مكاشفة وموقف تجاه ما حصل في ريمة

يمنات
القاضي أحمد الخبي
قرات منذ البارحة منشورات وتعليقات عدد من الاخوة متضمنة تساؤلات عن موقف الرفاق الاحرار من الفتنة المؤلمة بمحافظة ريمة، والتي انتهت بمأساة وآلام يصعب شفاؤها على المستوى القريب والبعيد.
تلك التساؤلات لماذا لم تقولوا قولكم ولم السكوت وما رأيكم..؟ ولست هنا معبرا عنهم ولا ناطقا بلسانهم ولكن للايضاح والبيان أقول: بأنا كنا خلال سنوات وعقب سيطرة الانصار على السلطة من منطلق وطني صرف، لا ولاء فيه لسواه بعد الله تعالى.
نتحدث عن القضايا ونكاشف السلطة بمكامن الخلل حريصين كل الحرص على حسن أدائها متجردين من اي مصالح شخصية أو فئوية أو مناطقية وادرك الشرفاء في السلطة صدق توجهاتنا ومواقفنا وخلوها من اي شائبة، والذين كان لنا معهم عدة اجتماعات لمعالجة تلك القضايا وتبين لهم صدق ما نتحدث عنه.
ولما تجلت الحقائق وحاصرنا الشر في مكمنه وغزوناه الى عقر داره وقطعنا نياط بغيه وإجرامه ضاق ذرعا بنا وهو المتضرر الوحيد من تلك المواقف وبدأ بشن حملة شعواء وانشاء مراكز متخصصة اعلامية لتشويه طهارة الموقف وبث الخوف بنفوس القائمين، الى خطر وجودي يلحقهم حتما من وراء قولنا لا للفساد وكشف حقيقة تغوله واستفراده بالشأن العام وحرفه مسار الاصلاح المنشود وبناء الدولة ومؤسساتها، ولم تكن قضية مما تناوله الرفاق تتم بلغة غامضة ومثيرة ومؤججة في عموم ما تم تناوله بل كانت لغة جامعة حريصة على الوحدة الوطنية صادقة في النصح.
أقول هذا وانا حاضر تلك الاجتماعات ومراقب عن قرب فكانت تطرح بوضوح القضية ويبدون الاستعداد التام لرفد أجهزة الدولة بالوثائق والادلة، لكن تلك القوى وقد أحست خطرا حقيقيا على مصالحها الملوثة وأجنداتها المشبوهة، والتي نقطع أن ارتباطا بجهات معادية لاشك موجود وحاضر لان عواقب أمرها خلق رأيا عاما ضد الانصار لمسناه بانفسنا ويلمسه كل مراقب حر شريف، وتتفاقم النقمة يوما بعد يوم عليهم فدفعت تلك القوى نحو تلويث كل صوت مخلص صادق كريم، ووجهت ضربات قاتلة لتلك الاصوات ولم تبق على اسلوب هابط لا يستقيم واخلاق الرجال في العداوة الا سلكته.
وليس غريب على عائب فعل المعايب والعيب من اهله لا ينقال عيب وحينئذ كان علينا لزاما أن نلزم الصمت وقد انتهكت سلامة البعض جسديا، ولم نسلم في شرف ولا عرض ولم يكن للشرفاء منا قدرة على المواصلة وقول كلمة الحق، فنأى كل واحد بنفسه دون قرار وتركنا الامر للسلطة تدبر امرها مع كل الدعاء لها بان يلهمها الله رشدها وياخذ بيدها لما فيه خير الوطن والمواطن.
وما دام الجميع يسال عن موقفنا في العام والخاص فموقفنا انا ما كنا نسمع عن مشاكل اثارها الشيخ صالح حنتوس بل ان محافظ المحافظة المعين من سلطة صنعاء كان قد اشاد به، وبتعاونه في البداية وهو ما يعني ان هولاء الذين ذكرتهم منحرفي السلوك هم سبب من اسباب حدوث الفتنة التي وصلت لقتل الشيخ صالح بسوء تصرفهم وعجرفاتهم، فنبرأ الى الله تعالى من كل داع لفتنة وفساد ونرفض قطعا رفع السلاح في مواجهة السلطات القائمة، فقد ثبت بالقطع انه يؤدي الى منكر أعظم ولا جدوى منه.
ونحمل دعاة الفتنة مسؤولية ما جرى بريمة ونترحم على الضحايا من الطرفين، ونؤكد مجددا أن العقلاء في السلطة لو كلفوا انفسهم دونا عن المزوبعين النزول والتصرف في القضية لحسموها دون اراقة الدماء، وكالعادة فان ما جرى يثبت انه لا يمكن لفرد يقاوم ساعة أن يكون بمستوى تضخيم دعاة الفتن ومشروعا يلفظ انفاسه بساعة يقطع بخلو اي مؤثر خارجي.
ولو افترض فان الدعوة بالحسنى واستعمال اجهزة العدالة كانت كفيلة للردع وصولا للغاية المرجوة بقطع دابر الفتنة، وتلك قرينة يستنبطها من له ذرة عقل.
وفي المقام فانا ننبه السلطة إلى ان قوى الفساد التي تتمادى في غيها وتجاهر بجرائمها كما بشحنات النفط الملوثة والمبيدات السامة والخروج على القانون هي أكثر قوة دافعة للناس للابتعاد عنكم وصرفهم من حولكم وتمثل بسلوكها المنحرف خطرا حقيقيا على سلطتكم أكثر من الف حنتوس، ولا يملك أن يفعل لو جلس الف عام بقدر ما تفعله هي في موقف او تصرف مخالف يورث صورة سوداوية عنكم فانتبهوا لمن حولكم.
ودعوتنا لكم معالجة القضية وجبر الضرر ومحاسبة المتسببين ايا كانوا وبشفافية والتزام النظام في اي حادث مماثل مستقبلا واحالته للجهات العدلية للتصرف والبت فيه رفعا لاي خلاف بخصوص ما يتم.
ختاما فانا ندعو كافة سلطات الواقع الى طرح السلاح جانبا والشروع في حوار جاد تحت سقف مبادئ وطنية كفيلة بحفظ حق الجميع في المشاركة في الحكم وحفظ حق المواطن السياسي في اختيار حكامه واقامة دولة مدنية عادلة تتجلى في صورة ما قدمه الشهيد أحمد شرف الدين برؤيته لمؤتمر الحوار فليس بعد طرحه طرح أعدل وأشمل وأكمل واتم واوفى لاقامة حكم رشيد والتي تجسد مرامي الشرع الحنيف وعلمانية الدولة أو عدم استعمال الدين لاغراض سياسية.
وفي هذا المقام ندعوهم جميعا لفك الارتباط بالخارج وخصوصا الاطراف المنبطحة في جنوب الوطن ووسطه وقد رأيتم راي العيان كيف عرككم الاجنبي عرك الرحى وأعجزكم حتى عن التصرف في اموركم الخاصة وافقدكم كرامتكم الادمية على أرضكم ونحن حذرناكم من البداية أن الاجندات الخارجية لا تحمل خيرا لليمن ولكنكم كابرتم بالبداية ثم هويتم تبعا لمصالح شخصية وماتت القضية الوطنية تماما في وجدانكم.
وقد لمست هذا عن قرب بانكم أحياء أموات والسلام همكم ماكلكم ومشربكم ومسكنكم في الخارج وعلى مستوى قضايا بسيطة لا يتكلف احد منكم معالجتها وأقصى ما تردون به على من راجعكم في الخارج ما معك هنا ارجع بلادك واسالوا بحاح كيف يعالج قضايا الجالية بالقاهرة وهو نموذج لمزعوم سلطة لا وجود لها الا في مخيلتكم واوهامكم تكذبون على انفسكم بها لا غير.
وحديثي ودعوتي هنا شخصية محضة من باب ابراء الذمة والله مطلع على السرائر فمن نكث فانما ينكث على نفسه.
وقى الله الوطن شر كل ذي شر وكفاه الفتن ما ظهر منها وما بطن ورحم الله كل شهداء الوطن والمقاومة وثبت اقدام المجاهدين على ارض فلسطين وأشركنا في جهادهم بالنفس والمال بفضل الصلاة على محمد وآله.