العرض في الرئيسةحقوق وحريات ومجتمع مدنيفضاء حر

بعد ام رباب المضواحي.. قصة دقيقة مع ام انتصار الحمادي

يمنات

نبيل الحسام

كنت حاضرا عند لقاء انتصار  الحمادي مع النائب حاشد اثناء النزول الميراني الى السجن المركزي  للجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان.

ظلت تردد بقلب يمزقه الخوف: “شوفوا امي واخي.. اهم شيء امي واخي.. ما فيش معهم من يأكلهم واخي يحتاج الى علاج مستمر”.

ولأن ظروفه الاقتصادية خانقة؛ ذهب النائب حاشد الى هيئة الزكاة وطلب من رئيسها مساعدة أم انتصار، فوافق مشكورا وامر بصرف مبلغ مالي.

وفي شهر رمضان طلب من الشيخ سلطان السامعي مساعدتها. وفي آخر ليلة من رمضان اتيت للمقيل معه فقال لي: لا تدكيش..  معك مهمة وضروري تنفذها الآن، واتصل بالشيخ سلطان، وقال ل انه سيرسلني. ثم اتصل بأم انتصار يسألها اذا لديها بطلقة شخصية، وبسبب الزحمة عند الصرافين سألها عن العنوان وامرني بالتحرك، فذهبت واخذت المساعدة، وكان الشيخ له ألف شكر قد طرحها بإسمي لدى استعلامات الفندق الذي يسكن فيه.

واستأجرت موتور، وعندما كنت في الطريق كان تفكيري مشغول في البحث عن الكلمات والطريقة التي ارفع بها معنويات الام والإبن، وعندما وصلت واتصلت بها وخرجت مع ابنها الطفل الى عندي صعقتني حين انزلت رأسها لتقبل ركبتي وصوتها يحشرج من البكاء فدفعتها وعيوني على إبنها وصمت إنكسار بداخله، يقول لي انه بجواري ولكن قلبه كما هو قلب امه هناك حيث انتصار سجينان غير مسموح لهما بالفرح ولو لثانية.

حينها انهارت معنوياتي انا وخفت ان يلاحظوا ذلك، فينهارون اكثر. فودعتهما سريعا وعدت الى الموتور الذي ينتظرني بقلب مذبوح.

كان السائق قد شاهد الموقف فأخذ يسألني عن الأمر، وكان ان اجبته بأن القصة طويلة لا استطيع شرحها، وقلت بإختصار وإذا بصوته يحشرج وهويقول لي: هؤلاء ما يخافوا الله..؟! والله ان حالة امها هذه تكفي، حتى فعلت البنت ما فعلت.

شعرت بأني لا استطيع العودة الى المقيل كما هو مفترض، فأتصلت بالأخ عبدالكريم وطلبت منه ان يذهب هو ليرافق النائب حاشد في طريق عودته الى البيت، ثم اتصلت بالنائب حاشد واخبرته بأني اكملت المهمة واني اعتذر، وعبد الكريم سيأتي ليرافقه، وعدت إلى البيت مقهورا، رميت بالقات واستلقيت في الفراش على وجهي.

فيا ترى هل ينتظرون وفاة ام انتصار كمدا وتشرد اخيها مريضا في الشوارع بلا راع وموت انتصار او جنونها، كما ماتت أم رباب..؟!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى