ضباط أمريكيون في غرف القيادة الإسرائيلية لمتابعة العمليات ضد لبنان.. وتنسيق ميداني متقدم بين واشنطن وتل أبيب

يمنات
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود ضباط أمريكيين داخل غرف القيادة الإسرائيلية لمتابعة العمليات العسكرية الجارية ضد أهداف في لبنان، في مؤشر على مستوى غير مسبوق من التنسيق الميداني بين واشنطن وتل أبيب.
وأفادت القناة الإسرائيلية العامة “كان” أن ضباطاً أمريكيين يتواجدون حالياً في مقر القيادة الشمالية بمدينة صفد، حيث يشاركون في مراقبة وتنسيق العمليات التي تستهدف مواقع يُشتبه بارتباطها بـ*“حزب الله”*.
وأضافت القناة أن كل عملية إسرائيلية في لبنان تُنفّذ بعد مشاورات وثيقة مع الجانب الأمريكي، في وقت تشهد فيه جبهة الشمال غارات شبه يومية داخل الأراضي اللبنانية، مقابل وقف هش لإطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت القناة عن مراسلها العسكري أن التنسيق بين الجانبين يشمل آلية مشتركة لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار وتقييم التطورات الميدانية، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته رغم غياب أي تقدم على صعيد نزع سلاح “حزب الله”.
من جانبها، ذكرت مصادر دبلوماسية أنه لا يُتوقع حدوث أي تغيير في الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية تجاه لبنان، حيث تستمر الغارات والعمليات الأمنية دون تعديل في آلية المتابعة الدولية.
وفي السياق ذاته، كشفت التقارير الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أجرى الأسبوع الماضي مناورة عسكرية واسعة في المنطقة الشمالية، حاكت مواجهة محتملة مع “حزب الله”، ركّزت على عنصر المفاجأة والاستعداد الميداني.
يونيفيل تبدأ استعدادات الانسحاب التدريجي
وفي تطور موازٍ، أعلنت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بدء التحضير لتسليم مهامها تدريجياً إلى الجيش اللبناني، تمهيداً لانتهاء ولايتها بحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2026، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي.
وقالت المتحدثة باسم يونيفيل، كانديس آرديل، خلال احتفال في الناقورة بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، إن أبرز التحديات التي تواجه البعثة تتمثل في تقليص ميزانية الأمم المتحدة بنسبة 15%، ما سينعكس على حجم قوات حفظ السلام في مختلف مناطق انتشارها.
وأضافت آرديل أن البعثة تعمل على وضع خطة لإعادة جزء من جنودها إلى بلدانهم خلال الأشهر المقبلة، تماشياً مع خفض الميزانية، مؤكدة أن العملية لم تبدأ بعد ولكنها في مراحل التحضير.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وكان يفترض أن يكتمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها جنوبي لبنان بحلول 26 يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن تل أبيب لم تلتزم بالموعد وأبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية، مبررة ذلك بـ”ضمان أمن مستوطنات الشمال”، فيما يؤكد لبنان رفضه القاطع لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية ويطالب بوقفها الفوري.