أرشيف

طرقت باب الحب .. ففتح لها باب الرذيلة

هل نتغاضى عن فتح هذا الملف .. أم نتحلى بالواقعية ونقتحم المتنزهات لنضبط أسباب المعاناة والهموم والكآبة عند الفتيات؟!. من حسن الحظ أننا لا نملك حق الضبط القضائي، وليس أمامنا سوى أن نراقب من بين فتحات الباب لنتعرف على الأسباب التي دفعت بالفتيات لارتياد هذه الأماكن؟.. وما الذي جعلهن يدخن الشيشة بتلك الطريقة الشرهة؟!.. باختصار كان البحث عن الإجابة أصعب من البحث عن قطة سوداء في حجرة مظلمة، وكانت النتيجة التي توصلنا إليها بمثابة صفعة تطال مجتمعنا اليمني، فإلى ما توصلنا إليه:

> كتب / محمد المعافري

فتاة مُثيرة للجدل!

فتاة مثيرة للجدل والدهشة معاً، تمتلك الموهبة، مع قدر لا بأس به من العلم، والإحساس بالحب، وحلاوة الصوت، وذكاء متقد، وجمال آخاذ، وعينان زرقاوان تشعان بريقاً، ولكنهما تخفيان قدراً كبيراً من الضغينة والرغبة في الانتقام ..

لا أعلم لماذا فجأة قررت التعرف على هذه الفتاة، التي صادفتها في إحدى المتنزهات في العاصمة صنعاء، شدني فضولي الصحفي للجلوس معها على نفس الطاولة.

(تهاني) عمرها عشرون عاماً.. كانت غارقة في التفكير.. سارحة في شيء ما يقلقها.. وكأنها كهل تعدى منتصف العمر يفكر بأن عزرائيل يحوم فوق رأسه ليقبض روحه.

بداية استأذنتها للجلوس، لم ترد مباشرة، ولكن بعد برهة من الزمن أجابت بالموافقة، ودخان الشيشة يتصاعد من فمها وأنفها بكثافة، كمصفاة نفط.

نظرت نحوي نظرة ذات معنى، وسألت: من أنت؟! وماذا تريد؟!.. قلت أريد التعرف عليك والاستماع إليك.. وبعد تردد.. وعلى مضض.. أجابت بالموافقة.

المهم.. جعلتها طوال الدردشة معها تقتنع بصدق رغبتي، الأمر الذي عمق إحساسها بالأمان والرغبة في البوح لي بمكنوناتها.. دون مطاردتها بالأسئلة أو التشكيك في مصداقيتي .. وبامتداد الثقة بيننا قلت لها في هذه الحالة أنصحك بقول الصراحة وبشكل مباشر.. وبدأنا التفاصيل:

(تهاني) في نهاية العقد الثاني من العمر.. ترتيبها الثالث بين أشقائها الخمسة.. وهم ثلاثة أولاد وفتاتان.. تنتمي لأحدى القرى الريفية لمحافظة شبوة. منذ سن الرابعة عشرة وهي تحلم بالزواج والارتباط بابن الجيران.. شاب وسيم الطلعة.. حسن الأخلاق.. من أسرة ثريّة تسكن فيلا راقية، في إحدى أحياء عدن، حيث تسكن تهاني وعائلتها.. كانت أسرة (تهاني) ميسورة الحال، مقارنة بآلاف الأسر اليمنية التي تعاني العوز والفقر. والدها تاجر يمتلك عددا من المحال التجارية (البقالات).. ويملك منزلاً متوسط الحال.. يعيش فيه مع والديه وزوجته وأولا?ه.. وكان ينفق على أسرته بسخاء.

قصة حب.. انتهت بكارثة

عندما بلغت (تهاني) سن السادسة عشرة.. وكانت ٍ تدرس في المرحلة الثانوية (الأول الثانوي).. صارحت ابن الجيران (رامز) وبدون أي تردد بحبها، وأمانيها بالارتباط والزواج به.

المشكلة بدأت في حياة (تهاني).. عندما عبر لها (رامز) الذي كان يكبرها بثلاثة أعوام، عن حبه واستعداده الزواج منها.

وقتئذ جمعت بينهما قصة حب عنيفة.. دامت نحو ثلاثة أعوام، ولكنها انتهت بكارثة، لم تكن (تهاني) تتوقعها على الإطلاق.

عن الفترة الرومانسية.. ومواعيدها التي قضاها (رامز وتهاني) تتحدث تهاني وتفتح أوراقاً خاصة جداً.. وتدلي باعترافات سرية للغاية قائلة (كانت تلك الفترة رومانسية بحق.. حظي رامز أثناءها بالقبلات والمداعبة والاحضان.. بينما كان في حقيقة الأمر يتسلى بي ليس إلاّ، ومُبيّت في أعماقه الخيانة)

استطاع (رامز) بعد مرور عامين على قصة الحب تلك أن يلف شباك الخيانة حول (تهاني).. حتى تمكن بأسلوبه المقنع من إخضاعها لنزواته الشيطانية.. ومارس معها الرذيلة برضاها ورغبتها.. وبعد أن فقدت بكارتها، ظل (رامز) يعدها بالزواج.. ورغم إصرارها عليه للتقدم لأهلها وطلب يدها.

غير أن ذلك كان مثار إزعاج.. لــ(رامز) وتعمد تأجيل الحديث بذلك كل مرة.. إلى أن تقدم أحد الشباب لطلب يدها.. وهو الأمر الذي لم تكن تتوقعه (تهاني)، ولا ترحب به أبداً، و وقع على مسامعها كالصاعقة.

سيناريو الخيانة

في مثل هذه الأحايين، يدخل سيناريو الخيانة من الأبواب الخلفية شأن كل الخيانات، والضحية تكون في الغالب فتاة صغيرة جداً، بلا تجارب ولا ملامح واضحة لشخصيتها.

الوقوع هنا يجب أن يكون مسهلاً من جانبها، شاب في سنها، لديه قوة الإغراء والمكسب الذي يحوز عليه غني عن الذكر، هاهو (رامز) يستمتع باختفائه وسفره إلى إحدى الدول العربية للدراسة كما قيل، هذا الحدث جعل (تهاني) تشعر بحجم الكارثة التي اقترفتها.

والنهاية بائعة هوى

وهنا تحديداً يأتي توقيت اتخاذ أصعب القرارات.. (تهاني) لم تجد أمامها سوى الهروب.. كحل وحيد.. لعلها تتوارى عن الأنظار.. وتختفي بالكارثة التي لحقت بها.. ولكنها تحمل معها في كل الأحوال براكين وزلازل.. وتعصف مع هروبها بأركان البين الوادع. كان ذلك هو القرار الصعب الذي اتخذته (تهاني).. وقررت تنفيذه في التو واللحظة. وصلت العاصمة.. وبدأت مشوار الخطيئة الكبرى.. طريق الرذيلة.. التي تطعن الفتاة في كرامتها وأنوثتها طعنة خجل قاتل.

زر الذهاب إلى الأعلى