تجاه قضيه فلسطين، ترتكز اولا على الفصل بين ماهو ديني (المسجد الاقصى)، وشئون ومهام ذلك تقع على ادوات المشترك الاسلامي الذي تتصدره السعودية، بحكم الرمزية والواحدية الدينية – وبين ماهو تاريخي قومي حقوقي، وهو الحق الفلسطيني في الارض واقامة دولتهم وفق ماكفلته قرارات الشرعيه الدولية، وتتصدر مصر المنظومة العربية في هذا السياق.
اللحظة فارقة واستثنائية وخطيرة، ولن تمر كسابقاتها ان لم يتخذ شيء جدي ملموس، خاصة بعد سقوط السور الشمالي في الممانعة، سوريا..
يجب اعادة الدفع بمنظمة التحرير الى واجهة العمل السياسي والدبلوماسي وتوحيد الرؤيه الفلسطينية داخلها، وضم حركات المقاومة كحماس والجهاد للمنظمة باعتبار هذه الحركات ادوات وطنية لادينية، ومن ثم تفعيل غرفة عمليات استراتيجية عربية مشتركة بالقاهرة لوضع اليات واستراتيجيات العمل في هذه المرحلة.
وبدون هذه الخطوات والمنهجية فان مخططات اسرائيل ستعصف ليس بالفلسطينيين وحدهم، بل ببنية النظام السياسي العربي برمته كانظمة وشعوب وجغرافيا، وان كانت اسرائيل ستبدا اولا في تفكيك السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، ويلي ذلك المساهمة في اعادة رسم بنية وملامح وطبيعةالنظام في سوريا بكيفيات تصدر المخاطر الامنية والسياسية على مصر بالتحديد، لاشغالها بامنها الداخلي الذي يعاني من حالة رهاب من الاخوان، والاستفراد بالفلسطينيين بعد تفكيك حاملهم السياسي، ومحاولة فرض خيار حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة فقط، كمقدمة اولى لاختزال وتجفيف الحراك الفلسطيني المقاوم بالداخل، وتمهيدا لاعلان المشروع التوراتي الكبير مستقبلا ….!!
ورغم كل تلك المخاطر ما يزال بيد الكتلة العربية اوراق استراتيجية يمكن استثمارها، ولكن في سياق رؤية متكاملة واضحة المعالم … مالم فسنشهد في السنوات القادمة متغيرات تاريخية مريبة ومرعبة..!!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا