وداعا عبدالإله القُدسي

يمنات
أحمد عبد الرحمن
برفقة الأصدقاء كنت أبتسم اليوم.. ومن أعماقي يتصاعد حزن كبير لا أعرف سببه.. حزن من ذلك النوع الذي أعرفه ويعرفني جيدا.. ذلك الحزن الذي كلما حاولت إخفاءه وتحاشيه بالغناء والضحك.. باغتني وأطل من وجهي مجددا..!
إلى البيت عدت حزيناً وضجراً.. ولا أدري لماذا..؟!
إلى ما قبل ساعات لم أكن اعرف ولم يخطر على بالي أن هذا الحزن الذي يعصف بي منذ الصباح سببه المجهول رحيل الصديق الكبير الشاعر والأديب والفقيه اللغوي الأستاذ الجليل عبدالإله القُدسي رحمه الله صباح هذا اليوم.
على مدى أشهر ظل الأستاذ عبدالإله القُدسي يصارع المرض الخبيث بعد أن هاجم كليتيه وألقى به على فراش المرض والمعاناة لأسابيع انبرى لرعايته فيها مشكورا صديقه المحامي الأستاذ بليغ الربيعي وأولاده.. قبل أن يتمكن منه المرض أخيرا ويستسلم له جليس الشاعر الكبير عبدالله البردّوني ورفيق دربه وقارئه لعقود من الزمن ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
لكن المرض الخبيث الذي هاجم الأستاذ القُدسي.. لم يكن أقسى من الخذلان الذي رافقه طيلة حياته وقاساه في أسابيعه الأخيرة في هذه الحياة القاسية.. حاله حال الكثير من الأدباء الذين داهمتهم الأمراض وقسوة الظروف ليرحلوا بصمت مخذولين منسيين من أي رعاية أو تكريم يليق بهم من سلطات الخذلان المتنافسة.
وهكذا نفقد اليوم قامة أدبية ولغوية أخرى.. وصوتا وفيا وشجاعا عاش وحيدا وأسلم روحه ورحل مخذولا مخلفا غصة في الحلق ووجعا عميقا ودمعة كبيرة تفيض بالحزن والأسى.
وداعا عبدالإله القُدسي
لك الرحمة وعلى روحك السلام من الله.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا