أرشيف

هيئة مكافحة الفساد تدعو الإعلام والمجتمع المدني إلى شراكة تكافح الفساد وتعزز الشفافية وسيادة القانون

أكد عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد رئيس قطاع الإعلام ياسين عبده سعيد أن الفساد آفة مدمرة للحاضر والمستقبل وأنه سلوك ضد القيم وضد التنمية المستدامة مشيرا في هذا الجانب إلى وقوف الإرادة السياسية بقيادة رئيس الجمهورية ضد هذه الآفة منذ وقت مبكر من خلال إنشاء الهيئة وتوفير سبل عملها لمكافحة الفساد ووقاية المجتمع من مخاطره.

وفي افتتاحه صباح اليوم ورشة العمل التدريبية في الصحافة الاستقصائية للإعلام المقروء والمسموع في العاصمة صنعاء أكد ياسين عبده سعيد أن الإعلام بمختلف اتجاهاته شريك أساسي للهيئة في مكافحة الفساد، داعيا إلى تجسيد هذه الشراكة من خلال بناء عمل وسائل الإعلام على المعلومة الدقيقة وعلى الحقائق وليس وفقا للتعامل بصورة شخصية، قائلا إن الشخصنة تعمق المشاكل ولا تعالج الاختلالات.

وتمنى رئيس قطاع الإعلام بهيئة مكافحة الفساد أن تكون هذه الدورة التي تستهدف الإعلاميين بداية جادة للتعامل مع قضايا الفساد بشكل مهني يعتمد على المعلومات والحقائق ويستهدف إصلاح السياسات و الاختلالات.

وقال ياسين عبده سعيد إن هيئة مكافحة الفساد تحرص على ان تعمل الصحافة بمهنية تساعد على خلق مناخ صحي لحوار يعزز الديمقراطية والشفافية وسيادة القانون.

وأوضح رئيس قطاع الإعلام أن الصحافة تؤثر على المجتمع وتصنع الرأي العام، داعيا إياها إلى دور يقوم على الحقائق، مؤكدا سعي الهيئة الى حرية الحصول المعلومات باعتبار أن المعلومة الصادقة هي التي ستكافح الفساد.

وقال ياسين عبده سعيد إن الصحافة مهنة المتاعب ونحن ندرك المخاطر التي يتعرض لها الصحفي، معلنا عن استعداد الهيئة عبر قطاع الإعلام الذي يرأسه للتعاون من اجل تحقيق الهدف المشترك وهو مكافحة الفساد والوقاية منه ودرء مخاطره.

وعبر رئيس قطاع الإعلام بهيئة مكافحة الفساد عن شكره لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) الذي دعم هذه الدورة، كما اكد حرص الهيئة على استمرار التعاون مع البرنامج ومع الإعلام والمجتمع المدني في سبيل مكافحة الفساد.

ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (سيلفاراما شندرن) قال إن ورشة العمل التدريبية في الصحافة الاستقصائية للإعلام المقروء والمسموع تمثل المكون الأول من مشروع دعم الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في مناصرة الشفافية الذي ينفذ بالتعاون مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ووزارة التخطيط ومنتدى الإعلاميات اليمنيات، لافتا إلى أن هذا المشروع ينفذ ليفي برنامج الأمم المتحدة بدوره تجاه اليمن من حيث تنمية قدرات وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني.

وقال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن اليمن تتمتع بصحافة حرة إلى قدر لابأس به وتعنى بقضايا واسعة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،مشيرا إلى عدم دقة بعض المقالات التي قال إن طابع الإثارة يغلب عليها كغيرها من الدول الأخرى.

وأعرب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن أمله في أن تعمل الدورة التي تستهدف الإعلاميين على تغيير هذا الوضع، مؤكدا على حرص البرنامج على التواصل مع المتدربين من الإعلاميين ومع منتدى الإعلاميات لتبادل الخبرات.

من جانبها أشارت رئيسة منتدى الإعلاميات اليمنيات رحمة حجيرة إلى أن الدورة تهدف إلى تعزيز وجود صحافة حرة مهنية تعمل على مكافحة الفساد.

واعتبرت حجيرة وجود هيئة مكافحة الفساد آلية جديدة لمكافحة الفساد،داعية الإعلام والمجتمع المدني إلى مساندة الهيئة وتقويتها لأداء دورها الكامل في مكافحة الفساد.

