ادفع مئه تسمع أغنية
مواطن بلا وطن ..
لأنه من اليمن
تباع جنسيته ..
وتشترى بلا ثمن
يبكي إذا سألتــه..
من أين أنت؟ أنت من؟
(البردوني)
هذا هو المواطن أولاً والفنان أولاً وآخراً رشيد الحريبي، لم تحرك أغانيه لواعج وطن همش أبناؤه وهشم مثقفيه عامداً.. فها هو صاحب أكثر الأغاني وطنية "يا وطني يا يمن" لم يشفع له مشواره الطويل منذ أربعة عقود ليخرج إلى الشارع شاهراً (عوده) آلته الموسيقية التقليدية، عارضاً أغانيه لعشاقه بالمزاد (ادفع مائة تسمع أغنية) ليسد رمقه من أجل البقاء وليس الحياة، وقد هده مرض السكر الذي يحمله مع عوده (جوالاً) في غربة الإهمال المقصود في وطن تنمّر جهلته وانقاد مثقفيه لساسته وانحنوا أمام الجوع صاغرين.. مغامرة الحريبي إلى وزارة الثقافة محفوفة بالمنغصات، فناهبو خيرات الوطن وثرواته لم يتناسوا المبلغ الضئيل المخصص في ميزانية الثقافة سنوياً كإعانة للمبدعين 5 ملايين فقط، التفوا عليها بأساليب وألاعيب مختلفة وأصبحت في جيوب حمران العيون بدلاً من بطولة المبدعين.. ما يحصل عليه رشيد (فتات) لا يأتي إلا بشق الأنفس ضمن هذه الإعانات. وقد تنكر له الأشاوس حد إسقاط أغانيه الخالدة من البث في وسائل الإعلام ليظل وصمة تنكر في جبين الجهات المهنية.