لا جديد يذكر ولا قديم يعاد بشأن البترول المغشوش

يمنات
د. علي محمد الزنم*
رغم الضجة الكبيرة التي خلفتها المواد البترولية المغشوشة ومقالات وعبر التواصل الأجتماعي والشكاوي ووسائل الأعلام المختلفة، إلا أننا لم نسمع ولو ردة فعل توحي باهتمام وزارة وشركة النفط اليمنية بهذا الموضوع الذي يتصاعد يوما بعد يوم.
وفي معظم دول العالم عندما تحدث قضايا مشابه قد تقال حكومة بأكملها، أو على أقل تقدير اقالة الوزير ومدير عام شركة النفط والمعنيين بذلك، كخطوة أولى للتخفيف من تصاعد الرأي العام. فكيف بهذه القضية التي تمس حياة المواطنين والإجهاز على مصادر عيش معظمهم من خلال مايملكونه من وسائل نقل بسيطه يعملون عليها.
وعموما مطلبنا فقط هو اطلاع الرأي العام على نتائج أعمال اللجان الفنية الميدانية المكلفة بمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى كل ذلك، والذي أكدته شركة النفط اليمنية من خلال بيانها الوحيد على حد علمي حتى الآن الصادر بتاريخ 22 مارس 2025م، بانها (ستقوم الشركة بموافات المواطنين بالنتائج والمستجدات حين جهوزها بكل شفافية ومصداقية).
واليوم ونحن منتظرين بعد مرور قرابة 15 يوما من بيان الشركة ووعدها بأظهار النتائج والمشكلة تتفاقم وتزداد أعداد الضحايا من وسائل النقل جراء البترول المغشوش، والتي لم تكلف نفسها كوزاره وشركة النفط لإيقاف بيع هذه المواد المغشوشة للحد من الكارثة التي تسببت بها دون رادع أو وازع من ضمير وكأن الأمر لايعنيهم.
ورأيي الشخصي بأن الأمر كان يتطلب لجنة محايدة باعتبار وزارة النفط وشركتها هم طرف وقد يمارس عليهم ضغوط لإخراج الموضوع (بصيغة ثلثين بثلث!!!!؟؟؟). ومع كل هذا أسمعونا ماتوصلتم إليه وبعدها لكل حدث حديث.
والأدهى من ذلك في بيان الشركة تحذير المواطنين من البترول المغشوش، وهي المسؤول الأول والأخير عن دخول هذه المواد وتوزيعها، وهي البوابة الرئيسية والوحيدة للتعامل مع أصحاب المحطات، وبالتالي توزيع المشتقات النفطية ومنها مادة البنزين المخالف لأدنى المواصفات التي لا تؤهله للتوزيع والبيع حتى في أدغال أفريقيا.
قليل من الحياء وعليكم أن تحترموا عقول اليمنيين حتى أقل شيء عند صياغة البيانات واطلاق التصريحات التي تستغفلون من خلالها معاناة اليمنيين التي تسببتم بها أنتم، وتأخير أعلان النتائج تضعكم أمام طائلة المسؤولية، وفي مواجهة مع كل مواطن تضرر جراء الاستهتار وعدم الشعور بحجم المشكلة، وأنتم تصرون على مواصلة تسويق المواد بثقة عجيبة من قبل من قاموا بهذا العمل وسهلوا بل وضغطوا ومازالوا لاستكمال الجريمة في حق الشعب اليمني حتى نفاذ الكمية الفاسدة، هذا إن كانت محدوده وأخر إنجازات وزارة النفط وشركتها المعنية بذلك.
وأقول لكم وأنا أحد المواطنين المتضررين من فعلتكم لن نترك هذا الموضوع حتى سماع نتائج وإجراءات مقنعة ومرضية في حق كل من تسبب بذلك أين كان..
ولن نحشر القيادة في هذه القضية فهناك عدوان غاشم على بلدنا، ولكن لنجعل أخر العلاج الكي والرجوع إليهم إذا أستمرت الشركة بالمماطلة وعدم التوضيح.
وندعوهم للاقتداء بأقدس مؤسسة في البلاد وهي المؤسسة العسكرية التي نسمع منهم وعبر ناطق الجيش شبه يومي وعدت مرات عن نتائج عمليات البطولة والشرف ضد قوى العدوان الأمريكي وأنتم وزارة وشركة نفط وفروع وووالخ ننتظر منكم نتائج فعلتكم غير المبررة على الإطلاق أكثر من 15 يوما لكننا نسمع جعجعة ولا نرى طحين كما يقال وكفى.
* عضو مجلس النواب
وقبل ذلك مواطن يمني
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا
للاشتراك في قناة موقع يمنات على الواتساب انقر هنا