انا رئيس الجمهورية

يمنات
عبده العبدلي
قبل عامين ونيف تم تعييني رئيسا للجمهورية بعد تخزينة قات مسقى بمبيد دغساني من النوع الفاخر محلل دوليا، وعلى إثر مفعوله أصدرت في حينه قرارا متسرعا قبل دخولي إلى القصر الجمهوري قضى بتعيين صاحبي محافظا لإحدى المحافظات، لكن القرار واجه اعتراضا من قبل ابناء تلك المحافظة ومشائخها الذين احتشدوا أمام بوابة القصر بصنعاء.
وكانت النكبة والطامة الكبرى عندما اردت فرض صاحبي بالقوة وتمسكت بموقفي، وذهبت الى البرلمان وقدمت استقالتي للراعي كتهديد، إلا أنه اغتنمها فرصة، وعرضها على النواب لمناقشتها في جلسة طارئة، لم يستغرق فيها قبول الاستقالة بضع دقائق، حتى تمت الموافقة من جميع الأعضاء على قبولها – في تضحية مجنونة مني بالمنصب من اجل صاحبي، وحكمت البلاد في تلك الفترة ليوم واحد وهي أقصر فترة حكم لرئيس يمني.
صاحبي فتح الله عليه وأصبح وزيرا، وأنا جلست في البيت مع القاعدين .. انتظرت منه اتصالا .. رد الجميل ياجميل .. الوفاء بالوفاء .. تواصلت معه .. تراشيته، شوف اي شغل للرئيس الذي طلع اخبل وضحى بمنصبه من أجلك في يوم من الايام..
الرئيس مطربل في البيت بلا عمل، وصاحب البيت نغص عيشته .. وانت ولا سائل قال: “اليوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه” .. قلت امبااااااااه ياربي معقول صاحبي تغير .. خلاص مابعد كذا إلا تتركه والأيام دول.
أمس خزنت قات ما ادري بايش مسقى .. شكله مسقى بمياه مجاري الروضة .. المهم تغيرت الأوضاع في البلاد وعدت إلى القصر الجمهوري من جديد واصبحت رئيسا لليمن لولاية ثانية .. كيف ترامب احسن مني..!!
المهم .. ما علينا من السياسة .. في اليوم التالي من تعييني رئيسا للبلاد زارني كلا من الأستاذ عبدالله بورجي والدكتور يوسف حلبة إلى القصر يهنئونني .. وقدنا ضارب حسابهم بورجي وزيرا للثروة السمكية وحلبة وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي .. ووقتها سألتهم عن صاحبي .. ما اخباره .. قالوا والله يا فخامة الرئيس جالس في البيت.. قلت يا اخ عبدالله اتصل له لو سمحت وخليه يجي انا بحاجة اخي يكون جنبي فهو صاحب خبرة وتجربة طويلة في الإدارة .. وسأصدر له قرارا بتعيينه مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية .. اعتذر بورجي وقال اتصل انت يا فخامة الرئيس تجي منك حالية.
اتصلت له واقنعته بعد شق الأنفس .. وبدا يداوم لكن الموظفين من حولي من أبناء صنعاء وحجة وذمار وهمدان وغيرها من المناطق الأخرى بداوا يحسدوه يشتوا يطيروا به من جنبي .. شغلونا كل شوية ودخلوا إلى مكتبي: يافخامة الرئيس هذا نظام سابق .. هذا كان كذا … هذا كان كذا .. جننوا بي مافيش معاهم مهرة غير صاحبي.
قلت اسمعوووا لا تشغلونا .. هذا صاحبي مافيش معنا ولا واحد من تهامة في الرئاسة .. إيش تشتوا الناس يقول عني؟ تشتوهم يقولوا فلت صاحبه..!! أو تشتونا اقدم استقالتي وافلت زي المرة الأولى..!! ..
هذا صاحبي واخي ومدير مكتبي .. فلتوا ثلاثين مليون إنسان تلونوا في يوم وليلة وتقولوا صاحبك هذا نظام سابق .. الرسول يقول “شد عضدك باخيك” وانتم طبقتم هذا الحديث ونحن لم نعمل به بهذل بنا ربي بهذلة ..
احترمو أنفسكم وكل واحد يروح يشوف شغله .. انا رئيس جمهورية ولست رئيس حزب او جماعة او طائفة ..الوطن يتسع للجميع .. نحن لم نأت من الشارع لنحكم .. انا حفيد السلطان فضل بن محسن العبدلي حكمنا جنوب الوطن اكثر من 125 سنة، ولم نأت اليوم لنحكم من أجل تصفية حسابات مع احزاب او جماعات او أشخاص.
واعلمتهم انني قد وجهت الحكومة بزيادة المرتبات 300% ، ووزارتي الخدمة المدنية المالية ستبدأن العمل على تنفيذ القرار من الشهر الحالي، وعليهم ان بجدوا في متابعة تنفيذ توجيهاتي كرئيس همه خدمة الشعب والوطن .. الوظيفة ليست حكرا على فئة او طبقة معينة .. لذا لابد ان نكون كبارا ولا نترك فرصة لمن يتربصون باليمن.
ثم قلت لهم: رجاء كل واحد منكم يذهب الى مكتبه ويؤدي عمله .. بطلوا مطابزة .. اشتيكم ترفعوا لي تقارير عن أداء الحكومة .. لا اريد منكم ان تقولوا لي كل شيء تمام يا افندم واكتشف بعدها ان هناك فساد ونهب وظلم واقصاءات للموظفين وتصفيتهم من كشوفات المرتبات .. الوطن للجميع.
أقسم بالله العظيم يا وزير الخدمة المدنية ياسر الذماري لو تأكد لي أنكم قمتم بتنزيل إسم وزير الخدمة المدنية السابق الدكتور خالد الحوالي من الكشوفات او اي وزير من وزراء حكومة التغيير والبناء السابقة او اعضاء حكومة الإنقاذ الوطني التي سبقتها فإنني ساحيلكم للمحاكمة وساعلن عن تشكيل حكومة جديدة الآن.
حكومة تكون أكثر التزاما بمسؤولياتها في إحترام القوانين وعدم المساس برواتب الموظفين كحقوق مكتسبة اقرها وكفلها دستور الجمهورية اليمنية .. وقد اعذر من انذر.
كفاية تصفيات واحقاد .. الراتب هو استحقاق وحكومة التغيير والبناء قدموا تضحيات عظيمة وصمدوا أكثر من تسع سنوات ضد العدوان بدون مرتبات .. مفهوم.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا