أب يختفي بظروف غامضة ( وجباليا) يخطفون ابنه
سليمان سالم مقبول، مواطن يمني بسيط.. أب لأربعة أبناء وثلاث بنات لا يمتلك من حطام الدنيا سوى أرض واقعة على خط باجل – الكدن، زاحمه عليها بعض أقربائه، كما تروي زوجته «أم علي» كان ذلك في العام 2002 وإثر دخوله في هذه المشاكل قرر السفر إلى السعودية وسافر فعلاً وبعد أشهر بدأ بإرسال مصاريف للأسرة بيد أناس لا تعرفهم أم علي.. تكرر ارسال المصاريف مرتين أو ثلاث ثم لم يسمعوا عنه أي خبر..
من هنا بدأت معاناة أم علي بالبحث والسؤال عنه لدى كل الأرقارب والأصدقاء حتى بدأت تيأس وانتهت الى ضرورة العمل من أجل كسب قوتها وقوت أطفالها. فعملت لدى مالكي المزارع المجاورة بأجور زهيدة لتغطية نفقات معيشة الأسرة.
ولم تنس يوماً أن تتوجه بالدعاء الى الله كي يحفط زوجها ولم تمل الحديث عنه لاطفالها..
ابنها علي الذي يبلغ من العمر (15) عاماً الآن وتمنطق بجنبية .. يعامل الاغراب بحذر شديد.. هذا الحذر له ما يبرره فعلي بعد التجربة المريرة التي عاشها لأنه قبل سنوات قرر البحث عن أبيه والسؤال عنه وحين دخوله مديرية الكدن وأثناء سؤاله عن أبيه أمسك به رجلان قال انهما (جباليا من سناء كي فوق) واتهمه بسرقة 100 ألف ريال ومسدس وقاموا بتكتيفه وربط أرجله ويديه واختطافه على متن سيارة هيلوكس 83 غمارتين واوصلوه الى صنعاء،، لم يقدم علي إلى قسم شرطة أو نيابة أو قضاء.. مباشرة تم وضعه في سجن تحت الأرض.. لم يكن يعرف الوقت لعدم وجود نوافذ في سجنه.. لم يكن في السجن سوى لمبة اضاءة واحدة تشتعل 24 ساعة في اليوم.. ومنذُ يومه الأول تحت الأرض مورست عليه أسوأ أصناف التعذيب النفسي والجسدي فكان يعلق ويضرب في باطن قدميه بكابلات الكهرباء بالاضافة الى ضربه بقسوة بأحزمة القايش ناهيك عن صب الماء البارد على جسدة.. كل ذلك من أجل أن ينزعوا اعترافاً منه بسرقة المبلغ والمسدس.. قاوم قدر استطاعته لكنه لم يحتمل طويلاً.. يقول علي انه قدم للمحاكمة بقاعة كبيرة.. وكان يصرخ بأعلى صوته أنه اختطف وعذب لكن لم يستجب له أحد، وحكم عليه بسنتين ونصف.. طبعاً علي كما كثيرين لا يعرف ماهي حقوق المتهم، ولم ينصب له محاميا.. كما أنه لم يستطع ابلاغ اسرته طوال الفترة التي قضاها بعيداً عنها كل هذه الفترة كانت عبارة عن جحيم يومي متواصل عاشته أم علي بكل تفاصيله.. حتى ظهور علي أمامها قبل أيام وهو يرتدي ثياب رثة للغاية كأخلاق خاطفيه ،وجسمه ممتلي بالقمل، وآثار التعذيب مازالت ترسم صورها على جسده..
شيئاً آخر أكثر غرابة حدث حين اختفى علي حيث جاء رجل من صنعاء يبحث عن جواز سفر سليمان سالم عند أحد أصدقائه الذي يعيش في الكدن والذي كان يحتفظ بالجواز لغرض اجراء معاملة فيزة للسعودية لكن المعاملة لم تكتمل .. وحين سأل صديق سليمان الرجل الصنعاني عن سبب طلب الجواز أجابه الرجل بأن سليمان محبوس بقضية لم يحددها.
علي قال إنه لم يتلق أي تهديد يمس بأسرته حين اختطافه، ولم يسمع طوال فترة اختطافه عن أي معلومة تشير الى مصير والده، كما أنه لا يعرف حتى المكان الذي سجن فيه لأنه كما يقول دخل صنعاء ليلاً وخرج ليلاً، ولا يمتلك أي دليل يساند قضيته سوى معرفته شخصين كانا يعملان كحراس لمزرعة قريبة كان يعمل فيها.
حديث الأم كان بمنتهى الحذر ولم تحبذ ذكر الأسماء خوفاً من النتائج بدورنا نتساءل كيف يمكن أن يتم كل هذا في ظل حكومة تقول انها تعمل وفق الدستور والقانون.. كل ما نستطيع فعله هو مناشدة نقدمها لكل مواطن أو مواطنة يعرف أي معلومة عن المواطن اليمني سليمان سالم مقبول ، المنشورة صورته أعلاه، ابلاغ عائلته القلقة عليه على الأرقام 771714427 أو 711714427