و يتلقى 20 إعلاميا من مختلف وسائل الإعلام في المحافظات اليمنية مهارات خلال خمسة أيام في مجال الصحافة الاستقصائية يتعرفون خلالها على المعايير الأخلاقية في الصحافة الاستقصائية وعن معوقات الصحافة وحدود حرية الإعلامي وكيفية تفحص التقرير والأرقام في التحقيقات كما سيتلقى المشاركون تدريبات عملية عن كيفية تنفيذ تحقيقات صحفية وإجراء مقابلات صحفية وكيفية استخدام التقنيات الحديثة لاستقصاء المعلومات.

إلى ذلك أكدت نائبة رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد( الدكتورة بلقيس أبو أصبع) على جدية الهيئة في محاربة الفساد، وعزمهما على تعزيز وتجذير مفاهيم حقيقية لمكافحة الفساد، لافتة إلى سعي الهيئة إلى إعداد إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، بدأت بمناقشة مسودتها الأولى.

وفي كلمة لها في إفتتاح أعمال ندوة مكافحة الفساد وأثره على التنمية والاستثمار التي نظمها المركز اليمني للتوثيق والتحكيم بالتعاون مع مكتب التعاون الفني الالماني اليوم بصنعاء وصفت أبو اصبع قانون هيئة مكافحة الفساد بـ" المتقدم"، مشيرة إلى وجود بعض التعارض مع قوانين أخرى، قالت إنها الهيئة تعكف على دراستها وإجراء بعض التعديلات عليها لحل ذلك التعارض ، والتي من أهمها قانون العقوبات.

وعولت نائبة رئيس الهيئة على الشراكة مع المؤسسات الرسمية ذات العلاقة ومع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في مكافحة الفساد واستئصال شأفته، مؤكدة على وجود توجه حقيقي وإرادة سياسية حقيقية تقف وراء المكافحة، موضحة عن عدد القضايا التي وصلت إلى الهيئة العليا لمكافحة الفساد حتى نهاية العام المنصرم 2008م والمحدد بـ(305) قضية موزعة بين شكوى وبلاغات، مشيرة في هذا السياق إلى وجود 200قضية لا تندرج ضمن اختصاص الهيئة ، و5 قضايا فقط هي التي أحالتها إلى النيابة العامة، في حين لاتزال بقية البلاغات قيد الدراسة إضافة إلى إعلانها عن إنجاز عدد من القضايا في مجال المزايدات والمناقصات.

وأوضحت إن الهيئة تلقت(7804) بلاغات إقرار بالذمة المالية على مراحل مختلفة، مشيرة إلى المقومات التي ساعدت هيئة مكافحة الفساد في النجاح في مهامها، والتي منها، الإستقلالية المالية والإدارية للهيئة والتي مكنتها من اتخاذ قرارات مهمة، وتوافر الإرادة السياسية بشكل كبير جد، وبناء التحالفات وتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني ووسائل الإعلام.

وقالت أن الفساد بات يمثل تحدياً كبيراً في أثاره السلبية ولما يترتب عليه من مضار كبير في عملية التنمية مشيرة إلى أن الفساد أصبح يمثل مشكلة عابرة للحدود وتعاني منه جميع بلدان العالم دون استثناء منوهة إلى أن ذلك قد جعل المجتمع الدولي اليوم يدرك ضرورة أيجاد أليه للتعاون لمواجهة قضية الفساد ومكافحته

  قال إسماعيل الوزير عضو مجلس النواب أن الحكومة اليمنية تعترف وبشجاعة بوجود مشكلة الفساد وهو ما يمثل خطوة أولى ومهة في مواجهة تحديات قضايا الفساد ويمثل خطوة نوعية على طريق أيجاد الحلول الناجحة في عملية مكافحة الفساد في بلادنا .

وأضاف الوزير : أن مكافحة الفساد مسئولية جماعية يجب أن يسهم بها الجميع دون أستثناء داعياً كافة وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها الرسمي والحزبي والمستقل والأهلي إلى ضرورة تبني قضية مكافحة الفساد والتوعية بأهمية محاربة آفة الفساد بكل أشكاله وأنواعه.

زر الذهاب إلى الأعلى