أهم الأخبارالعرض في الرئيسةفضاء حر

الحاكم الفعلي لليمن

يمنات

جلال أحمد الشيباني

الكتابة في بلد كاليمن وعنه عمل شاق ومضني ، فكلما نضجت فكرة معينة في رأسك تأتي اخرى أقوى منها لتزيحها وتحل بديلا عنها ومنها تتشتت الأفكار مثلما هو الوضع العام للحياة بمجملها، فترة الهدوء والاسترخاء تجبرنا على التأمل في حياة الناس وتفاصيلها اليومية والكتابة عنها بروح المسئولية بعيدا عن رغباتنا الشخصية التي تجبرنا في كثير من الأحيان على تجاوز الكتابة على أصل ومنبع المشكلة التي نعيشها والدوران في تفاصيل أخرى لا تخدم تشخيص جذورها وتفرعاتها وتأثيراتها في حياة الناس فثمة وضع مقلوب يحتاج الى تعديل وتصحيح وتصويب اولا وبعدها يمكن الحديث عن كل شئ يخص الوضع العام في بلد متعبة كاليمن.

في تقديري إن من يحكم اليمن شئ أخر غير الساسة الفاسدين الذين يعتبرون من مخرجاته السيئة والذي يدير كل هذه الفوضى هو شئ واحد لاغير..!!

هو منبع الفساد وأصل الفوضى وروح الإستهتار وهو مصدر الفقر ومصدر جميع الأمراض التي تنهش أبناء هذا البلد وتعيق تفكيره وتحبس كل طاقاته الكامنة.

هو عادة سيئة تجذرت في حياة اليمنيين ، هي من تصيغ تقاليدهم وثقافتهم ويدور حولها كل شئ يتعلق بالحياة اليومية ، وأصبحت هي القاعدة الرئيسية التي تدير عجلة الحياة وتحدد اولوياتها ومستقبلها وماعداها يعتبر شواذ وهنا تكمن المشكلة والخطر ، هو في حياة اليمنيين دينهم وديدنهم ويشكلون حياتهم وعباداتهم وأعمالهم وفقا لمقتضياته وقوانينه التي يفرضها على الجميع دون رحمة وبلا شفقة.

في الثقافة يرتب المثقفون إنتاجهم تحت تأثيره ووفقا لقواعده وتحت سلطته ، وفي الفن ينظم الشعراء قصائدهم والفنانون أغانيهم من أجله وتحت سلطته وقواعده الصارمة، وفي البناء يتفنن اليمنيون في البناء والتفصيلات المعمارية من اجله ووفق القواعد التي يفرضها عليهم ، وفي التجارة يتعلم التجار قواعد الزيف والخداع ويعقدون الصفقات وفقا لمزاجه ونوعه ، انه يفرض عليهم حتى طريقة لبسهم ونوع ملابسهم التي يرتدونها ، ولا أبالغ لو جزمت أنه يتحكم في تحديد أكلاتهم ونوعها وطريقة تناولها ووقتها ، هو من يحدد أسلوب وطريقة افراحهم واحزانهم وحتى طريقة وأسلوب حديثهم ، انه يصيغ كل معالم حياتهم ويتحكم بهم وفق مشيئته وقدرته التي ليس عليها سلطان ولا يحكمها اي قانون من قوانين الأرض ، ويصيبهم بالشحوب والأصفرار ، و يحكم حتى حياتهم الجنسية ، فيه وبه ينتهك الوقت والمال وتستباح الأرض ويهدر الماء ، وتنتهك به القواعد التي تنظم حياة الناس من شعوب هذا العالم الفسيح.

إنه يعيد اليمنيين إلى ماقبل التاريخ ويعيشهم في صندوق مغلق الإحكام ، ويجعل منهم اضحوكة ومسخرة أمام شعوب العالم أجمع.

يعتقد اليمني إن عادة مضغ القات هي أكسير الحياة بالنسبة له ويمتشق كل اسلحته للدفاع عنها ، ومنها يعيش في صندوق مغلق خارج منطق التاريخ ..
فمن أجل القات يذهب الشباب إلى جبهات الحروب ويقتلون من أجل تخزبنة يومية لاتتجاوز قيمتها خمسة دولارات ومن أجله تنتهك قواعد العمل ووقته وهو من يرتب مواعيد النوم ووقت العمل واوقات الراحة والمقيل وكافة العلاقات الإجتماعية.

في دواوين القات تنتهك قواعد النظافة وتنسف قواعد الإتصال والتواصل المتعارف عليها بين بني البشر في كل انحاء الكرة الأرضية.

الآن وفي هذه الظروف العصيبة من حياة اليمنيين تسيطر عادة مضغ القات على اكثر من 90% من شرائحه متضمنه النساء والاطفال.

حياة اليمنيين صندوق مغلق بفعل هذه النبتة التي اصابت اليمن واليمنيين في مقتل.

انه القات!!!!
فعلا القات هو الحاكم الفعلي في اليمن. 

زر الذهاب إلى الأعلى