حب بنكهة الموت
صدر الحكم النهائي وسيق عدنان لساحة الموت غبطاً يتراقص الفرح نصب عينيه ..
فأي قلب كنت تحمل يا عدنان لتحب به بمقدار هذا الحب؟!
أمضى عدنان طفولته برفقة قطيع أغنامٍ يرعاه وكلب يتراقص على أنغام شبابته حين كان يعزف عليها.. ذات نهار وقع في حب فتاة من فتيات القرية حين بلغ الرابعة عشرة من عمره.
مع من أحبها في العاشرة .. في ذلك الوقت توفى والدا حبيبته وكفلها عمها المعروف بالطيبة والتقوى..
عدنان قرر ترك القرية والسفر إلى العاصمة صنعاء للعمل وجمع المال ليتزوج حبيبته التي شعر أنها أحوج إليه، عقب وفاة والديها..
عدنان كان يحب بصمت، لم يصارح من أحبها بمشاعره كما أنها لم تحدث بأنها تبادله ذات الشعور..
حين بلغ عدنان العاصمة واجه مشاكل عديدة ومعاناة بسبب خبرته القليلة في الحياة والتي أوقعته في شباك عصابة تقتات من سرقة السيارات ليدخل السجن بتهمة السرقة وهناك حلت المصادفة التي جرفت حياة عدنان صوب هوة الضياع..
ابن شيخ القرية شاهد عدنان في السجن لتصل سمعة عدنان السيئة إلى القرية وتبلغ عنان السماء.. غادر عدنان السجن في عمر السابعة عشرة ليمضي ثلاث سنوات مع معيشته اللصوصية، حين بلغ العشرين تقدم لطلب من أحبها إلا أن عمها رفضه رفضاً قاطعاً بسبب سمعته السيئة .. عم حبيبته شهد له الجميع بتربيته ابنة شقيقه تربية حسنة وأنه عاملها كواحدة من أبنائه، حين تقدم شخص آخر لخطبتها لم تعارض قرار عمها بالموافقة عليه.
ليلة زفاف حبيبة "عدنان" ووصول موكب العروس سقط عمها جثة هامدة أثناء إطلاق النار احتفاءً بقدوم العروس..
أصابع الاتهام أومأت صوب عدنان الذي لاذ بالفرار مشغول الفكر على حبيبته التي أصيبت بانهيار عصبي ونقلت إلى المستشفى إلا أن فرار عدنان لم يدم طويلاً فسرعان ما كبلت القيود معصميه وزج به في السجن.
حبيبته قدمت لزيارته ومع مغادرتها بدأ عدنان يطالب بتنفيذ حكم الإعدام فيه.
من أحبته قالت له يومها أنه دمر حياتها وحياته، أخبرته أنه لم يحدثها عن حبه قط كما أنها لم تحدثه بذلك أيضاً، أخبرته أنها اليوم تقول له إنها تحبه وتتمنى أن يقول لها هو ذلك، أخبرته أنها ترغب بتنفيذ حكم الإعدام فيه رغم ذلك وأنها لن تراه حتى ذلك اليوم..
نادى عدنان عليها يومها قائلاً أحبك يا نور، هي كانت تدعو له بالمغفرة ولكنها لم ترد عليه، ومن ساعتها بدأ عدنان يطالب بتنفيذ حكم الإعدام فيه، ليس لسبب ما وإنما ليرى حبيبته فقط.. يوم سيق عدنان إلى ساحة موته كان غبطاً يتراقص الفرح أمام عينيه لمجرد أنه سيرى حبيبته غير عابئ بما سيحل به، وحين بُطح لتنفيذ الإعدام كان يصرخ «اعتني بنفسك يا نور، ترحمي عليّ يا نور» وصعدت روحه إلى السماء مع انطلاق طلقات الرصاص، ما قيل أنه حدث عقب إعدامه بأسبوع أن حبيبته وُجدت تحتضن صورة عمها وقد فارقت الحياة في غرفتها… هشام شجاع