أرشيف

مهرجان امانة العاصمة يندد بالغلاء والفساد وأعمال القمع في المحافظات الجنوبية

بدعوة من أحزاب اللقاء المشترك، احتشد مئات الآلاف في العاصمة والمحافظات تنديدا بسياسات الإفقار والتجويع التي استمرأتها الحكومة خلال السنوات الأخيرة.وأكدت أحزاب المشترك في إعتصاماتها اليوم على أهمية الحوار الوطني الشامل لمعالجة كل القضايا والمشكلات والأزمات التي تعاني منها البلاد.داعية من تبقى من عقلاء السلطة لتحمل مسؤليتهم التاريخية والعمل جنباً إلى جنب مع أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني وكل القوى السياسية الخيرة والشخصيات الاجتماعية لإيقاف هذا التدهور المفجع في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.وفي المهرجان الجماهيري الذي أقيم في ملعب الظرافي بأمانة العاصمة، قال محمد سالم باسندوة – رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني – إن الفعالية الجماهيرية التي أقيمت صباح اليوم في العاصمة صنعاء تأتي ضمن برنامج تصعيدي لوسائل النضال السلمي وأتت لتفعيل الاحتجاجات والاعتصامات المنددة بالسياسات القمعية للسلطة، من أجل تحقيق التغيير المنشود على مستوى الساحة الوطنية.وجدد باسندوة تضامن أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني مع الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وما يلاقونه من عنف وقصف لمنازل المواطنين بالأسلحة الثقيلة دون مراعاة لساكنيها من النساء والأطفال.وطالب رئيس تحضيرية الحوار الوطني السلطة برفع الحصار عن المدن في المحافظات الجنوبية، داعيا عناصر الحراك السلمي إلى توخي الحذر من العناصر المندسة التي تقوم برزع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وأن ما يجب أن يعيه المواطنين في أرجاء الوطن أن السلطة هي سبب المعاناة وتفاقم الحياة المعيشية الصعبة وعدم استقرار الأمن. وأشار باسندوة إلى أن المعاناة لم تستثن أحد، معلنا باسم أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني التضامن مع أساتذة جامعة صنعاء والجامعات اليمنية في بقية المحافظات، داعيا في السياق ذاته السلطة إلى تلبية المطالب العادلة لأعضاء هيئة التدريس.وأشار إلى ما يعانيه المعلمين في مدارس الجمهورية وتجاهل السلطة لمطالبهم في تطبيق قانون الأجور وتحسين أوضاعهم المعيشية، مطالبا في السياق ذاته التجاوب مع مطالب اتحاد عمال اليمن في رفع المرتبات.وحذر باسندوة السلطة من مغبة التمادي في سياساتها الفاشلة، داعيا المواطنين وكل الغيورين على الوطن من أجل العمل على التغيير الجذري بشكل سريع قبل أن تحل الكارثة.وقال: نخشى على مستقبل الأجيال القادمة في ظل استمرار معاناة السواد الأعظم من أبناء الشعب وسط تجاهل واضح من قبل السلطة التي عجزت عن توفير مادة الغاز للمواطنين وإصلاح شبكة الكهرباء التي أضحت غيابه عن غالبية اليمنيين في كثير من الأوقات.وحمل باسندوة السلطة تدهور قيمة الريالة اليمني حيث نتج عنه تدني القيمة الشرائية لمرتبات المواطنين 15% كما أثرت تأثيرا مباشرا على نسبة كبيرة جدا من المواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود، معتبر قرار السلطة برفع التعرفة الجمركية لـ (71) سلعة ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني تهوراً من قبل السلطة.واستبعد باسندوة تحسين أوضاع المواطنين المعيشية والحياتية في ظل السلطة الحالية، وجدد مطالبة أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني برفع الرواتب لمواجهة تكاليف الحياة المعيشية.وأكد بأن الأزمات التي تعصف بالبلاد كفيلة بأن تعطي السلطة أكبر جائزة للفساد والإفساد، مشيرا إلى أن الخروج من النفق المظلم اليوم لا يمكن إلا أن يكون بالحوار الوطني الذي لا يستثنى منه أحد وأن هذا ما تسعى إله لجنة الحوار الوطني، داعيا في السياق ذاته السلطة إلى الكف عن استغلال المال العام لشراء الذمم بدلا عن بناء المشاريع والخدمات الضرورية للمواطنين. نفق مظلم ومصير مجهولوأكد البلاغ الصحفي الصادر عن إعتصام المشترك في الأمانة العاصمة بأن الإجراءات الاقتصادية والمالية والنقدية التي انتهجتها هذه السلطة وأجهزتها الفاسدة لصالح حفنة متخمة من المتنفذين الطفيليين عبر الجرع السعرية المتتالية، والتصاعد المستمر لأسعار المواد الغذائية بالضرورية، أدى إلى تدهور مريع للأوضاع المعيشية والاقتصادية لمختلف فئات الشعب وشرائحه وأنذر بمجاعة ستطال معظم أبناء الشعب، مؤكدا بأن الاستمرار المتسارع للأزمة الخانقة التي تعيشها بلانا والتي طالت الجميع جراء الممارسات الخاطئة لسلطة الفساد والاستبداد والتي أوصلت البلاد إلى مآلات كارثية وأدخلتها في نفق مظلم ومصير مجهول.وقال: لقد زاد من تفاقم هذه الأوضاع الصعبة استمرار التدهور المخيف لسعر العملة الوطنية مقابل الدولار والعملات الأجنبية والذي جعل المشهد الاقتصادي يؤكد وجود سياسات تجويعية وإفقارية ممنهجة تقوم بها هذه السلطة، والتي كان آخرها فرض رسوم إضافية تصل نسبتها إلى 15% على (71) سعلة أغلبها سلع غذائية استهلاكية ضرورة للغالبية العظمى من المواطنين، في الوقت الذي تنفق فيه هذه السلطة ثروات البلاد لتمويل صفقات الفساد والحروب العبثية والصراعات الدموية التي تثيرها لتصفية حساباتها مع خصومها.وأكد المعتصمون بأن هذه الأزمة الوطنية المركبة بأبعادها السياسية والاقتصادية في تفاقم مستمر، مقللا من خطابات السلطة التي تؤكد دائما في خطابها السياسي والإعلامي أن البلد في رخاء "وكأنها تحكم بلدا غير بلدنا المنكوب بهذه السلطة الفاسدة التي لم تكتف بتقاعسها عن القيام بواجباتها الدستورية والقانونية والدينية والأخلاقية في معالجة تلك الأزمات والمشاكل بل أنها استهجنت وسخرت من مطالب الشعب في العيش الكريم وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية والمواطنة المتساوية والعدالة وصون الحقوق والحريات". واتهم مهرجان المشترك الجماهيري في أمانة العاصمة السلطة بعسكرة الحياة المدنية والاحتجاجات السلمية، ومطاردة الناشطين السياسيين والحقوقيين والصحفيين، وممارسة الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري خارج إطار القانون، متهما إياها بنهب وتبديد ثروات البلاد وأنفقتها على أزلامها ومحاسبيها وشراء الذمم والولاءات حتى اتسعت رقعة الظلم في جميع أنحاء البلاد وخاصة في المحافظات الجنوبية، وتنامت ثقافة الكراهية في أوساط المجتمع وتفككت عرى النسيج الاجتماعي والوحدة والوطنية وصارت الوحدة اليمنية مهددة بالانهيار لا سمح الله".مؤكدا بأن المشاكل والأزمات التي تعصف بوطننا الحبيب تدل دلالة واضحة على أن هذه السلطة لم تعد قادرة على إدارة شؤون البلاد وأنها ماضية بها نحو الكارثة، داعيا الجميع للوقوف صفا واحدا والالتفاف حول مشروع رؤية الإنقاذ الوطني التي شخصت مظاهر أزماتنا ووضعت لها الحلول والمعالجات الحقيقية وحددت النضال السلمي الديمقراطي الذي كفله الدستور والقانون سبيلنا نحو التغيير.وطالب مهرجان مشترك العاصمة السلطة بالشروع في خطوات عاجلة وصادقة لمعالجة كل القضايا والمشكلات والأزمات التي تعاني منها البلاد. مطالبا في السياق ذاته بوقف كافة الانتهاكات القمعية اليومية للناشطين السياسيين والحقوقيين والحراك السلمي في المحافظات الجنوبية، ورفع المظاهر العسكرية الاستثنائية وحالة الطوارئ غير المعلنة وإيقاف الحصار العسكري المضروب على العديد من مدن وقرى وطرقات محافظتي الضالع ولحج، ووقف الإجراءات العسكرية والأمنية التعسفية ضد المواطنين وإطلاق جميع المعتقلين والمخفيين قسريا على ذمة الحراك السلمي وحرب صعدة.وطالب مشترك العاصمة في بلاغ صحفي صادر عن الإعتصام الجماهيري اليوم السلطة الوفاء بالتزاماتها ووعودها المعلنة للشعب بالقضاء على الفقر والبطالة والأمية ومكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين وتحسين مستوى الحياة المعيشية للناس وإيقاف الجرع السعرية القاتلة وحل مشاكل الكهرباء والماء والغاز والتعليم والصحة ورفع الأجور والمرتبات لكافة موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، مؤكدا في السياق ذاته على ضرورة إيقاف أي تعديل دستوري يعزز من سلطة الفرد والاستبداد أو ينقض من الحقوق والحريات أو يلتف على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة. ودعا المعتصمون إلى الاهتمام بشريحة الشباب باعتبارهم حاضر اليمن ومستقبله وتوفير فرص العمل للخريجين وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية، مطالبين باحترام وتنفيذ مطالب هيئة التدريس في الجامعات اليمنية وتمكينهم من التعبير عن آرائهم التي كلفها الدستور والقانون.وطالب البلاغ الصحفي الصادر عن المهرجان بحوار وطني شامل وصادق مع كل الأطراف المعنية في داخل وخارج البلاد، ومناقشة كل قضايا ومشاكل البلاد بشفافية وصدق للخروج بحلول وطنية شاملة ودائمة، مباركاً في السياق ذاته خطوة التوقيع على محضر بين اللجنة التحضيرية للحوار الوطني والحوثيين "وهي خطوة تؤكد مضامين مشروع الإنقاذ الوطني".وحيى المعتصمون النضالات السلمية الديمقراطية لكافة جماهير الشعب اليمني العظيم، مقدرين عاليا تضحياتهم الجسورة دفاعا عن الديمقراطية وانتصارا للحقوق والحريات، شاكرين الجماهير التي جاءت من مختلف مديريات محافظة صنعاء وأمانة العاصمة وحضرت هذا المهرجان السلمي الديمقراطي للتعبير عن غضبها تجاه ما قامت به السلطة مؤخرا من جرعة سعرية أدت لتدهور العملة اليمنية وارتفاع كل المواد الغذائية، داعية كافة أبناء الشعب لمواصلة النضال السلمي حتى تتحقق كل مطالبنا وحقوقنا.نتائج كارثية لسياسات السلطةأكدت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة صنعاء على أهمية الحوار الوطني الشامل الجاد والمسئول وفقا لما ورد في مشروع رؤية الإنقاذ الوطني وطرح كافة القضايا على الحوار وقبل فوات الأوان.ودعا علي سيف النعيمي ـ رئيس مشترك محافظة صنعاء ـ الشعب اليمني في جميع المحافظات للتصدي للسياسات الفاشلة التي انتهجتها السلطة والتي أدت وستؤدي إلى ازدياد الفقر والجوع والإذلال وذلك بكل وسائل الاحتياجات السلمية.كما دعا إلى الالتزام بواجباتها ووعودها بالقضاء على الفقر والبطالة والأمية ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين تحسين مستوى الحياة المعيشية للناس وإيقاف الجرع السعرية القاتلة وحل مشاكل الكهرباء والماء والغاز والتعليم والصحة التي أصبحت مسميات فارغة عن معانيها ورفع الأجور والمرتبات لجميع الموظفين،والوقف الفوري للسياسات التي تنتهجها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في محافظات الجمهورية وخصوصا محافظة الضالع التي فرضت حالة الطوارئ وأصبحت بعض مدارسها ومنازلها ثكنات عسكرية، و إخلاء المدن من المعسكرات. وطالب النعيمي في كلمته التي ألقاها أمام ألاف المعتصمين في ميدان الظرافي بأمانة العاصمة السلطة بسرعة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والصحفيين وأصحاب الرأي من سجون السلطة في جميع المحافظات وإلغاء محاكم التفتيش "محاكم أمن الدولة الاستثنائية" ما تسمى المحكمة الجزائية المتخصصة ومحكمة الصحافة والمطبوعات وإلغاء ما صدر عنها من أحكام.ودان كل الممارسات التي تنتهجها السلطة والتي من شأنها تؤدي إلى بث روح الكراهية بين أفراد المجتمع والتي لاشك بأن نتائجها ستكون كارثية على المجتمع إذا استمرت السلطة في هذه الممارسات.

زر الذهاب إلى الأعلى